سمير صبري.. فنان "المواقف الإنسانية"

أسماء بركة

محمد سمير جلال صبري، عُرف بالفنان “الشامل” لتعدد مهاراته الفنية والإذاعية والإعلامية، ولد بالإسكندرية عام 1946، اتخذ من “سمير صبري” اسمًا لشهرته، كان أول عمل إذاعي له مع الفنانة لبنى عبد العزيز في تقديم برنامج للأطفال باللغة الإنجليزية وكان يقدم ركن الأطفال، وذلك أثناء دراسته بكلية الآداب. أول ظهور سينمائي له كان مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ في أغنية من فيلم “حكاية حب” الذي عُرض عام 1959، كما يُعتبر من رواد العاملين بالتليفزيون المصري ومن البرامج الناجحة له برنامج “هذا المساء”.

نرشح لك: نجوم دخلوا السجن (4).. غادة إبراهيم قضية “هاند ميد”

قدم مالا يقل عن 131 عملا فنيا خلال مسيرته، وقد تكون اجتماعيته وعلاقاته المتعددة في مختلف مجالات العمل الإعلامي طغت على صفاته لتتحكم “الإنسانية” في أفعالة، ففي الوقت الذي يبتعد فيه الفنانون عن الشاشة ويصبحوا بين طيات النسيان بالنسبة للجمهور وأصدقائهم الفنانين، يكون هو دائم وصال الود معهم، فمن اعتقاداته التي يؤمن بها أن يتم تكريم الفنان في حياته.

صبري الذي مر يوم مولده في 27 ديسمبر منذ عدة أيام دون احتفال، يستحق اليوم أن نتذكره وهو على قيد الحياة، من خلال استعراض مواقفه مع الفنانين الكبار، في القامة والسن.

سامية جمال

تسبب في رجوعها للفن مرة أخرى بعد اعتزالها في أوائل السبعينيات، وعلى حسب قول سامية جمال “إنه رجعها للحياة تاني”، فحينما كانت في سن الـ 60، كانت تمر بضائقة مالية، ولم تستطع إجراء بعض التصليحات الضرورية لمسكنها الذي كانت تستأجره بالزمالك، كان “صبري” في ذلك الوقت يؤسس فرقة استعراضية، ويغني في فنادق الخمس نجوم ويغني في الحفلات، طلب منه المدير الألماني أن يستحدث عمل مختلف أثناء فترة الصيف، فأخبره “صبري” باقتراح أن يكون هناك كل يوم اثنين ما يسمى بـ”الليلة الكبيرة” يقدم فيها حفلات استعراضية مع الفنانة المعتزلة سامية جمال، وقدم دعوة لـ “جمال” لتناول العشاء مع مدير الفندق الألماني، ليبدي بعدها موافقته بما أخبره به “صبري”، وفي هذه الأثناء لم تقتنع سامية جمال بعودتها للرقص وهي في عمر الـ 60، لكن سمير صبري أقنعها، وحققا معًا نجاحا كبيرا، وكان ينتظرها الجمهور العربي والأجنبي على حد سواء، وبعد الانتهاء من العمل على مدار موسمين كاملين، اعتزلت مره أخرى، وبعدها بشهرين تعرضت لوعكة صحية لتفارق “زينب إبراهيم خليل محفوظ” الحياة.

https://www.youtube.com/watch?v=HVGJUTKY6vw

سعاد حسني

كانت العلاقة بينهما وثيقة، كان دائم التواصل معها حتى في أثناء تواجدها بلندن لتلقي العلاج في المصحة، كما التقى بها حوالي ثلاث مرات قبل وفاتها في يونيو عام 2001، فقد كانت تخطط معه رحلة رجوعها، وما كانت ترغب به ومرافقته لها أثناء وصولها في المطار، لكنه فوجئ بخبر “انتحارها” كنا قيل في ذلك الوقت، مما استدعاه لتسجيل “لغز رحيل السندريلا” على مدار 8 حلقات للتحقق في قتلها أو انتحارها كما يزعم البعض، واستند من خلال بحثه إلى أنها قُتلت ربما دون قصد مما اضطر قاتليها إلى إلقاءها من شرفة مسكنها وإعلان انتحارها مستندًا في ذلك إلى تقرير الطب البريطاني والمصري، وقال إنه يقوم بالتحقق في قتلها وليس التحقيق، وانتهت حلقاته بترك النهاية مفتوحة للمُشاهد ليتوصل هو إلى حتمية نهايتها.

تحية كاريوكا

كانت تقول لسمير صبري دائمًا “انت ابني”، وكان يناديها أحيانًا بـ “ماما” جمعت بينهما علاقة صداقة قوية، حتى أنه كان الفنان الوحيد الذي يواظب على السؤال عنها وزيارتها أثناء تواجدها في المستشفى في أواخر عام 1999، وطيلة حياتها ليس فقط في هذا الظرف المرضي الذي سبق وفاتها، وظهر بشخصيته الحقيقية في أواخر حلقات مسلسل “كاريوكا” الذي عُرض في يوليو 2012، وتناول سيرتها الذاتية ومشوارها الفني، حيث رافق الفنانة الراحلة تحية كاريوكا بالفعل في أواخر سنوات عمرها. وظل يتردد عليها بانتظام طوال السنوات الأخيرة من عمرها.

نور الشريف

قال الفنان الراحل نور الشريف في آخر حوار تليفزيوني له، مع الإعلامية هالة سرحان، إن الفنان سمير صبري الوحيد الذي كان يتصل به تليفونيًا للسؤال عنه، أثناء تعرضه لأزمة اتهامه بالخيانة، على صفحات الصحف القومية بسبب فيلم “ناجي العلي” الذي عُرض عام 1992، وتحكي قصته عن واقعة الاغتيال الشهيرة التي تعرض لها الفنان الفلسطيني ناجي العلي في العاصمة البريطانية لندن في عام 1987 ودخوله لغرفة العناية المركزة، واسترجاع المحطات التي مر بها “العلي” في حياته، كما يتعرض الفيلم لأبرز مواقفه السياسية التي سجلها في رسومه الكاريكاتورية.

كما أنه في أثناء تصوير فيلمه الأخير “بتوقيت القاهرة” الذي عرض عام 2015، شاركه صبري في البطولة، أعلن “الشريف” في أول أيام التصوير تخوفه من ألا يُكمل الفيلم، وحينها علم “صبري” ماذا يقصد، والتزم بالسؤال عن حالته الصحية، التي تدهورت سريعا، حتى وافته المنية في 11 أغسطس 2015

محمود عبد العزيز

أبناء المدينة الواحدة، اجتمعا على حب الإسكندرية والفن، لم يتشاركا في الأعمال الفنية لكن ربطت بينهما علاقة صداقة طويلة، اشتركا في الأحلام، والإعجاب بالممثلين القدامى، واستمتع “صبري” بتقليد “عبدالعزيز” لهم مثل إستيفان روستي.

كان “صبري” الفنان الوحيد الذي اصطحبه معه الفنان محمود عبد العزيز في رحلته العلاجية إلى باريس منذ ما يقرب من21 عاما، عندما اشتبه الأطباء في إصابته بمرض “سرطان المعدة”، فسافرا معًا وأوصى “عبدالعزيز” سمير صبري بدفنه في الإسكندرية، لكن بعد مرور 5 أيام من إجراء الفحوصات الطبية وإجراء عملية استئصال الورم، تعافى “عبد العزيز” وأكمل مشواره الفني حتى وافته المنية في نوفمبر 2016، أثناء مرضة وقبل الوفاة كان سمير صبري دائم الاتصال به وزيارته للاطمئنان على حالته الصحية.

https://www.youtube.com/watch?v=JMBuw0dIn28

نادية لطفي

جمعتهما السينما والصداقة الوطيدة، وحرص على زيارتها بمستشفى القصر العيني بعد تعرضها لوعكة صحية أواخر العام الماضي، بصحبة مجموعة من الفنانين، ليطمئن على حالتها ويُرسل لها رسالته بتذكرها في كل وقت وكل حال.

https://www.youtube.com/watch?v=mBSd5lRwifs

مديحة يسري

دائم التودد والاتصال بها، حتى إنه فاجأها بزيارته لها بغرفتها في المستشفى واحتفل معها بعيد ميلادها، وذلك أوائل شهر ديسمبر الجاري، بمشاركة عدد من الفنانين، كما غنى لها بعض الأغاني التي وجهت لها في أفلامها، واستعاد الذكريات معها ليصبح سببا في رسم بسمتها من جديد.

https://www.youtube.com/watch?v=AYoJ-yuHIAw