7 أسباب لحتمية استمرار إيهاب جلال في تدريب الزمالك

محمد حمدي سلطان

 في الظروف العادية يكون انتقاد المدرب، والاعتراض على بعض اختياراته أو قراراته، أمرا صحيا ومطلوبا، أما في وجود مرتضى منصور فيجب أن يبقى الدعم للمدرب في أقصى حالاته، وطوال الوقت. لذلك فلتعلم عزيزي المشجع الزملكاوي أنك أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تساند إيهاب جلال لنهاية الموسم على الأقل، وأيا كانت النتائج، أو تخرج لتنتقده، ثم تطالب برحيله، عقب أي تعثر، وفي هذه الحالة دعني أهنئك، فلقد أصبحت -ربما دون أن تدري- نسخة مصغرة من مرتضى منصور. فيا عزيزي المشجع الزملكاوي أتمنى أن تدرك أننا وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها نادينا الحبيب، لا نملك رفاهية انتقاد المدرب، ولك أن تعلم أيضا أن استمرار إيهاب جلال في تدريب الزمالك يكاد يكون أملنا الأخير في الخروج من دوامة تغيير المدربين، والعودة للطريق الصحيح؛ فبقاء إيهاب جلال واستمراره، أصبح أمرا حتميا لهذه الأسباب التي سنذكرها في النقاط السبع التالية.

نرشح لك – تعرف على تصنيف “الفيفا” لمنافسي “مصر” في كأس العالم 

1- أحقية جلال

باجماع الخبراء والمحللين وجماهير الكرة، فالكل اتفق على أن إيهاب جلال هو أفضل مدرب مصري في السنوات الـ 3 الاخيرة. ما فعله مع مصر المقاصة، وحتى تجربته القصيرة مع إنبي، يؤكد أنه مدرب صاحب فكر تدريبي متميز، له بصمة واضحة على أداء الفرق التي يدربها. وإذا اتفقنا على أنه أفضل مدرب مصري، فسنتفق أيضا على أنه كان الخيار الأمثل للزمالك في هذا التوقيت، فبعد رحيل نيبوشا، كانت فكرة الاستعانة ببديل أجنبي في منتصف الموسم، محكوم عليها بالفشل مسبقا، لضغط المباريات، وضيق الوقت، فأي مدرب أجنبي سيحتاج لوقت طويل للتعرف على الفريق، ووقت أطول حتى تظهر بصمته. الخلاصة أن إيهاب جلال هو الخيار الأمثل للزمالك في هذا التوقيت لأنه أفضل مدرب في مصر، وهو من أوصل نفسه لهذه المكانة بعمله واجتهاده وطموحه، ما يجعل وجوده في الزمالك أمرا طبيعيا، وفرصة يستحقها، وتجربة يجب أن نساعد على إنجاحها بقدر ما نستطيع.

2- هوية الزمالك الضائعة

شعبية الزمالك الجارفة تأتي كونه ولد عملاقا، وقدره أن يبقى كذلك، وأن يكون له محبون ومريدون في كل مكان، لكن هناك سبب رئيسي في هذه الشعبية، وهو ما كان يميز الزمالك طوال سنوات، وجعل لقبه الأشهر “مدرسة الفن والهندسة”. أتحدث عن كرة الزمالك الجميلة والمختلفة والمبهجة؛ شخصية الزمالك الكروية وهويته التي بنيت عبر أجيال من كونه فريقا يهتم بالأداء الجميل والممتع، قدر اهتمامه بالفوز وحصد البطولات. هذه الهوية هي التي جذبت الملايين، وجعلتهم يذوبون في عشق الزمالك. في زمن مرتضى منصور أصبح كل من هب ودب من لاعبي الدوري المصري ينضم للزمالك، حتى فقد الفريق بالتدريج هويته في السنوات الأخيرة، ووصل للحالة المزرية الحالية. وجود إيهاب جلال كمدرب صاحب فلسفة هجومية بحتة، وفكر تدريبي يهتم بالأداء والشكل الجمالي، يجعلنا نستبشر خيرا بعودة شيء من “ريحة” الزمالك، وبريقه المفقود، وهويته الضائعة.

3- صداع رئيس النادي 

لو كان لاستمرار إيهاب جلال ميزة واحدة فقط، وهي أن نرتاح قليلا من صداع السيد رئيس النادي، وتدخلاته المستمرة في شئون فريق الكرة، فبها وكفى. بالطبع أعرف أن هذا حلم ساذج، وأقرب للخيال، فالسيد رئيس النادي لن يغير من أسلوبه، حتى ولو فاز الزمالك بكل المباريات، وحصد كل البطولات، لكن على الأقل استمرار إيهاب جلال لأطول فترة ممكنة، سيجعل هذه التدخلات تبقى في حدها الأدنى، فلحظة رحيل مدرب، والبحث عن آخر، دائما هي اللحظة المثالية للخراب المستعجل، والوقت المناسب تماما، لتتجمع فيه كل المصائب، وتحل على رأس الزمالك.

4- البديل أسوأ

لا أعرف متى سيرحل إيهاب جلال عن تدريب الزمالك، ولا من سيكون بديله حال رحيله، فهي أشياء في علم الغيب، لكني استطيع ان أؤكد لك عزيزي المشجع الزملكاوي، أن البديل سيكون أسوأ في كل الأحوال، فلو رحل إيهاب جلال في توقيت خاطئ، وقبل الحصول على فرصته كاملة، ولو كان البديل مصريا، فسيكون أسوأ بالطبع، طالما اتفقنا أن جلال هو أفضل مدرب في مصر، ولو كان البديل أجنبيا، فسمعة الزمالك السيئة في التعامل مع المدربين الأجانب، والتي تسبب بها السيد رئيس النادي، ستُصعب بالتأكيد من مهمة التعاقد مع مدرب كبير يليق باسم الزمالك؛ أي أننا لو علمنا الغيب لربما اختارنا الواقع، ولتمسكنا بإيهاب جلال أكثر مما نفعل الآن.

5- فرص نجاح أكبر

أغلب من دربوا الزمالك في السنوات الأخيرة، مدربون جيدون، لم يحتاجوا لشيء أكثر من الوقت والصبر، وتوافر الأجواء المناسبة للعمل. إيهاب جلال بالتأكيد ليس ساحرا، ويحتاج أيضا للكثير من الوقت، حتى تبدأ نتائج عمله في الظهور، هذه من الأمور البديهية، لكننا في مصر عموما، وفي الزمالك تحديدا، نحتاج للتأكيد على الكثير من البديهيات. ومن يفهم في كرة القدم يعرف جيدا أنه حتى ولو كان المدرب عبقريا، والفريق متكاملا، وكل عوامل النجاح متوافرة، فتحقيق النجاح يبقى غير مؤكد، فلا شيء مضمون في عالم الكرة، سوى الفشل. فعندما تأخذ بأسباب النجاح، فأنت على الطريق الصحيح، ولكنك ربما لا تصل في كل مرة؛ أما إذا أخذت بأسباب الفشل، فوصولك إليه مؤكد، لأن لا أحد سينافسك على الوصول للفشل، فاستمرار إيهاب جلال في منصبه لوقت طويل، يزيد من فرص تحقيق النجاح، ولا يؤكد حدوثه، وهذا الكلام قد يقتنع به أي إنسان في العالم، ويجده منطقيا، بالطبع ما عدا السيد رئيس النادي.

6- الكرة في ملعب اللاعبين

العذر الذي تحول إلى “حجة” جاهزة، و”شماعة” للفشل، والكسل، والدلع، والتراخي، وأصبح مبررا لكل لاعبي الزمالك على أدائهم السيئ، هو “كثرة تغيير المدربين”. بالطبع لديهم بعض الحق، ولكن الوجه الآخر للحقيقة وهو أن لاعبى الزمالك اعتادوا على أن هناك من “يشيل شيلتهم”؛ فيوجد مدرب ستتم التضحية به عندما تتأزم الأمور، بينما هم “على وضعهم”. ربما أكون متجنيا على اللاعبين بعض الشيء، لكن استمرار مدرب في قيادتهم لفترة طويلة، سيكون في مصلحتهم هم قبل أي شخص آخر، والأهم أنه سيجعل الكرة في ملعبهم؛ فعندما يطمئن اللاعب أن مدربه باقٍ، ويشعر بثقة إدارة النادي في شخصه، يثق هو أيضا في مدربه، وينصب تركيزه كله على الملعب، وهو ما نتمناه من أعماق قلوبنا.

7- قوام أساسي للفريق

التخلص من فوضى التعاقدات، وشراء اللاعبين “بالجملة”، والاختيار الخاطئ، لصفقات لا تصلح للعب في الزمالك، كلها أمراض، وأعراض، ستختفي فور أن يستقر مدرب في مكانه لوقت طويل، فيحدد بنفسه احتياجاته، ويختار صفقاته، ويقول من يبقى، ومن يرحل، ليصل في النهاية لقوام أساسي للفريق. لا يبدو الأمر صعبا، ويجب أن يحدث بالسهولة نفسها التي أكتب بها الآن. ولكنه قدرنا مع الزمالك أن يبدو السهل صعبا، والممكن مستحيلا، والعادي والمنطقي معحزات نبتهل إلى الله لكى تحدث.