29 تصريحًا لـ إسحق يونان.. أبرزهم عن أسباب عدم حياده

بيشوي القمص

داخل مركز “معلم الأجيال”؛ الخاص بتخليد كتابات وعظات البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، كان لـ إعلام دوت أورج، هذا اللقاء مع أحد أهم الإعلاميين في القنوات القبطية، وهو الإعلامى إسحق يونان، مقدم برنامج “صباح النور” على قناة CTV القبطية، وكانت تلك تصريحاته:

1. ولدت عام 1980 في منطقة الاميرية، وتخرّجت من كلية تجارة خارجية، جامعة حلوان، وقد أثرت كنيسة العذراء مريم بمنطقة الأميرية على نشأتي، كما أنّها السبب الرئيسي في تكوين شخصيتي الحالية.

2. داومت على قراءة الصحف منذ الصف الثاني الابتدائي، وذلك لتوافرها في منزلنا، وكذلك متابعة نشرة الأخبار وهو ما أثر على ثقافتى العامة، وحتى أكون على دراية بما يحدث في جميع أنحاء العالم، وبدأت مسيرتي العملية منذ أن كنت في الصف الأوّل الثانوي، وشغلت عدّة وظائف حينها، ففي عام 2006 بدأت كمعد برامج تلفزيونية، أوّلها كان في قناة sat 7، ثم قناة “أغابي”، كما تقدّمت للعمل في قناة CTV منذ أن بدأت عام 2007 ولكن لم يحالفني التوفيق ولم يتم قبولي للعمل بها، فعاودت التقديم بها مرّة أخرى في عام 2010 كمراسل، ولكن مع أحداث الثورة تأخّرت حتى عام 2011، فعملت لمدة عامين كمراسل بالقناة ثم أصبحت مذيع دائم في برنامج “صباح النور” منذ مطلع 2013 وحتى الآن.

إسحق يونان

3. عملت لفترة في مجال التسويق بإحدى شركات الأدوية، ودعمت نفسي بدورات تدريبية في مجال التسويق، وهو ما ساعدني في تكوين شخصية المذيع، من حيث طريقة الكلام والاستماع للشخص المتحدث ونبرة الصوت والتحكم بها، وكيفية طرح السؤال وتلقّي الاسئلة المُفاجئة التي لا أكون مستعداً لها، هذا إضافة إلى اختيار الملابس ورابطة العنق، كل ذلك ولم أكن أعلم أنني سأتعلم من أجل مهنة أخرى.

نرشح لك : في عيد ميلاد إبراهيم نصر.. الوجه الآخر لـ “زكية زكريا”

4. البرنامج الذى أقدمه يُذاع على قناة قبطية؛ ولذلك نقدم محتوى قبطى  بجانب المحتوى العام، وهو ما يجعلنى متابعا  لكل الأخبار داخليًا وخارجيًا، كذلك أتابع بعض الملفات التي قد يتم التغافل عنها بعد فترة؛ مثل ملف اليمن وملف العملة التركية.

5. تجربة برنامج “صباح النور” أفادتني جدًا؛ لأنني على مدار الست سنوات الماضية ناقشت مواضيع كثيرة ومختلفة، وهو ما يضيف إلى معلوماتي.

6. عملت في البرنامج المسائى “في النور” المذاع على قناة CTV ، لفترة مؤقتة، وذلك أثناء غياب مُقدمه الإعلامي إيهاب صبحى، وهو البرنامج الأكثر مشاهدة في الإعلام المسيحي كله، وأي شخص يتمنى العمل في هذا البرنامج، وكنت متميز أثناء فترة تقديمه.

7. أؤمن أنه سواء عملت في البرامج الصباحية أو المسائية، الفيصل الوحيد سيكون مستوى أداء مقدم البرنامج، هل أنت كمقدم برنامج مؤثر أم لا؟ هل انت مؤدي لفقرتك فقط أم صاحب رسالة للمشاهد؟، هل ما تقدمه ذو مصداقية أم لا؟

وهذا ظهر جلياً خلال أزمة حادث دير الأنبا مقار، وتغطيتنا لها بالبرنامج.

8. إدارة القناة لا تميل إلى افتعال المواقف من أجل نسب المشاهدة، ولا نسعى من أجل ذلك على الاطلاق، وحينما ننقل الحدث، يكون مايشغلنا هو الاختلاف وألا نصبح مثل أي قناة أخرى، ونسعى إلى أخذ مواقف وخطوات متميزة في مجال تغطية الحدث، وهو ما دفعني لنقل الحدث وتغطيته من أمام قلاية الأنبا ابيفانيوس خلال الازمة الأخيرة، من أجل توضيح طبيعة المكان للمشاهدين، وتميّزنا في تغطية الحدث.

9. أثناء حادث الكنيسة البطرسية قمت بإجراء مقابلة هامة، نقلتها عنا عدة قنوات، وهي حواري مع الأب الذي التقى الارهابى ليلة الحادث، وكذلك في حادث تفجيرات طنطا كانت كل القنوات المسيحية وغير المسيحية تنقل مراسم الجنازة عن قناة CTV وكنت أقوم بوصف المكان ومجريات الأمور للمشاهدين.

10. لا أنقل أي خبار من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلا إذا تأكّدت من صحة الخبر بنسبة 100%، فالمصداقية هي المبدأ الذي أوثّقه للمشاهدين والمتابعين.

11. لا أفكر إطلاقا  في الابتعاد عن قناة CTV، أوالانضمام إلى قنوات أخرى مفتوحة، حتى ولو كان من أجل تقديم برامج مهتمة بالشأن القبطي، وذلك لانى أرى أن الرحيل يكون من أجل شهرة زائدة أو زيادة في الأجر، وأنا من جهة الشهرة لم اكن اسعى لها على الاطلاق في البدايات حتى اطلبها الآن، وأما من جهة المال الحمدلله لا احتاج إليه بالقدرالمُلح الذى يضطرني إلى الرحيل عن القناة التي أعمل بها.

12. قناة CTV لها متابعين ومشاهدين بالملايين خارج مصر، واعلم اننا أصحاب مصداقية عند مشاهدينا في الخارج في أمريكا وأوروبا وأستراليا وأيضا لا اغفل عدد المشاهدين داخل مصر مسلمين وأقباط، وذلك يظهر من التعاملات اليومية بينى وبين الناس في الشارع، وهناك عدد من المثقفين المصريين يتابعوننا وعلى رأسهم الأستاذ طارق حجي، وهو ينشر ذلك على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك”، وكذلك عدد من الشخصيات العامة.

13. إدارة القناة لم تتدخل على الاطلاق في المحتوى الذى أقدمه، ولكن يجب أن يكون المذيع متزن وعلى دراية بالمسئولية المُلقاه على عاتقه، وأن يدرك ما يقول حتى في أعتى الأزمات.

14. إذا رأى الجمهور أن أحد المسؤولين قصر في أداء وظيفته ومسؤولياته أو تخطّاها بإصدار قرارات غير مفهومة، هنا أقوم بدوري وأعلق، إلا لو كان لدي وجهة نظر لا يعرفها المشاهد، هنا أتحدث من أجل توضيح ما خفي عن الناس.

15. أرى أن الإعلامي لا يجب أن يكون حيادياً، فالشخص الحيادي الوحيد في الإعلام هو قارىء نشرة الأخبار، إذ أنه ينقل الخبر فقط. ولا توجد قناة يمكن وصفها بالحيادية، فكل قناة لها توجهاتها وقوانينها الخاصة، وكذلك العاملين بهذه القنوات يفترض بهم انهم يتبعوا توجهات القناة التي يعملوا بها، وأنا أرى أنّه من الضروري على المذيع أو مقدم البرنامج أن يعبر عن وجهة نظره، و الإعلامي الذي لا يملك رأي أو وجهة نظر ليس له متابعين؛ فالجمهور إما أن يتفق أو يختلف معه.

16.  كنت دائماً أذكّر المشاهدين بأن الإرهاب ضد الكنيسة، وهذا الكلام يعجب الناس، لكن حادث كنيسة مارمينا بحلوان؛  وقع بعد الحادث الأليم بمسجد الروضة في شمال سيناء، وكان الناس منتظرين أن أظهر وأُحمل المسئولية للجهات الأمنية واتهامها بالتخاذل في التدابير الأمنية اللازمة لعدم وقوع مثل هذه الحوادث؛ لكنى قلت ماذا سيفعل الأمن في مثل هذه الحوادث؟  فالإرهابى يأتي من أجل إزهاق الأرواح، وتساءلت كيف ألوم التدابير الأمنية على حادث الكنيسة، في ظل سقوط القتلى المُسلمين في مسجد الروضه؟

وهنا ظهرت عدة مقالات عن تناولى للحادث، قالت إنني اتلقى تعليمات عليا من أجل عدم الزج بالمؤسسات الأمنية، وللأمانة هذا لم يحدث على الإطلاق، أنا أنقل ما يمليه على ضميرى، وليس ما يعجب الناس ويتوافق مع هواهم.

نرشح لك : المظلومون في حادث مقتل رئيس دير الأنبا مقار

17. المشاهدين يميلوا إلى المعلومة التي يكون فيها جزء من التشويق والإثارة مثل الأفلام، حتى وان لم تكن المعلومة صحيحة، والدليل أنه أثناء الأزمة الأخيرة التي حدثت داخل دير الأنبا مقار، لم يصدق الناس في البداية، أنه يمكن أن يكون الجاني راهبا من داخل الدير، لأن المعلومة كانت صريحة، لكنهم كانوا يحبوا سماع أن الفاعل شخص غريب، قفز من اعلى السور، وأنتظر في الخلاء حتى يخرج الأنبا أبيفانيوس للصلاة.

هنا فقط سيحبك الناس ويدركوا أنك تتكلم بلسانهم، وأن كل الأخرين مخطئون، حتى وإن كان قداسة البابا نفسه، فالناس تميل بشكل كبير إلى فكرة المؤامرة، وهنا عليك أن تراعي ضميرك وتنقل الحدث بكل تفاصيله الحقيقية حتى وان كانت صادمة وذلك دون تشويق أو إثارة.

18. توجد منافسة داخل قناة CTV، لكن لا توجد نفسنة، لأن الجميع يريد ان يكون الأفضل، وأنا أريد أن أعمل بكل البرامج التي تذاع على القناة، من أجل أن أكون الأفضل وأن يكون لي مشاهدين ونسب مشاهدة مرتفعة، وهذا الأمر لا يعيبني، لأن كل شخص يطمح للأفضل.

19. من أكثر الحوارات التي لا أنساها في مسيرتي الإعلامية، لقائي مع الأنبا كبرلس، مطران كنيستنا القبطية في ميلانو بإيطاليا؛ لأنه طوال حياته لم يقم بعمل اى لقاءات صحفية أو إعلامية مع أي قناة أو مذيع، ووقت وفاته تم الرجوع لهذا اللقاء الذى قمت بإجرائه معه لكى يكون مادة إعلامية عنه؛ كذلك أعتز بلقائى مع قداسة البابا شنودة الثالث ولقائى مع قداسة البابا تواضروس الثانى، الذي كان من اللقاءات المتميزة.

20. لا أميل إلى عمل اللقاءات الاجتماعية مع المسئولين في الدولة، وذلك لانى أحب التفرد، فاقوم بعمل اللقاءات التي أعلم انها لم تستهلك مع أشخاص لم يظهروا من قبل.

21. تمنيت إجراء حوار مع نيافة الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط المتنيح، ولكن هذا الحوار لم يتم، وتمنيت ان أرى هذا الرجل وان اقابله، وشاءت الأقدار ان أقابله فعلا في عام 2013 في المانيا، في المستشفى، مع زيارة قداسة البابا لنيافته ولكنى لم اظفر بإجراء حوار معه.

22. الحادثة التي وقعت داخل أسوار دير أبو مقار، هي للإفادة والبنيان والتعليم؛ وذلك من أجل أن يرى الناس ماذا يحدث عند اقترابهم الزائد من اسوار الدير، وفرصة لكى يرى الناس حقيقة أنفسهم، والتوقف عن الدروشة، ومحاولة ادخال الرهبان إلى حياتهم.

فلو كان الراهب قد ترك العالم كله وذهب الى ديره ليتعبد؛ لماذا تذهب ورائه لكى تحكى له عن مشاكلك أو عن ما يشغلك؟

اترك الراهب لحياته وديره وعبادته، وكما يوجد أناس قديسون خلف أسوار الأديرة، هناك أيضا أناس أشرار خلف ذات الأسوار.

23. أدين بالفضل لعدة أشخاص أثروا في حياتي، أكثرهم عظات هو قداسة البابا شنودة الثالث، وكذلك نيافة الأنبا موسى، أسقف الشباب وكذلك الأستاذ بولس حبيب وهو حالياً “القس بولس حبيب”، وذلك على المستويات الشخصية والروحية، أما على المستويات العملية فالذى قام باكتشافي هي الإعلامية المتميزة دينا عبد الكريم، والنائب إيليا ثروت باسيلى عضو مجلس الشعب، الذي أعطاني فرصة للظهور على الشاشة.

24. أتمنى إنشاء قناة إذاعية مصرية قبطية أو بث قناة CTV إذاعيا على الراديو، كما أتمنى العمل في الإذاعة، لاعتمادها على الصوت فقط، وهو أصدق ما فينا، وصعوبته في أن تستطيع أن تنقل للناس إحساسك عبر موجات الأثير.

25. لم يكن للواسطة أي دور نهائي في أي مرحلة من مراحل حياتي، حتى يكون لها دور في العمل في قناة باسم وحجم قناة CTV،  لأنه ليس من المعقول أن أصل بواسطة إلى صاحب القناة لكى يتم تعيينى بها كمذيع وقد سبق أصلا وأن رفضوا لقبولي للعمل بها كمُعد برامج.

26. على  المذيع أن يعمل بمفرده من أجل برنامجه، لأن العمل الثنائي أحياناً يكون من أسباب سقوط البرنامج، سواء بسبب قلة التفاهم أو المنافسة بين المذيعين، فكل منهما يريد أن يثبت أنّه الأفضل، لذلك أميل لفكرة المذيع الواحد للبرنامج.

نرشح لك : أحمد محرز.. الضال الذي لم يفقد ظله

27. قداسة البابا تواضروس أدار أزمة دير الأنبا مقار، باقتدار وحكمة وكل شفافية، ولم يتستر على الشر، ولا على القتلة أيا كان عددهم، وأيضا ما بعد الازمة في اتصاله الابوى بأهالي القتلة والسؤال عن أحوالهم.

وكان عند حسن معرفتى به وبادارته الناجحة لمثل تلك الأمور، فكان حريصاً على الظهور بعد الحادث ليطمئن الأقباط المنتظرين لكلمته، أن الرهبنة المصرية بخير، وأن الحادث فرديّ، ولا يعبر عن رهبنتنا القبطية، وأن الأزمة لم تنتهي إلى الآن وأن تعامل الكنيسة مع الأزمة لم ينتهي، وأنا أعلم أنه ستكون هناك قرارات أخرى تباعاً من أجل ضبط الأداء الرهبانى داخل الاديرة المصرية.

28.ضميرى هو ما يحكمنى في نقل الحدث، كان بإمكاني تصوير دماء الأسقف المقتول ونشرها على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، لكي أحصل على السبق، ولكن أنا لا أفعل مثل تلك الأمور للحفاظ على قدسية الدماء التي أُريقت والروح التي أزُهقت.

29. خلال الأزمة الأخيرة حرصت أن يدرك المشاهدين أن الفاعل من داخل الدير، لأنّه عملياً يستحيل على أي شخص من خارج الدير الوصول لهذا المكان ومعرفة مواعيد خروج الاسقف القتيل للصلاة، لذلك كان خطأ كبير نشر الشائعات حول شخصية القاتل من أنه أحد الأعراب أو أن الفاعل إرهابيّ، فيستحيل هاة أي شخص غريب عن الدير معرفة كل هذه التفاصيل.