دينا عبد الكريم تكتب: البطل الشقيان!

نقلًا عن المصري اليوم

«قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه.. شبراوى وحسنين عرسان.. قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان! أبطالنا ف سينا، طبرانا فوقينا، حاميين أراضينا / البطل الشقيان.. مات راجل وسط الفرسان!!».

مقتطفات من كلمات أغنية كتيبة 103 الصاعقة المصرية التى هزت قلوب المصريين وصنعت تأثيرا لم نشهد مثله منذ فترة طويلة!!

نرشح لك.. وليد رمضان: عوائد نشيد “قالو إيه” تذهب لصندوق تحيا مصر

هذه الأنشودة الحماسية التى أخجل من أن أسميها مجرد أغنية.. أخذت المصريين من مقاعدهم وزرعتهم وسط صفوف المقاتلين وجعلتنا نختبر لدقائق قليلة زاوية أخرى من الانتماء وكأننا معهم وسط الكتيبة.. وضعتنا فى قلب المعركة بكل مشاعرها وجددت فينا الإيمان بالانتصار، أشعلت حماسة لا يضاهيها شىء.. فشكرا لهم وشكرا لظروف سمحت أن تصل إلينا.. فربما هناك مئات من أناشيد الحماسة التى يرددها جنودنا الأبطال.. لم تصلنا قط.. إنما وصلنا فقط منها.. النتيجة والتأثير الذى تصنعه مثل تلك الروح.

دوائر التأثير هى أول ما جاء فى ذهنى حين سمعت تلك الأنشودة.. فالتأثير الذى صنعته لا تقدر عليه أقوى ميزانيات الإنتاج لو حاولت صنع حالة مشابهة.

فربما كانت معضلتنا الكبرى وبالأخص فى السوق الإعلامية حاليا هى معضلة الـتأثير!! تقوم المحطات والإدارات بالكثير من التغييرات ومئات من التباديل والتوافيق فى محاولة للوصول إلى تيمة ناجحة تصنع تأثيرا.. أو قل على الأقل.. تقدر على قيادة الوعى العام فى أيام البناء وحمايته فى أيام الخطر!!

لا يمكن على أية حال.. التنبؤ تماما بما سيرضى الناس ويعجبهم.. لكن يمكن تماما فهم وتحليل أسباب التأثير.. ومن ثم العمل وفقا لمنهج حقيقى يعزز تكرار النجاح أو على أقل تقدير.. يقلل فرص الفشل!

لذا ففى سطور قليلة دعنا ندرس (أنشودة الصاعقة) كمثال لصناعة التأثير!

إذا افترضنا أننا نريد إشعال الحماسة فى قلوب الناس وتوحيد صفوفهم خلف جيشهم.. وهو هدف عظيم فى مناخ يشكك فى كل شىء..

فماذا تحتاج؟؟

1- بطلا مؤمنا بالقضية.. فشعورنا أنهم رجالنا الحقيقيون.. الأبطال الذين لا نعرفهم ولا نعرف أسماءهم ولا صورهم حتى ربما تكون الفرصة الوحيدة لنا لمعرفتهم هى- مع الأسف- أخبار استشهادهم ونتيجة تضحياتهم.. فصوت الرجال وإيمانهم اخترق مشاعرنا بسهولة!

2- أصحاب الشأن يتحدثون عن أنفسهم!!. فليس أصدق من المختبرين والمجربين حتى يحدثونى عن تحدياتهم! شبراوى وحسنين العرسان.. اللذان يشبهان المصريين كلهم..اسم المنسى الذى أصبح فعلا أسطورة.. البطل الشقيان الذى يشبه أبطالا نلقاهم كل يوم فى الشارع والعمل والبيت.. أبطال مغمورون لكنهم أكثر تأثيرا ونفعا من الآلاف من مشاهيرنا.. ارتباطنا بصدقهم وبصوتهم الأجش القوى الخالى من التجمل.

3- البساطة.. بساطة الكلمات كانت جزءا من التأثير.. وجاءت النسخة الأصلية من الأنشودة هى الافضل والأصدق والأكثر وقعا وتأثيرا على الناس.. دون توزيعات موسيقية ودون مؤثرات صوتية.. البساطة تشبه فطرتنا.. وتؤثر فينا!

4- الصدق.. فكل الكذبات والنفاق والتلون حتى وإن وجدت رواجا لدى السذج.. فحتما ستنتهى إلى فقدان الثقة بعد حين.. والناس فى بلادنا شبعوا كذبا ولم يعودوا يطيقونه!

عاش الأبطال القادرون على حمايتنا وإسعادنا وإعادة الروح فينا.. كل مرة.

عاش البطل الشقيان.. وعاشت سيرته للأبد!!