تفاصيل ثورة السلفيين على حلا شيحة

رباب طلعت

عاصفة من الجدل أثيرت منذ مساء أمس الأربعاء، بعد نشر الصور الأولى للفنانة المعتزلة حلا شيحة بدون حجاب، بعد أشهر قليلة من خلعها للنقاب وعودتها إلى مصر، تاركة بيت زوجها السلفي الكندي يوسف هرسن، مع ترحيب كبير لعودتها لـ”الوسطية” بعد تصنيفها كأحد المتعصبين دينيًا، من قِبل الوسط الفني والثقافي والجمهور “الوسطي”، وكـ”أحد المهتديات الناجيات من فتن الدنيا” من قبل السلفيين، أولئك الذين سنوا أسلحة النقد، وشنوا عليها حربًا شنعاء، بررها بعضهم بأنها خوف على بناتهم من الفتنة.

ثورة السلفيين على حلا شيحة، بدأت أمس بفيديو لصديق زوجها الداعية السلفي محمد الصاوي، الذي نشر فيديو “لايف” كشف فيه تفاصيل مكالمته مع زوجها في كندا، لمعرفة أسباب خلعها الحجاب، فوجده “باكيًا بكاءً لم يعهده من رجل قط من قبل” على حد تعبيره، معلقًا على قرارها بقوله: “ظل عرضي مستورًا 12 عامًا وانكشف”، وأكد الداعية أن الانتكاسة التي وقعت فيها “شيحة” جعلت زوجها يفكر في طلاقها، ولكن أصلح بينهما، وجعله يفكر بعقلٍ رشيد، خاصة أنها أم أبنائه الأربعة، وبعد انتشار ذلك المقطع، على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الصحافة له، حذفه الداعية، معللًا ذلك بأنه فهم في غير موضعه، مكتفيًا بالدعاء لها.

 

فيديو “الصاوي” الذي ظهر فيه هو الآخر باكيًا على ما آلت إليه حلا، لم يكن الوحيد في الثورة السلفية على “المرتدة” عنهم، بحسب وصف الداعية السلفي محمد جمعة، الذي استغل الواقعة بنشر فيديو دعا فيه لـ”شيحة” بأن “يردها إلى دينها”، موجهًا كلامه للفتيات “اللي ممكن يتهزوا” من الخبر، نظرًا لأنها كانت قدوة حسنة لهن، وكانت تنشر أشياءً دعوية “قوية”.

حلا شيحة خلعت الحجاب

Posted by Mohamad Goda on Wednesday, August 8, 2018

أما الرسالة الأبرز لـ”حلا” فكانت من الداعية الشهير حازم شومان، الذي جاء بعنوان “هان عليكي”، والذي استعطف مشاعرها فيها بتذكيرها بحياة الالتزام، وحلمها بملاقاة أمهات المؤمنين في الجنة، وسألها: “شمتيهم فينا ليه؟”، مؤكدًا أنه “خايف عليها”، من أن تفسق بعدما “اصطفاها الله واختارها”، مذكرًا إياها بمصير “حبايبهم” من الفتيات والشبان الذين ارتدوا بعد التزامهم، مضيفًا: “مستنينك يا حلا”.

حلا شيحة كانت قدوتي#مستنيينك_يا_حلا

Posted by Dr Hazem Shouman on Wednesday, August 8, 2018

 

الثورة الأشرس على حلا كانت من “الأخوات” اللاتي يمكن اختزال ردود أفعالهن العنيفة على خبر خلع الحجاب والعودة للفن في “بوست” الداعية السلفية أميرة عزت، التي وصفتها بأنها كانت “سبب الفتنة بينهن”، والتي تهكمت على كل من يتحدث معها بالحسنى واصفًا إياها بأنها “أخت وحبيبة وخلافه” من الأوصاف اللاتي تستخدمها عموم فتيات السلفيين فيما بينهن، بل قررت “فضحها” على حد تعبيرها بقولها أنهن حاولن نصحها لكنها أغلقت كل الطرق المؤدية لسلامة قلبها، وارتضت بـ”هذا المجتمع بكل ما فيه!”، مؤكدة أن حديثها من باب النهي عن المنكر. الجدير بالإشارة أن الداعية الإسلامي خالد المصري، وصف “عزت” بأنها أحد التكفيريين، والتي طلقها زوجها لفساد معتقدها، محذرًا الأخوات من اتباع هجومها الشرس وتكفيرها لحلا شيحة.

في موضوع حلا شيحة خرجت إحداهنَّ من مدعيات العلم، ولها طالبات ومتابعات بالمئات، أو قل بالآلاف تُدرسهُنَّ العلوم الشرعية،…

Posted by ‎خالد المصري‎ on Thursday, August 9, 2018

من تقصدهم “عزت” بقولها: “والغريب أكثر نحيب الناس بهذا الشكل والنداء عليها عودي عودي يا طيبة يا جميلة يا كذا وكذا” هن المشاركات على هاشتاج “#ارجعي_ياحلا” وكذلك فتيات جروب الحجاب الشهير “Surviving Hijab”، اللاتي عكفن على التعليق على منشوراتها الدعوية عليه، منذ عام 2014، والتي كانت تحثهن من خلالها على الالتزام بحجابهن ودينهن، بأساليب الدعوة السلفية الشهيرة، والتي ظهرت عليها للمرة الأولى عام 2007، في مداخلة هاتفية مع المذيع هاني حلمي على قناة “الناس” أثناء استضافته لزوجها الذي كان يروي وقتها قصة هدايته، وبالتالي قصت هي الأخرى مراحل تعلقها بالنقاب إلى أن شعرت بـ”العزة” وبأنها “ملكة”.

في مقابل تلك الثورة السلفية، كان هناك النداء الإخواني لحلا شيحة! حيث نشرت خديجة ابنة القيادي الإخواني خيرت الشاطر هي الأخرى “بوست” ظهر فيه مدى قرب “شيحة” منها، والتي وصفتها فيه بأنها “حبيبة القلب وصديقتي و توأم روحي”، كما ذكرتها بحلم قد حلمته منذ زمن “أتذكرين حلمك حين رأيت القيامة، وكأنها قامت وكلهم كلهم كانوا سيغرقون، دعيهم في ظلمات التيه ولا تكوني معهم من الهالكين، لقد أراد الله بك خيرًا حين أفزع منامك تلك الرؤيا، التي فيها اليقين، وكل ما دونها غدر وخداع وسراب عظيم”.

حبيبة القلب وصديقتى و توأم روحى حلا شيحةبالله عليكى كونى كما عهدتك حلا حلا الخير و الحب والجمال حلا حب الله…

Posted by ‎خديجة خيرت الشاطر‎ on Wednesday, August 8, 2018

الثورة السلفية على حلا، وصلت لحسابها الشخصي على “فيس بوك”، وترنحت ما بين خشونة الحديث تارة وليونة تارة أخرى، فبعض الأخوات في تعليق على منشور قديم لها علقت: “إنا لله وإنا إليه راجعون، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا حلا لمحزونون”، تلك الكلمات المستخدمة في رثاء الموتى! وأخرى دعت لها بـ”الرد الجميل”، ولعل ذلك كرد فعلٍ طبيعية، على “حلا شيحة” التي تحولت من فنانة لـ”داعية سلفية”.