هزيمتان في أسبوع واحد.. ماذا حدث لحسام البدري؟

محمد حسن الصيفي

البدري يُهزم أمام الزمالك في الديربي الخميس، وليلة الأمس أمام الأسيوطي في مباراة عصيبة يودع على إثرها بطولة الكأس، ما الأسباب التي قلبت الأمور رأسًا على عقب؟

نهاية دراماتيكية للموسم، لكن تلك النهاية لها جذور

1. إعارة الأهلي لأحمد الشيخ هداف الدوري الموسم السابق الذي لم يأخذ مكانه بتشكيل الفريق لأسباب يشترك فيها مع المدير الفني الصارم، وكذلك الجناح الذهبي “مؤمن زكريا” أو “العشوائي” كما تحب أن تطلق عليه الجماهير، وبالتالي يتبقى وليد سليمان وباكا وميدو جابر وجونيور أجايي في حسابات لاعبي الجناح

2.باكا يخرج من القائمة في حال وجود الثلاثي “أزارو/أجايي/معلول” طبقًا للائحة وبالتالي لا يستفيد الفريق حتى من وجوده على مقاعد البدلاء، أجايي يفقد أغلب قدراته حين يتوجه للطرف، يشعر بالاختناق وهو عاشق للحرية، ميدو جابر يجتهد لكن تواجهه أزمتين .. الأولى أنه لايزال لم يقدم مستوى يقارن بأقرانه اللامعين في مركز الجناح، الثانية أنه يواجه غرابة حسام البدري حين يقدم مردودًا طيبًا فيخرجه من قائمة الفريق بعدها !

وبالتالي لا يتبقى سوى وليد سليمان كلاعب أساسي وخيار منطقي لكن هل وليد بمفرده يكفي؟

نرشح لك: الأسيوطي يعرض نجم الفريق للبيع

وأيّا كانت أسباب البدري والإدارة لفكرة الإعارات فهي أسباب واهية ولم يجلب الفريق لاعبين بارزين في فترة الانتقالات الشتوية، حيث تعاقد مع محمد شريف جناح دجلة في يناير بعشرة ملايين لعب حتى الآن ربع ساعة !

3.نغمة القيم والمباديء يجب أن تنتهي وتزول للأبد، يجب أن يحل محلها كلمة “ضوابط” والضوابط التي خرج عليها “العاق” عبد الله السعيد بتوقيعه للزمالك خرقها الأهلي لمرات ومرات مع نفس الفريق والقائمة تشهد “طارق السعيد، محمد صديق، المعتز بالله إينو .. وربما يأتي في المستقبل القريب محمد إبراهيم” وبالتالي يكفي الإدارة شعارات فارغة لا تفيد أحد، الأهلي فقد أغلب قوته بغياب السعيد، العُقد انفرط والمايسترو غاب ووسط الأهلي تحول بوجود السعيد من عزف “أنت عمري” إلى باليه “بحيرة البجع” والحل أن يعود اللاعب مجددًا أو يجلب الأهلى لاعب بقيمة ومكانة وقدرات هذا اللاعب … في الغالب صعب وصعب جدًا حاليًا

4.بفقدان السعيد الأهلى يتحول من فريق استثنائي لفريق عادي أو أقل حين يواجه فريق يعرف كيف يواجه مفاتيح اللعب، ويقدم الضغط العالي، والدليل مبارتي الزمالك والأسيوطي والأخير فاز عليه الأهلي في الدوري بصعوبة بهدف السعيد الرائع !

ولأن الكوارث لا تأتي فُرادى لم يتوقف الأمر عند صانع الألعاب بل امتد لجونيور أجايي الذي فقد هويته في الملعب برحيل السعيد، أجايي لاعب من الطراز “المزاجي” الفنان، يحب الدويتوهات والكرات الأرضية القصيرة وال “ون تو” والتيكي تاكا” لاعب تشعر أنه يلعب للمتعة قبل أي شئ آخر، وهو الآن حائر في الملعب ولسان حاله “مين دول” وهو الذي كان قد وصل مع عبد الله السعيد لدرجة انسجام وتفاهم مخيفة .. وبالتالي الأهلى لم يخسر لاعب .. بل اثنين.

5.أضف إلى ذلك إصابة أزارو الذي كان يصنع ويخلق الفرص لنفسه وللفريق بسرعته وضغطه القوي على المدافعين كما أنه في الفترة الأخيرة أصبح يجيد اللعب والاستلام والتسلم تحت ضغط، بعكس مروان محسن المهاجم الكلاسيكي الذي تظهر قوته في الصندوق بضربات الرأس والتسديدات … وبالتالي يحتاج لصانع ألعاب … سنعود للمربع صفر

بينما يجلس صلاح محسن صاحب ال 35 مليون في منطقة “أنا إيه اللي جابني هنا”

6.البدري لديه كل تلك المشكلات هل يفكر في حل مختلف ومبتكر؟ دعك من الإبتكار هل يفكر في حل تقليدي من خلال الأدوات التي يملكها؟

الإجابة لا، البدري مع غياب اللاعب رقم 10 يواجه الزمالك بالثلاثي “عاشور\السولية\نيفيد” مع نزول وليد سليمان أخطر لاعب في الفريق أحيانًا لمنقطة الوسط وبالتالي لا يوجد أجنحة ولا يوجد صانع ألعاب، علمًا بأنه أخرج ميدو جابر وأحمد حمدي من قائمة المباراة ووضع حسام غالي على مقاعد البدلاء لصالح نيدفيد ولم يشرك لاعب صاحب سرعة خرافية مثل باكا !

البدري يُجلس حسام غالي واحد من أفضل من لمسوا كرة القدم في مصر لصالح عاشور الذي لا يملك أي حلول هجومية ويرتبك بالضغط من المنافس ولا يملك أي حيلة سوى إرسال الكرات للخلف، كما أنه يخرج نيدفيد من الإنعاش بعد غياب طويل ليشركه في مباراة بتروجيت ثم الزمالك، فيقدم اللاعب واحدة من اسوأ مباراياته ويتسبب في هدف لصالح المنافس، ونيدفيد هذا حار فيه الجمهور والمحللون الرياضيون، فلا أحد يعرف له مركز ولا مهام محددة ولا أظن هو نفسه يعرف !

7.البدري عنيد .. عنيد بالشكل الذي يفقده المرونة التكتيكية والإبداع والتفكير تحت الضغط ويعرضه لمشاكل كبيرة مع الصحافة والجمهور .. عنيد لدرجة أنه تعرض لصدمة مفاجئة بالضغط العالي للزمالك الذي قدم شوط أول ممتاز واستغل الضغط على وسط الملعب والدفاع من خلال الرباعي طارق حامد بمهارات حفني وقوة معروف وسرعة أوباما وكاسونجو .. وجاءت تغييرات الأول بطيئة وتقليدية لم تقدم أي جديد حتى بامتلاكه للكرة في الشوط الثاني.

8.البدري يواصل العناد في مباراة الأسيوطي، فيواصل الفريق الفشل، لا يوجد ترابط، الأهلي يقدم هجوم كلاسيكي بمفاتيح لعب تقليدية وظهراء جنب يتخلصون من الكرة بعرضيات بعد منتصف المعلب بقليل فيقوم باصطيادها مدافعي الأسيوطي بمنتهى الهدوء والتسلية، ولم يلجأ البدري لقائد فريقه المعتزل بعد أيام والنفاثة باكا إلا بعد الهدف ومرور 65 دقيقة كان الأسيوطي وقتها احتشد للدفاع بكل طاقته ورغم الخطورة والسيطرة بنزول باكا وغالي إلا أن الأهلي لم يوفق ولم ينجح في التسجيل وخسر للمرة الثانية في أسبوع واحد ولنفس السبب “العند”

9.الأهلي سيفقد أجايي على الأغلب في المباراة القادمة وهذه خسارة كبيرة وإذا استمر عناد البدري سيخسر الفريق أولى جولاته أمام الترجي في البطولة الإفريقية وسيتعقد موقف المدير الفني كثيرًأ .. فهل يفكر جيدًا ويتراجع أم يستمر في العنجهية الكروية التي ستؤدي به في النهاية لخسوفه “بدري بدري” !