أول ظهور "إعلاني" لـ مكة محمد صلاح

محمد سقراط

– ليس أجمل ما في إعلان محمد صلاح الأخير لشبكة “فودافون” النص المكتوب، بالرغم من كلماته التي جاءت قوية، على نفس القدر من شاعريتها، وعاطفيتها، وواقعيتها في نفس الوقت، حتى ولو أجبرت هذه الكلمات من يشاهد الإعلان على أن يعيد اكتشاف مقدار حبه للاعب، وهو يلاحق كلمات الإعلان وجمله أثناء المشاهدة، ليستشف من بين معانيها أي سببٍ جعله – شخصيًا – مرتبطًا بمحمد صلاح إلى هذا الحد.

نرشح لك.. شاهد: محمد صلاح وابنته في إعلان فودافون

– كما أن المؤدي لهذه الكلمات الـ ” Voice Over ” لا يعتبر هو الأجمل بين عناصر الإعلان كذلك، حتى وإن جاء أداؤه مبدعًا، ومعبرًا بشدة عن النص المكتوب، مُقرِرًا لجمله مرة، ومصدقًا لها ومفتونًا بها وبمحمد صلاح مراتٍ أخرى، ومتسائلًا في أغلبها.

أداء رائع حقًا يكشف في إحدى جمله وبسهولة – دون أن يشعر – سبب ارتبطاتنا بمحمد صلاح – والذي كنا نلاحق الجمل التي يؤديها لمعرفة هذا السبب، بعبارةٍ واحدة.. “الغريب والجميل في نفس الوقت إن شعب واحد شايف نفسه فـ واحد”.. ولكن الأداء لم يكن الأجمل في الإعلان.

– ولو افترضنا أن موسيقى الإعلان التي بدأت هادئةً عذبة، وتصاعدت تدريجيًا إلى نهاية الإعلان، منهيةً هذا التصاعد بجملة موسيقية رائعة، متوافقةً ومتناغمةً تمامًا مع جملة “رد فينا الروح” هي الأجمل في الإعلان، سنصل لنفس النتيجة؛ لم تكن الموسيقى هي الأجمل!

– فهل الأجمل إذن هو التوافق بين الكلمات والأداء والموسيقى ولقطات الإعلان المصورة؟ قطعًا لا..

في الحقيقة هي كادت أن تكون؛ فهي مصورةٌ كلها – تقريبًا – وقت الشروق، وما بعثه من أمل، سواءًا باللقطات التي تعبر عن فئاتنا البسيطة كشعب، أقواها كانت لقطة “الميكروباص” المكتوب عليه “صلاح” بالإنجليزية، أو لقطة الطفل الرضيع الذي يحمل نفس اسم اللاعب..

ملحوظة: بالتأكيد والد هذا الرضيع ليس الأجمل؛ فهو مجرد أب اسمه “صلاح”!

– أجمل ما في الإعلان “مكة محمد صلاح” التي بثت ببراءتها، وضحكتها، ولعبها طاقةً إيجابية في كل المشاهد التي ظهرت فيها، وفينا كلنا، في أول “ظهور إعلامي” لها، أو “إعلاني” بالأحرى.

حتى ليلة أمس، كان من الممكن أن نعتبر أجمل ما في الإعلان هو توقيته، الذي تزامن مع تجاهل محمد صلاح – المعهود – لمقالين نشرا لأحد الكتاب، انتقد في أولهما “شَعر” محمد صلاح مطالبًا اللاعب بتهذيبه بشكلٍ سخيف، وأصر في ثانيهما – بعد استنكار على نطاق واسع لما جاء في المقال الأول- على مطالبة اللاعب بأن يحلق ذقنه، وفي إصرارٍ أسخف! فكان الإعلان ردًا بليغًا على المقالين،

وكانت “مكة” هي الأجمل فعلًا، و”وش السعد” بما حققه محمد صلاح أمس من ستة أرقام قياسية في مباراةٍ واحدة، فيرد بدوره ردًا عمليًا – كما عودنا.

نرشح لك.. 6 أرقام قياسية جديدة لـ صلاح في مباراة واحدة

حقيقةً أشفق على مكة؛ فأخشى أن يثير الإعلان حفيظة نفس الكاتب، بدرجةٍ تدفعه لكتابة مقالٍ ثالثٍ، منتقدًا فيه ظهور “مكة” في الإعلان، فقد يرى في هذا الظهور استغلالًا منها لشهرة “محمد صلاح”.