داود وفراج .. خلطة جديدة هذا المساء

محمد حسن الصيفي

“أعتقد أن الشاعر لديه خمس أو ست قصائد يكتبها، وليس أكثر من ذلك، وهو يجرب يده في كتابتها من زوايا مختلفة وربما حبكات مختلفة وشخصيات مختلفة وفي أعمار مختلفة وشخصيات مختلفة .. إنما القصائد جوهريًا وداخليًا هي نفسها” …هكذا كان رأي الشاعر والكاتب والناقد الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس.

نرشح لك : التفاصيل الكاملة للمؤتمر الصحفي لـ mbc عن رمضان 2018

وأنا أتفق معه تمامًا .. وأذهب لما هو أبعد، أعتقد أن رأيه من الطبيعي أن يكون ساريًا على الفنون والآداب عمومًا وليس فقط الشعر.

الفن عبارة عن مكعبات يُعاد تفكيكها وتركيبها باستمرار وطوال الوقت، لكنها تبقى كما هي، مكعب يُصنع منه بيت .. مصنع .. مدرسة .. موضوع يصنع منه فيلم .. مسلسل .. مسرحية …

والعظمة ليست في أن تعيد اختراع الحجر والمكعب، لكن العظمة أن تفكر في تطويعهم في شكلٍ جديد، أن تصنع مجسمًا جديدًا من تلك الثوابت .. هذه هي العبقرية.

وإلا فكيف نرى عشرات ومئات الأعمال تُتنج سنويًا لتدور في نفس الفلك “الحب، السياسة، الدين، المال ..”

يأتي كنموذج للتركيبات الجديدة والمجسمات الفنية المبتكرة الثنائي محمد فراج وأحمد داوود.

دويتو سوني .. سمير

لا أحد يشك في إمكانيات كل ممثل منهما على حدا، كلاهما قدم ضمانات واختبارات كافية لأن تؤمن تمامًا أنك تقف أمام ممثل مهم، وليس كذلك فقط، بل إن اختيارات الثنائي وأحاديثهما الصحفية والتلفزيونية تشي بعقلية استثنائية وانتقائية جيدة جدًا، لا تهتم بالكم ولكنها معنية تمامًا بالكيف.

ورغم أنهما لم يتعاونا إلا في مناسبتين سابقتين إلا أن الأخيرة “هذا المساء” كانت كفيلة أن تضع هذا التركيب الثنائي تحت المجهر.

في الحلقة الأخيرة وفي “الماستر سين” يجلس الثنائي في المستشفي ليتحاوران حول حادث الحريق الذي التهم المحل وأصاب سوني إصابات بالغة، يجلسان ليتصارحان في مشهد درامي قوي ومهيب يمتد لعشر دقائق .. يطلب في نهايتها سوني هاتف سمير بزعم أنه يريد إنهاء مكالمة .. لكنه يقوم بفتح الكاميرا الأمامية ليرى حجم الحروق في وجهه وينهي الحوار بجملة تختزل فكرة المسلسل المميز للغاية “ربنا يخليلنا الموبايلات الإسمارت فون أم كاميرا أمامي”

لينتهي المشهد بعدها بعد وجبة فنية رائعة …

يقول داوود عن فراج في هذا المشهد: كان بيفتحلي الكادرات .. مشيرًا لحالة التفاني والإنسجام وإنكار الذات بينهما ..

كل هذه العوامل تجعل الثنائي تحت الأنظار هذا العام، بالإضافة لأروى جودة شديدة التمكن على الشاشة.

هل ستتوافر العوامل لنجاح باهر هذا العام في مسلسل “أهو دا اللي صار” مثلما تحققت لهذا المساء؟

هل التركيب الجديد في عمل يتحدث عن الصعيد ببطولة لروبي وأروى جودة وسون بدر في مواجهة فراج وداوود سيحدث مزيدًا من النجاح؟

أتوقع أن يحدث الإبداع والإقناع مرة أخرى وبشكلٍ جديد وتركيب مختلف يقدمهم خطوة للإمام ولو حدث العكس سيؤثر بالتأكيد على القادمين بقوة نحو المقدمة والبطولة .. نحن في الانتظار ولكن ليس هذا المساء.