نصيحة إبراهيم عبد المجيد للمبتدئين في الكتابة

إسراء إبراهيم

قال الكاتب إبراهيم عبد المجيد إن الكتابة عبارة عن “برزخ” بين السماء والأرض، منوهًا إلى أنها حالة تقترب من الصوفية، كما أنه لا يوجد قانون محدد لها.

تابع “عبد المجيد” خلال حلوله ضيفًا على برنامج “وصفولي الصبر” على شاشة قناة “Ten” مع الكاتب عمر طاهر مساء اليوم الجمعة، أنه يُفضل الكتابة النقدية كل 6 شهور، لافتًا إلى أنه كان يعيد كتاباته السابقة عندما كان يكتب في ورق، على الصفحات المقابلة لما كتبه، منوهًا عن أن جهاز الكمبيوتر سهل له عملية التعديل كثيرًا.

نرشح لك: قصيدة عمرو حسن لـ أحمد خالد توفيق

أضاف الكاتب موضحًا أن أول عهده بالكتابة على جهاز الكمبيوتر كان عام 2008، عندما تعرض لحادثة في كتفه، مشيرًا إلى أن التعامل مع الجهاز لاق إعجابه كثيرًا، وجعل عملية التصحيح ومراجعة ما يكتبه أسهل.

أوضح “عبد المجيد” أن الفن عبارة عن روح لا يمكن أن تستدعيها وقتما تشاء، لكنها يمكن أن تستدعيك وتستدعي الروح، لافتًا إلى أنه لو تعود الكاتب على الكتابة في موعد محدد بالليل تستجيب له الروح والإلهام، لدرجة “لو فكرت في حد بيحبك بتلاقيه قدامك” على حد وصفه.

أردف “عبد المجيد” أن الانقطاع الطويل عن الكتابة يخرج الكاتب من الحالة التي كان عليها، موجهًا النصيحة بأن لا يتوقف الكاتب قبل إنهاء العمل، منوهًا عن أن العمل الذي يكتبه هو مقدس للكاتب، لافتًا إلى أنه بذهاب العمل للناشر يصبح سلعة وتنتهي علاقته به، مشيرًا إلى أن حفلات التوقيع مهمة للكاتب وقد نادى بها منذ التسعينات.

أشار الكاتب إلى أن الترويج للكتاب مهمة الناشر وليس الكاتب، لأن الكاتب عندما يقوم بفعل ذلك يخسر نفسه، منوهًا عن أن دراسته لعلم النفس علمته أن اللاشعور لدى الإنسان يحتفظ بأشياء يخرجها في وقت ما، منوهًا عن أن اللاشعور يفرض نفسه على الكاتب لكنه استطاع تشغيله عندما احتاجه في أوقات كثيرة.

لفت إبراهيم عبد المجيد إلى أن الكاتب يشعر بالخوف عندما يكتب ويشعر أن المشهد الذي يكتبه تكرر بالضبط عند كاتب آخر، لافتًا إلى أن هناك مشاهد لا يمكن أن تأتي للجميع بل تختص لشخص واحد فقط، منوهًا عن أن الصدق الفني هو معيار الفصل بين كاتب وآخر.

تابع “عبد المجيد” موضحًا أن أن أكثر ما يعجبه في كتاباته عندما يكب شيئًا غير تقليديًا، أو “يقفل آخر جملة” على حد قوله، منوهًا عن أن أول قصة كتبها عندما كان في الصف الثاني الإعدادي، موضحًا أن مجيد طوبيا من الكتاب القدامى الذين لهم قيمة أدبية كبيرة، موجهًا النصيحة لمن يريد الكتابة بالقراءة له، معتبرًا باقي كتاب تلك الحقبة رائجين ويقرأ لهم الكثيرون.

روى “عبد المجيد” أن قراءته لقصة “الصياد التائه” في الصف الثاني الإعدادي جعلته يبكي، عندها أخبره المعلم أن ما قرأه ما هو إلا مجرد خيال، منوهًا عن أن موهبته ظهرت منذ تلك اللحظة حيث يسر حياته لكل ما يخدم الأدب.

أوضح الكاتب إبراهيم عبد المجيد أنه يكتب لأنه شعر بأنه منذور للكتابة منذ قرأ “الصياد التائه”، بعدها قرر قراءة روايات مختلفة وتقليدها في الكتابة، لافتًا إلى أنه انعزل في غرفته وسط استغراب من الأهل، مشيرًا إلى أن من يقرر أن يكون كاتبًا لا يصبح كاتبًا أبدًا، إذ أن الموهبة أولًا.