محمد شميس يكتب: عيش بشوقك.. كل ما في الأغنية نموذجي عدا "تاتش" تامر حسني

نقلاً عن المقال

كيف تخطت الأغنية 6 ملايين مشاهدة بعد 5 أيام فقط على صدورها؟!

فى اليوم الخامس من صدور أغنية تامر حسني الجديدة «عيش بشوقك» والتى تحمل اسم ألبومه الجديد، استطاع تامر حسني أن يحقق نجاحا كبيرا على المستوى الفنى والجماهيرى.

فعلى المستوى الجماهيرى بعد مرور 5 أيام فقط على صدور الأغنية على موقع الفيديوهات «يوتيوب» سنجد أن عدد مشاهداتها تخطى الـ6 ملايين مشاهدة، أى أنها تحقق فى اليوم الواحد أكثر من مليون مشاهدة، وهذا إن دل على شىء فهو يؤكد مدى شعبية تامر حسنى الكبيرة فى مختلف البلدان العربية.
وليست مشاهدات «يوتيوب» هى المقياس الوحيد للنجاح الجماهيرى للأغنية، بل إن أيضا مواقع التواصل الاجتماعى هى الأخرى شهدت رواجا مختلفا للأغنية عن طريق كوميكات الصور التى صنعها الجمهور بكلمات الأغنية، والفيديوهات الراقصة التى صنعها جمهور مواقع التواصل الاجتماعى باستخدام مقاطع من الأغنية ونشرها على فيسبوك وإنستجرام وسناب شات وكذلك تويتر.

أما على المستوى الفنى فيحسب لتامر حسنى فى أولى تجاربه الإنتاجية أن يقوم بإطلاق أغنية تحمل طابعا اجتماعيا بعيدا عن المواضيع العاطفية التى تتحدث عن الهجر والفراق والحب وكل ما يخص علاقة الحبيب بالحبيبة والتى قُتلت بحثا وطرحا وغناءً، والفضل فى هذه الفكرة يرجع للملحن بلال سرور والشاعر مصطفى حسن، والحقيقة أنا متابع جيد لكل ما يصدر بشكل عام فى عالم الموسيقى، ويبقى الشىء المشترك فى كل الأغانى التى استمعت إليها وكانت من تلحين بلال سرور هو الفكر المختلف عن الأغانى العاطفية.. فقدم العام الماضى أغنية «دوس» من غنائه، وكان يتحدث عن أهمية أن يكون للفرد دور فى المجتمع بشكل خفيف، وأيضا أشهر وأنجح ألحانه مع سميرة سعيد فى أغنية «محصلش حاجة»، وهيفاء وهبى «توتة»، ومحمد محيى «مزيكا حزاينى»، ونيفين «عايزة هدية»، فكل هذه الأغنيات تحمل أفكارا مختلفة حتى التى تتحدث منهم عن العلاقة العاطفية بين الحبيب والحبيبة تكون المعالجة مختلفة ومبتكرة وغير تقليدية، وهذا ما يميزه عن باقى الملحنين الموجودين على الساحة.

نرشح لك: كيف تفاعل الفنانون مع أغنية تامر حسني الجديدة

والحقيقة أن كل ما فى تجربة «عيش بشوقك» ناجح بامتياز، بداية من جرأة تامر حسنى وتحمسه لتقديم أغنية بمحتوى مختلف عن الذى يقدمه، أيضا قيام تامر حسنى بالتعاون مع المخرج المتميز هادى الباجورى فى إخراج الغنوة بهذا الشكل المبهج الذى رأيناه، وكذلك الشاعر مصطفى حسن الذى كتب كلمات تبدو كوميدية ولكنها تحمل طابعا اجتماعيا يهم الشريحة الأكبر من المواطنين فى مصر، أيضا التوزيع الموسيقى لهانى محروس وبلال سرور كان متميزا.

ولكن يبقى «تاتش» تامر حسنى كالعادة هو أسوأ ما فى العمل، وكأن تامر حسنى دائما يشعر بأن أعماله ناقصة فيفكر فى التجويد، ومن يستمع للأغنية بتركيز يجد أنها مقمسة لجزأين، جزء أول متناسق منذ بداية الأغنية، وجزء ثانٍ دخيل على الأغنية وخصوصا فى نهايتها فى الموال الذى قال فيه تامر «خد يا ابنى منى الكلمة دى، اصرف ما فى الجيب واشحت بكرة عادى»، فلكى يجود تامر حسنى فى الأغنية قام بكسر الإيقاع الموسيقى للأغنية ومهد لدخوله بصولو الترومبيت وقام بإدخال هذه الجملة بطريقة الموال بلحن مختلف عن لحن باقى الأغنية، وإذا قمنا باستبعاد هذا الجزء فستكون الغنوة أكثر تناسقا من الذى استمعنا إليه.

ولكن يظل نجاح هذه الأغنية تحديا لتامر حسنى قبل صدور ألبومه الجديد، خصوصا أنها غنوة اجتماعية، فإذا كانت باقى أغنيات الألبوم غير متماشية مع منهج هذه الأغنية فسيكون الألبوم به حالة من الخلل لعدم تناسق أغنياته مع بعضها البعض، وهذا ما سنعرفه عندما يصدر الألبوم بشكل رسمى فى الأيام القليلة المقبلة.