أندرو محسن يكتب: في الحلقة السابقة (1)

الحلقة الأولى في كل مسلسل يجب أن تكون واحدة من أهم الحلقات، خاصة لو كان المسلسل لا يحتوي على نجوم، لأنه من خلالها سيقرر المشاهد إذ كان سيكمل بقية المسلسل أم سيكتفي بما شاهده. عدد من المآخذ يمكن ملاحظتها على الحلقات الأولى المختلفة في رمضان هذا العام:

1- تبدأ الحلقة الأولى من ”أرض النفاق“ بعرض مشاهد لحلم يدور في ذهن مسعود (محمد هنيدي). منذ أول 10 ثوانٍ ندرك من شكل المكان وألوانه أننا داخل حلم، ثم تبدأ الشخصيات تتحدث عن واقع مثالي فنتأكد أننا داخل حلم، لكن المخرج يقرر استمرار هذا الحلم لمدة 10 دقائق كاملة، أي ثلث مدة الحلقة تقريبًا، لا تقدم هذه الدقائق تأسيسًا واضحًا للشخصيات أو للعلاقات بينها، ويمكن الاستغناء عنها بمنتهى السهولة لجعل إيقاع الحلقة أفضل.

نرشح لك: مواعيد عرض أرض النفاق #مسلسلات_رمضان_2018

2- بالإضافة لهذه المقدمة تنتهي الحلقة بمقابلة مسعود لشخص غريب مقعد (سامي مغاوري) ويدفع مسعود الغريب على كرسيه المتحرك حتى منزله، وتنتهي الحلقة، لتصبح هناك علامة استفهام حول مفهوم التشويق أو ربط المشاهد بأي دافع حتى ينتظر الحلقة الثانية.

3- مسلسل ”سك على أخواتك“ من بطولة علي ربيع أضاع حوالي ثلث الحلقة أيضًا في تقديم أغنيتين، وإن كانت الأولى موظفة لاستعراض إعجابه بحبيبته، فلا يوجد أي مبرر للأغنية الثانية، المزيد من إهدار الوقت بعيدًا عن الدراما.

نرشح لك: مواعيد عرض “سك على إخواتك” #مسلسلات_رمضان_2018

4- بالإضافة لإيقاع الحلقة يجب عدم إهدار الكثير من الوقت في مشاهد حتى لو كانت جيدة طالما لا تضيف إلى شكل المسلسل ككل، أو طالما يمكن قول المراد منها بلقطة واحدة وليس مشهد طويل، فنجد مثلا في مسلسل ”لعنة كارما“ إفراد عدة مشاهد للتعارف ثم قصة الحب التي بين عمر (فارس رحومة) وسلمى (هيفاء وهبي) قبل أن تتركه فجأة في نهاية الحلقة بعد أن تنفذ حيلتها.

5- بشكل مختلف نجد مسلسل ”رحيم“ قد أفرد مساحة طويلة من الحلقة لمشاهد رحيم (ياسر جلال) وهو يحمم والده (حسن حسني)، ربما كان المشهد يحتوي على الكثير من العواطف مثل الحب والحزن على حال الأب وغيرهما. نحن نتحدث عن مسلسل يقدم نفسه في قالب الأكشن والتشويق، لكن هذا المشهد أخذ أكثر من ضعف المساحة الممنوحة للأكشن أو التشويق داخل الحلقة.

نرشح لك: مواعيد عرض رحيم #مسلسلات_رمضان_2018

6- من المهم أيضًا أن تحتوي الحلقة على إيقاع جيد للأحداث بجانب تقديم الشخصيات حتى ينجذب المشاهد وينتظر الحلقة القادمة، يمكن أن نعقد مقارنة بسيطة بين ”عزمي وأشجان“ و“خفة يد“ وكلاهما أبطاله من اللصوص، في الحلقة الأولى من ”خفة يد“ نتعرف على ثلاثة من الشخصيات الرئيسية اثنان من اللصوص (محمد سلّام ومحمد ثروت) بالإضافة للضابط (بيومي فؤاد)، وكل منهم كان له خط منفصل ويقدم مشاهد منفصلة تمامًا. في الجهة الأخرى نجد أن ”عزمي وأشجان“ يقدم طوال الحلقة عملية سرقة واحدة، تدور في مكان واحد تحتوي على الكثير جدًا من المبالغات والمشاهد المكررة، والتي يحاول صناع المسلسل جعلها طريفة وقد حادت إلى حد كبير عن الطرافة.

7- الصدف في الكثير من الأحيان تؤخذ على أي عمل درامي، أحيانًا يمكن أن تمر داخل الأحداث إذا كانت طبيعة العمل تسمح بذلك، ولكن في الكثير من الأحيان يظهر أن الاعتماد على الصدفة هو لقصور في كيفية وجود حل للربط بين الشخصيات أو الأحداث. وكلما كانت الصدفة صعبة الحدوث كلما كانت أبعد عن التصديق، وهذا ما حدث في ”فوق السحاب“، رُغم جودة الحلقة بشكل عام إلا أننا نجد أن ماندو (هاني سلامة) الموجود في روسيا، أثناء بحثه عن مكان يهرب إليه يدخل بالصدفة مطعمًا ليجد داخل المطعم صورة الرئيس جمال عبد الناصر، والطباخ عربي أيضًا، الطريف أنه يعلق صورة جمال عبد الناصر داخل المطبخ نفسه وليس داخل المطعم، ما إمكانية حدوث صدفة مثل هذه في الواقع حتى تحدث في الحلقة الأولى من المسلسل؟

مشهد الحلقة السابقة:

مسلسل ”اختفاء“ من بطولة نيللي كريم وهشام سليم احتوى على مشهد جميل يجمع كليهما، يبدأ المشهد بمصادفة، ولكنها مصادفة من النوع الذي يمكن تقبله، المكان هو كافيه في الإسكندرية، تجلس فريدة (نيللي كريم) تقرأ رواية، بينما شريف عفيفي (هشام سليم) يقرأ الجريدة ويلحظ الكتاب في يد فريدة.

نرشح لك: مواعيد عرض اختفاء نيللي كريم #مسلسلات_رمضان_2018

الحوار هو أول ما يميز المشهد، مدخل بسيط للتعارف، يسأل شريف ”واضح إن حضرتك من إسكندرية لأنك لو من إسكندرية كنتي عرفتي إننا في نوّة“، تسأل فريدة ”إنت منين من إسكندرية“ ليأتي الرد في دعابة بسيطة تكسر المزيد من الحواجز ”أنا مش من إسكندرية بس معايا جدول النوّات“ حوار بسيط ويمكن أن يدور ومناسب للحدث.

بقية الحوار تخبر فيه فريدة شريف عن رأيها في الرواية وتنهي كلامها ”لو وقعت تحت إيدك متقراهاش“ ثم تعرّف نفسها ويعرّف هو نفسه لنعرف أنه هو كاتب الرواية.

الصدفة هنا منطقية، من الجائز جدًا أن يجد روائي من يقرأ روايته، وفي الأغلب سيكون لديه فضول لمعرفة رأي هذا القارئ المجهول.

لا يمكن تخطي المشهد دون الإشارة للأداء البسيط من هشام سليم ونيللي كريم، خاصة في لحظة اكتشاف نيللي أن الشخص الذي قالت عن روايته إنها تقليدية هو نفسه الواقف أمامها، صدمة أولى ثم إحراج ثم ينقلب الموضوع للضحك، وفي كل هذا يحافظ الممثلان على جعل الأمر يبدو تلقائيًا تمامًا.

ساعدت على الشعور بجمال اللحظة زاوية التصوير العامة التي جعلتنا نشاهد الاثنين لنرصد انفاعلهما في نفس الوقت، وإن كانت الإضاء مظلمة أكثر من اللازم قليلًا.