رحلة سارة عصام من الهندسة لـ"ستوك سيتي"

نهلة سويلم

سارة عصام.. فتاة مصرية استطاعت بإنجازاتها -رغم صغر سنها- أن تُمثل نموذجًا ملهمًا لكل النساء المتميزات، لا سيما وأنها اتجهت للاحتراف في الرياضة المفضلة لدى الشعب المصري، ألا وهي كرة القدم.

نرشح لك: وقف كريم حسن شحاتة 8 أشهر

نجاح “ساره” في كرة القدم مثّل تحديًا كبيرًا في الوقت الراهن، ليس لكونها الرياضة الأشهر في مصر وحسب، بل لكونها رياضة “ذكورية” من الدرجة الأولى في اعتقاد كثير من المصريين، ونجاح فتاة دون العشرين من عمرها بهذا القدر فيها، واحترافها بالخارج، شكَّل خطوة هامة في تغيير هذا المفهوم.

فيما يلي يستعرض إعلام دوت أورج قصة ساره عصام مع كرة القدم، بدءًا من انضمامها لفريق وادي دجلة وحتى احترافها في ستوك سيتي الإنجليزي.

تحدي البداية

لا تنحصر إنجازات المصرية سارة عصام فقط في كونها أول لاعبة مصرية تحترف في صفوف الأندية الإنجليزية، ولا استطاعتها تحقيق هذا في سن الثمانية عشرة، ولا اكتفائها بـ 20 لقاء دولي فقط لتثبت جدارتها في اللعب في البريميرليج، لكن في كونها استطاعت تحقيق كل ذلك في بيئة لا تعطي الاهتمام الكافي لكرة القدم النسائية لتشجيعها على الاستمرار في تحقيق حلمها، بل ويعتبر شغف النساء بكرة القدم موضع فكاهة وسخرية مستمرة، على اعتبار أنها رياضة يعشقها الرجال فقط، وبالتالي لمعان نجمهم فيها يوضع في عين الاعتبار.

ناشئات وادي دجلة

بدأت مسيرتها في سن مبكرة، ووضعت نفسها على طريق الاحتراف في سن السادسة عشرة، حين وقعت عقد احترافها في ناشئات وادي دجلة عام 2015، وساعدت موهبتها في تصعيدها للفريق الأول، تلاه عدة خطوات انتهت بانضمامها لمنتخب السيدات، خاضت في صفوفه 20 لقاء دولي أهمهم كأس الأمم الإفريقية وتصفيات كأس العالم، أثبتت فيهم جدارتها وموهبتها كلاعبة.

دراسة الهندسة

وبرغم شغفها بالساحرة المستديرة، وتقدمها الملحوظ في مسيرتها كلاعبة كرة قدم محترفة، إلا أن سارة عصام اختارت أن توازن بين دراستها وعشقها لكرة القدم، فسافرت لاستكمال دراسة الهندسة في إنجلترا، ولكن هذا بالطبع لم يمنعها من ملاحقة حلمها بالاحتراف، فاغتنمت فرصة وجودها في أرض الأندية الإنجليزية لإجراء الاختبار في أكثر من نادي منهم ديري كاونتي، وبرمنجهام، وسندرلاند، وبالفعل خاضت عدة فترات من المعايشة إلى أن انضمت رسميًا لصفوف ستوك سيتي في سبتمبر العام الماضي، لتصبح اللاعبة المصرية الأولى التي تحترف في البريميرليج.، واللاعبة المصرية الثانية بعد رمضان صبحي.

التألق في “ستوك سيتي”

أبدت سارة عصام مهارة كبيرة في اللعب في أكثر من مركز مهاجم أو الجناح الأيمن أو الوسط المهاجم، لتتوج مجهوداتها في صفوف الفريق بـجائزة “أفضل هدف” لشهر يناير الماضي، حسب ما أعلنه حساب نادي ستوك سيتي عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، ملحقًا بفيديو لأحد أهدافها، لتحظى بهذا اللقب بعد ترشيحها له مع لاعبتين أخرتين، لتفوز بعدها باجمالي 57% من نسبة الأصوات.

وتقول “عصام” عن النجاح الذي حققته في حوار أجرته مع هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”: “سعيدة للغاية بالتواجد فى صفوف سيتى ذلك النادى العريق، فقد حلمت كثيرًا بالوصول إلى تلك المحطة، أثناء لعبى فى صفوف وادى دجلة، وكان لي ما أردت، خاصة أن ضحيت بالكثير مما يفعله من هن في سني، وكل هذا من أجل حلمي”.