بسمة تدفع الثمن مرتين!

طارق الشناوي

نقلاً عن المصري اليوم:

للمطرب الشعبى أحمد شيبة أغنية حققت شهرة استثنائية فى غضون أيام قلائل (آه لو لعبت يا زهر/ واتبدلت الأحوال) كثير منا يعتقد أنه الزهر، الذى يلعب، وليست العقول هى التى تفكر، وعلى هذا لا نأتى أبداً باللوم سوى على الزهر!!.

 

الحظ يبتسم للبعض أو يمنح الآخرين (تكشيرة).. لا أتصور أن الحكاية على هذا النحو، نعرف قوة الإنسان الحقيقية، فى تلك اللحظة التى يجد فيها الدنيا وقد تبدل حالها، فى عالم النجوم قد يتعرض فنان لانكسار ما فى مشواره لأسباب خارجة أحياناً عن إرادته- عليه فى كل الأحوال- أن يتحلى بالقدرة على المواجهة، فى الحياة الفنية هناك دائماً الكثير من المواءمات، إذا كان رجال السياسة لديهم حساباتهم المعقدة، فإن للفنانين معادلات نفسية ومادية معقدة أكثر.

نرشح لك: صلاح منتصر .. الكتابة بالمشط والمقص

على الفنان أن يتفهم طبيعة الخريطة الفنية بلا تعالٍ أو إنكار.. يعلم أين هو بالضبط.. بسمة هى أكثر نجمة تعرضت للعديد من الضربات المتلاحقة، وهى غير مسؤولة أبداً عنها، جدها اليهودى الوطنى يوسف درويش، الرجل أشهر إسلامه فى سنواته الأخيرة، بعيداً حتى عن الديانة التى وُلد بها، فهو حر فى عقيدته الدينية، الرجل عشق مصر، ورفض كل إغراءات الهجرة منذ نهاية الأربعينيات، عندما أرادوا ضربها عايروها بجدها اليهودى، رغم أنه مصدر فخر لها بوطنيته الاستثنائية، وبعد أن تمكنت من الصمود أمام الضربة الأولى، وجهوا لها الثانية، زوجها عمرو حمزاوى، الذى يقف على الجانب الآخر سياسياً فى العديد من توجهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.. ما ذنب بسمة؟، أعلنت أكثر من مرة أنها لن تتحدث فى السياسة، وأنها لا تفهم فى السياسة، وطلبت ولها كل الحق ألا يحاسبها أحد بسبب مواقف «عمرو»، ولا يمكن أن نطلب منها ما هو أكثر.

بسمة كانت مستبعدة تماماً فى السنوات الأخيرة من التواجد على الخريطة الفنية، آخر مسلسل لها (أهل إسكندرية) رفضت كل الفضائيات عرضه، وهذا وحده يُعد سبباً كافياً لتُغلق الأنوار ويُسدل الستار، فمَن شركة الإنتاج التى ستسند لها بطولة فيلم أو مسلسل، ثم تخسر الملايين. بسمة اكتشفها يسرى نصرالله وقدمها ضمن أبطال فيلم (المدينة) قبل نحو 20 عاماً، وبعدها لعبت بطولة العديد من الأعمال مثل (المرأة والطاووس) و(ليلة سقوط بغداد) و(رسائل بحر)، ونالت جائزة الأفضل أكثر من مرة، إلا أن القبضة الحديدية المسيطرة على الإنتاج الفنى ألقت بها خارج الخط. كان عليها أن تقبل بشروط العودة مهما بلغت قسوتها، أولها أن تتواجد فى مساحات درامية محدودة مثل فيلم (الشيخ جاكسون)، وسنراها فى رمضان المقبل ضمن فريق مسلسل (اختفاء) بطولة نيللى كريم واسمها يحل ثالثاً وببنط أصغر بعد هشام سليم، هى لم تشترط مثلاً أن تُكتب قبل اسمها جملة للترضية الأدبية، مثل ظهور خاص أو ضيفة شرف، أو مع النجمة فلانة، تعاملت بواقعية مع الوضع الراهن، نعم نفس شركة الإنتاج (العدل جروب) التى أعادتها هى التى كانت تمنحها فى الماضى البطولة، واسمها يتصدر (التترات) فى مسلسلات مثل (قصة حب) أو (الداعية).

حسبة تسويقية أخرى فرضت قانونها.. بسمة قررت أن تلعب بقواعد القانون الجديد، لا أتصور أن الأمر بالضرورة له بُعده المادى، الأكيد أن الجانب الأدبى هو الدافع الأول.. بسمة تريد أن تجدد تعاقدها مع الجمهور المصرى والعربى، نزلت الملعب وستؤدى دورها ولن تنتظر ضربة حظ.. ستصنع هى الحظ!!.