بعد أزمة نجيب محفوظ.. إسرائيل تشكر يوسف زيدان - E3lam.Com

تثير الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية في مصر على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، الجدل من حين لأخر، خاصةً فيما يتعلَّق بتناولها للشخصيات المصرية المعروفة، سواء بالنقد أو الإشادة. وكلا الأمرين لا يدلان على البغض أو الحب من الجانب الإسرائيلي؛ إنما هي المصلحة وحدها ما يحكم أقوالهم وأفعالهم.

نرشح لك.. يوسف زيدان : الناصر صلاح الدين أعاد “اليهود” للقدس

ففي ذكرى ميلاد الأديب العالمي، نجيب محفوظ، نشرت الصفحة صورة من خطاب، مؤرَخ في 1978، ادّعت أنه موجه من صاحب نوبل إلى أستاذ الأدب العبري عراقي الأصل “ساسون سوميخ”، ويرحب فيه بالتطبيع بين الدولتين، مشددةً على أن “محفوظ” يعتبر من الشخصيات التي رحبت بالاندماج الثقافي مع إسرائيل.

موجة من الرفض والتنديد انطلقت في الأوساط الثقافية المصرية، اعتراضًا على ما أوردته الصفحة، بالإضافة لسيل من الانتقادات لما تفعله من “تزييف للتاريخ ورموزه”، وتساءل الجميع “لو أن الوثيقة صحيحة لماذا لم تنشر في حياة محفوظ؟”.

التناول الصحفي أيضًا لهذه الواقعة كان يشدد في “مانشيتاته” على أنه “ادعاء من صفحة كذا”، مع الحرص على توضيح آراء المثقفين الرافضة لهذا الادعاء، وكذلك أفراد أسرة “محفوظ” حيث أكدت ابنته أن موقف أبيها من فلسطين كان معروفاً للجميع، فقد كان يرفض التطبيع، وما يقولونه تزييف للحقائق.

انتهى الجدل وما لبثت الأحوال أن سكنت، حتى عادت الصفحة من جديد لتشيد بالكاتب يوسف زيدان، وذلك عقب تصريحاته حول اليهود خلال فقرته الأسبوعية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “كل يوم” على قناة ON E”، حيث أوضح أن عصابات الهجانة الإسرائيلية، قد تشكلت لتحارب الإنجليز في فلسطين، وأن الصراع حول القدس “سياسي”.

أفردت الصفحة منشورًا خاصًا عن زيدان، وكتبت فيه: “أسعدنا سماع أقوال الكاتب والمؤرخ يوسف زيدان في برنامج كل يوم الذي قدمه عمرو أديب على قناة ONTV أمس الأول الأحد، ووصف زيدان للعلاقات الحميدة بين اليهود والمسلمين حتى قبل مجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحتى أيامنا هذه، مشيرًا إلى أن جذور الحروب بين الطرفين تعود إلى المتطرفين”.

تابعت: “لا شك أن الرسالة التي يحملها تفسير الكاتب زيدان بضرورة نبذ ثقافة الكراهية بين الطرفين، هي رسالة مهمة في نظرنا وأن التعاون بين اليهود والمسلمين من شأنه أن يعود بالفائدة على المصريين والإسرائيليين على حد سواء، خدمة لأبناء الجيل الصاعد لدى الشعبين”.

لسنا بصدد مناقشة مدى خطأ أقوال زيدان أو صحتها في هذا الشأن، لكن المثير للانتباه هو طريقة تناول الصحافة مع كلا الحدثين رغما تشابههما حد التطابق تقريبًا، فالمُدعي واحد والمدعى عليه كاتب مصري، لكن التناول اختلف، فخرجت عناوين تبرز مدى إشادة إسرائيل به، كان أبرزها: “من إسرائيل لـ يوسف زيدان: نشكركم على حسن تعاونكم معنا”.

غضب “زيدان” من هذا التناول واعتبره غير حيادي، لأنه مهما بلغت حدة الاختلاف مع الأخر لا ينبغي أن ننكره حقه في التناول العادل لما يقول، وعلَّق قائلًا: “تأملوا هذا الخُبث وخيانة الأمانة الصحفية في صياغة العنوان المبتذل، لتعرفوا معنى ثقافة الكراهية وأثرها في تدمير الأوطان بمغازلة مشاعر العوام”.