قائمة الأفلام المجهولة ليوسف شاهين

نرمين حلمي
 
من وحي الإثارة والحركة والرومانسية والتأريخ والكوميديا، طلت أفلام المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين على أهل السينما وعشاق الفن، ومع حلول ذكرى وفاته اليوم الموافق 27 يوليو، نحي الحديث عن ما قدمته “مدرسة شاهين” للفن، والذي لم يقتصر فقط على الأفلام الروائية الطويلة، بل أمتد ليشمل بقية أنواع الفن السابع.
 
بالبحث في فيلموجرافيا “شاهين”، بموقع شركة الإنتاج والتوزيع “أفلام مصر العالمية”، التي أسسها “شاهين” عام 1972، وجد “إعلام دوت أورج” تاريخ أبرز الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية، والتي لم تحظ بنفس الشهرة، التي نالتها أفلامه الروائية الطويلة الأخرى، بالرغم من تنوعها وأهميتها، وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية:
 

1- “بعد 47 سنة”

أنتجت شركة “أفلام مصر العالمية” فيلم “بعد 47 سنة” عام 2007، تحت قيادة المخرج يوسف شاهين، ومن تمثيله أيضًا إلى جانب الفنانين: كريم قاسم ويسرا اللوزي، ومدير التصوير رمسيس مرزوق، كما إنه تُرجم للغتين الإنجليزية والفرنسية.
 
وهو فيلم قصير يستغرق مدة عرضه “3:30 دقيقة”، وبحسب ما ذكر الأرشيف الخاص بموقع “أفلام مصر العالمية”، فهو فيلم لمختارات فرنسية عام 2007، احتفالاً بالذكرى الستين لمهرجان كان السينمائي، والفيلم عبارة عن مجموعة من 34 فيلمًا قصيرًا، من إخراج 36 مخرجًا مشهورًا، قدم المخرجون، الذين يمثلون 5 قارات و25 بلدًا، تصوراتهم المستوحاة من السينما.
 
 
 

2- “11 سبتمبر”

عرفت عدسة “شاهين” الأفلام الجادة والمغايرة للسائد والمعتاد؛ مثلما قدم وجهة نظره الخاصة في فيلمه الروائي القصير “11 سبتمبر”، والذي عُرف أيضًا بـ “صورة واحدة” وهو من تأليفه وإخراجه، والذي لم يتجاوز مدة عرضه الـ 9:11 دقيقة.
 
وَقع الاختيار على “شاهين” ليكون جزءًا من مشروع بدأه منتج فرنسي، وضم 11 مخرجًا من مختلف أنحاء العالم؛ لتقديم رؤية سينمائية حول ما حدث في نيويورك وواشنطن في سبتمبر 2001؛ حسب وجهة نظر والرؤية الثقافية والسياسية التحليلية لأسباب ونتائج الحادث لكل منهم، والذي نتج عنه فيلم كامل يضم 11 رؤية مختلفة، تصل مدته مائة وإحدى وعشرين دقيقة، يطرح العديد من التساؤلات حول تلك القضية عام 2002.
 

تُرجم “11 سبتمبر” للإنجليزية، وضم نخبة من النجوم، منهم: نور الشريف، أحمد هارون، سيف الدين، سناء يونس، أحمد فؤاد سليم، ماهر عصام، إيفيلين سليم.

 

 

3-“كلها خطوة”

بزغ نجم الفنان هاني سلامة في سماء الفن من خلال الشاشة الذهبية؛ من خلال فيلمي: “المصير” 1997 و”الاَخر” 1999، على يد أستاذه المخرج يوسف شاهين، كما وصفه “سلامة” بـ “الأستاذ الذي اكتشف موهبتي أصلاً وإني أنفع في المجال عمومًا”؛ بحسب تصريحاته في إحدى لقاءته التلفزيونية، فكان لـ “سلامة” معه تجربة أخرى لفيلم قصير، نُفذ ما بين الفيلمين السابق ذكرهما، معنون بـ “كلها خطوة” في عام 1998.

 

 
“كلها خطوة” والذي يتقارب وصف زمنه من وصف اسمه؛ حيث إنه لم يتجاوز مدة عرضه الـ 4 دقائق، تناول رؤية خاصة حول الألغام الأرضية الموجودة في مصر، من خلال هجوم ساخر على الحكومة وقيمة الحياة البشرية في نظرها، ولم يكتفِ “شاهين بتقديمها باللغة العربية، بل تُرجم إلى اللغة الإنجليزية أيضًا، وشارك في هذا الفيلم نخبة من النجوم، الذين لمع بريقهم الفني، في بداية طريقهم على يد “شاهين”، هم: هاني سلامة، ومحمد رجب،
وروجينا، وأحمد فؤاد سليم، وماجدة الخطيب.
 
 

4-“القاهرة منورة بأهلها”

اعتمد “شاهين” على لغة الصورة أكثر من الحوار في فيلم “القاهرة منورة بأهلها”؛ حيث أحتوى الحوار على عدة رسائل غير مباشرة، كشفت عن مدلولاتها الصورة المصاحبة لها، واعتمد على الدمج ما بين نوعي: الفيلم التسجيلي والروائي؛ حسبما ظهر “شاهين” ذاته في الفيلم، وكأنه يبعث لنا كواليس تصوير فيلمًا اَخر داخل فيلم “القاهرة منورة بأهلها” عام 1991، وأعلن ذلك جليًا ضمن سياقه حينما اختتمه، قائلاً: “فركش يا ولاد”، قبل نزول التتر وإعلان النهاية الرسمية للفيلم الأصلي.
 
أراد “شاهين” أن يقدم “القاهرة منورة بأهلها” برؤيته، والتي تضمن تناول قضايا إجتماعية بعينها، مثل: البطالة والتطرف والتكدس السكاني وغيره من الأوبئة الإجتماعية والإقتصادية، وكأنه يريد أن يلقي الضوء عليها بصورة أكثر قربًا من المُشاهد، قد تثير لغتها النفس البشرية، أكثر من بعث الرسالة في سياق حواري يشمله الفيلم بين ممثليه، والذين تنوعوا بالمناسبة ليشملوا عددًا لا بأس به من النجوم في المجال حاليًا، سواء في مجالي الإخراج أو التمثيل، مثل: خالد يوسف، وخالد النبوي، وباسم سمرة، وحسين الإمام.
 

 
قَدم “شاهين” في 23 دقيقة، مجموعة متنوعة من الكادرات السينمائية، متعددة الزوايا والتفاصيل، فظهر البُعد السينمائي البليغ، الذي يريد أن يبعثه “شاهين” للمُشاهد من خلال اللقطات المختلفة، والتي صُورت في مختلف المناطق الشعبية والأحياء الفقيرة؛ فظهر الجانب التسجيلي من خلال التركيز على تلك المناطق، وسكانها الأصليين، الذي أعتمد “شاهين” على تصويرهم بلقطات الـ “Close up shots”، والتي تركز على ملامحهم عن قرب، إلى جانب اللقطات التمثيلية ضمن السياق الروائي الذي أختاره “شاهين” في الفيلم.
 
 

5-“انطلاق”

ذات مرة روى المخرج خالد يوسف، الذي شارك أستاذه “شاهين” في إخراج عدة أفلام سينمائية، اَخرها “هى فوضى”، عن قصة معرفته بمعنى “الوطن” من “شاهين”، حسبما صرح سابقًا في مؤتمر صحفي عن ماهية مفهوم “الوطن” لدى يوسف شاهين، متمثلاً في “البشر” وليس “الحجر”، لافتًا إلى ما أوضحه له “شاهين” حينما أعرب عن سر اختياره لهويته المصرية في حياته، قائلاً: “كان ممكن ميبقاش مصري، ويختار أي جنسية في العالم، وهو سأل نفسه ليه مُصر يبقى مصري؟” فأجابه ببساطة وقتئذ: “أنا أكتر ناس حبتهم كانوا المصريين وبالتالي أنا منتمي لمصر”.
 

 
وهو الأمر الذي يفسر مدى اهتمام “شاهين” بالقضايا الوطنية أو السياسية سواء المحلية أو الدولية؛ ولذلك نجد له أعمالاً فنية مختلفة، تتبنى مناقشة العديد من القضايا الشائكة؛ إلى جانب ما نفذه لتوثيق بعض الانتصارات المصرية والوطنية الهامة مثلما حدث في فيلمه التسجيلي “انطلاق” 1973، والذي تناول حرب السادس من أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل في مدة عرض لا تزيد عن 15 دقيقة.
 

6-“ سلوى الفتاة الصغيرة التى تكلم الأبقار”

روى فيلم “سلوى الفتاة الصغيرة التي تكلم الأبقار” قصة طفلة صغيرة كانت تعيش في قرية على حافة الأراضي الجديدة، التي يتم ريها وفقًا لمشروع السد العالي، تذهب الطفلة إلي المشروع كل ما تحين لها الفرصة؛ لأنها تربطها علاقة حب مع بقرة في المشروع تسميها “سلوى”، ولكن البقرة تموت فتحزن عليها الطفلة، فتذهب الدكتورة البيطرية المسؤلة عن المشروع إلى القرية، وتعطي الطفلة بقرة جديدة، وتسلم الدولة الأراضي الجديدة إلى أهالي القرية.
 
قَدم “شاهين” فيلمه الروائي القصير “سلوى الفتاة الصغيرة التي تكلم الأبقار”، الذي تُرجم للغة الإنجليزية، من تأليفه وإخراجه عام 1972؛ أي بعد مرور سنة من افتتاح مشروع السد العالي عام 1971، في مدة لا تزيد عن 19 دقيقة، وشارك في تمثيله، نخبة من الفنانين، هم: عايدة رياض، وجلال عيسى، وحمدي أحمد، ونادية، والطفلة حنان.
 

7-” عيد الميرون”

تناول “شاهين” ثقافة الدين المسيحي وطقوس خاصة به؛ في فيلمه “عيد الميرون”، من خلال الحديث عن إحتفالات “الميرون المقدس” خلال الصوم الكبير عند الأقباط؛ حيث يدور فيلمه، حول زيت مقدس تستخدمه الكنيسة خلال المناسبات الخاصة في مصر.
 
قدم “شاهين” مشاهد الفيلم في مدة لا تزيد عن 12 دقيقة، والتي صورت أغلب لقطاتها من وسط مظاهر إحتفالات الكنيسة في مصر عام 1967، كما تُرجم الفيلم للغة الفرنسية أيضًا، وشارك في تمثيله، مجموعة من الفنانين، منهم: محمد توفيق، حسين عسرو، محمد مرشد.