ذكرى "عم مجاهد".. عرفه الجمهور بعد سن المعاش

إسلام وهبان
 
بنظرات تملؤها الطيبة والحكمة وبملامح هادئة وصوت حنون، اعتدنا على مشاهدته عبر شاشتي السينما والتلفزيون، وعلى الرغم من صغر أدواره إلا أنه استطاع ببراعة أن ينحت صورته على جدران ذاكرة المشاهدين لعشرات السنين، ليصبح أحمد سامي عبد الله أحد أهم الممثلين الذين قدموا شخصية الرجل الطيب العجوز.
 
شارك الفنان الراحل أحمد سامي عبد الله، في ما يزيد عن 150 عملا فنيا، ما بين الدراما التلفزيونية والسينما، وكان دور “عم مجاهد” الذي أداه بفيلم “الكيت كات”، من أشهر الأدوار التي قدمها خلال مشواره الفني، فيما كانت آخر مشاركاته كضيف شرف بمسلسل “عايزة أتجوز” عام 2010، وذلك قبل أن يفارق عالمنا في 12 ديسمبر 2011، عن عمر يناهز 81 عامًا.
وفي ذكرى رحيله السادسة، يكشف نجله مهندس الصوت ماجد أحمد سامي عبد الله، لـ”إعلام دوت أورج“، العديد من الجوانب عن حياة الفنان الراحل، وتفاصيل دخوله المجال الفني، ووصيته الأخيرة، وذلك من خلال التصريحات التالية:
 
1- والدي تخرج في كلية الآداب، وكان يعمل مدرسا للتاريخ، إلا أنه كان عاشقا للفن والتمثيل، وهذا ما دفعه للعمل في الإذاعة مع بابا شارو، في برامج الأطفال.
2– اتجه والدي بعد ذلك للتلفزيون بعد تأسيسه، وعمل مخرجا لبرامج الأطفال ثم مديرا عاما لها، وبسبب حبه الشديد للأطفال شارك في العديد من برامج الأطفال مثل شخصية “عم قاموس” برنامج “عصافير الجنة”، الذي قدمته الإعلامية سلوى حجازي، كما شارك في عدد من مسلسلات الأطفال منها “بوجي وطمطم”.

نرشح لكماما سلوى.. “الوردة الحنينة” التي قطفها الصهاينة


3-
بدأ الدخول في عالم التمثيل، بعد إحالته للمعاش من التلفزيون، بعد بلوغه الستين من عمره، وكان أول مشاركة سينمائية له من خلال فيلم “الأوغاد”، الذي كان بطولة الفنان فاروق الفيشاوي، والفنانة بوسي، وأخرجه المخرج القدير أحمد النحاس، الذي كانت تجمعه بوالدي علاقة طيبة.

 
4- دخوله عالم التمثيل في سن متأخرة، جعله محصورا في أدوار الرجل العجوز، ولم يكن منزعجا من ذلك فهو يحب التمثيل أيا كان دوره، لكن فكرة تقديمه لدور الشخص الطيب والمسالم كان انعكاسا لشخصية والدي الحقيقية وملامحه الهادئة والمحبة.
 

5- كانت علاقته طيبة بكل الفنانين بالوسط الفني لكنه لم يكن لديه علاقات صداقة بهم، فكل تعامله معهم كان من خلال الأعمال الفنية فقط.

 
6- كنت محبا للفن، خاصة بعد حضوري العديد من البرامج التي كان يخرجها في الإذاعة والتلفزيون، وكنت مهتما بالتصوير السينمائي، وبالفعل قدمت بمعهد السينما، ولكنني تخصصت في النهاية في الهندسة الصوتية، وأعمل الآن بقناة “ON TV”.
 

7- من المواقف التي لا أنساها بيني وبين والدي، هو ما حدث عندما كنت بالمرحلة الثانوية، ورسبت بمادة اللغة العربية، وكان هذا يتطلب إعادة السنة كاملة، ورغم حزني الشديد، إلا أنه فاجأني بتصرفه، عندما قام وصلى ركعتين لله، ونظر إلي بود قائلا “معلش حصل خير، هتعوضها السنة الجاية، المهم إنك بخير”، وهذا دليل على طيبته وحكمته على عكس كثير من الأباء في هذه المواقف، فوالدي كانت “الطيبة بتجري في دمه”، كما أنه كان يتمتع بخفة الظل وروح الفكاهة وعدم حبه للحزن.

 

8- رغم صغر دور “عم مجاهد” الذي قدمه بفيلم “الكيت كات”، والذي كان بطولة الراحل محمود عبد العزيز، إلا أن هذا الدور كان من أهم وأصعب الأعمال، والذي يدرس إلى الآن بمعهد السينما.

 

 
9- والدي كان أبًا متميزًا وجدًا رائعًا، وقد كان حنونًا للغاية ويحب مداعبة أحفاده. كما أنه كان يلتمس العذر للجميع، رغم عدم سؤال الفنانيين عنه في فترات حياته الأخيرة، فقد كان يقول دوما “كل واحد عنده ظروفه”.



10-
رغم انتقالنا من ميدان المساحة بالدقي إلى مدينة السادس من أكتوبر، إلا أن والدي كان متعلقا بالمكان القديم، وأوصاني بأن أقيم عزائه بأحد المساجد التي كان يصلي بها بالدقي، وهو ما قمت به وقت وفاته.