عمرو وهبة.. من الأزهر إلى "SNL بالعربي"
نوران عاطف
“كل الظروف كانت ضد إني أبقى كوميديان”، يقولها عمرو وهبة بعد تعريفه لنفسه كـ”بلوجر” وكاتب متخصص في الكوميديا، ولد في فرنسا لأب دبلوماسي حيث كان ملحقا عسكريا في السفارة المصرية بباريس، ولديه أربعة أشقاء رجال، مما أضفى على حياته نزعة جافة، ثم عاد منها بعد انتهاء بعثة والده إلى مدرسة أزهرية ببورسعيد “أول بنت شوفتها في حياتي كان بعد ما اتخرجت، في أول شغلانة اشتغلتها”.
عرف “وهبة” عن نفسه خفة الظل وموهبة إضحاك الآخرين خلال سنوات المدرسة لكن يوضح “ماكنتش متخيل إن فيه ناس شغالة كدة .. يعني حد ممكن يديني مرتب عشان بهزر”، يمنحك “عمرو” خلال تعبيره عن نفسه شعور بهدوء شخصيته وربما جديتها. ويرى كبار نجوم كوميديا أن القاعدة الأهم في ذلك المجال هو أن تُضحك الجمهور دون أن تضحك، هذه القاعدة يتبعها “عمرو” بجدارة، لذلك بشكل ما يفاجئك شخصه كما تفاجئك الدعابة من الوجه الجاد.
التعليم والشغل أولاً
على نهج كل الأسر المصرية تمنى والديّه وضعه في المنطقة الآمنة دائماً، يحكي “عمرو” عن “تمرد” مبكر على تلك القوالب، حيث التحق بالقسم الأدبي في الثانوية العامة ليضمن دخوله الكلية التي يطمح إليها بمجموع أقل ومع ذلك تفوق بترتيب الرابع على المحافظة، والتحق بعدها بكلية لغات وترجمة جامعة الأزهر، ثم عمل بشركة “أورانج” في خدمة العملاء بنفس نشاطه خلال التعليم فوصل لمكانة وأجر مقبولين جداً لمن هم في سنه، لذلك كان من الصعب إقناع أهله بهدم كل استقراره والبدء من جديد في مجال غير مقنع بالأساس بالنسبة لهم، وهي تعتبر مشكلة أزلية لمعظم الطامحين للعمل في الفن.
صوت الساقية.. كل ما يؤدي للفشل
يوضح “وهبة” أن الكوميديان هو في الأصل مُراقب لكل التفاصيل من حوله ومُلتقط لها، ومن هنا يأتي “الإفيه”، لذلك فقد تعود الرصد، وبعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أصبح هناك مكان لتسجيل تلك الملاحظات باستمرار، ومجال للتواصل مع الجمهور.
اهتم “عمرو” بإرسال أعماله إلى مختلف البرامج والصحف، إلى أن جاءه رد من راديو “صوت الساقية”، وهي إذاعة تابعة لساقية الصاوي وتبث من خلال الإنترنت فقط، يصف التجربة قائلاً “كل ما يؤدي للفشل كان في البرنامج” حيث أنه كان يُذاع في العاشرة صباحاً من كل جمعة، وإجمالي عدد الحلقات 12 حلقة، لذلك لم يسمع به أحد “أنا ومراتي والكلبة بس”.
https://www.youtube.com/watch?v=Y8u2xoQbOx8
يعني إيه أقول إفيه ماحدش يفهمه!
بالتزامن مع التقديم لإعلان يطلب كتّاب لبرنامج كوميدي لم يُصرح عن اسمه أو اسم مذيعه، كان يخطط “عمرو” للهجرة نهائياً لأمريكا، لذلك عندما جاءته الموافقة المبدئية، رفض الفرصة بحجة السفر، والذي لم يستمر فيه سوى 20 يوم فقط وعاد مرة أخرى لوطنه معللاً ذلك “يعني إيه أقول إفيه ماحدش يفهمه! يعني إيه مفيش خروج غير في الويك إيند!”.
عاد “وهبة” لأول فرصة حقيقية له حيث اتضح أن البرنامج هو “أسعد الله مساءكم” مع الإعلامي أكرم حسني، وبدأ معه رحلته ككاتب كوميدي واستمر حتى الموسم الرابع له، ويوضح أنه خلال إجازات البرنامج اعتاد العمل مع عروض أخرى مثل برنامج “أبلة فاهيتا” والذي قدم موسم معه.
الانتشار وحلم التمثيل
مثلت فقرة الكوميديا للفنان أحمد أمين بمهرجان السينما العربية نقطة تحول لعمرو وهبة، حيث قام بكتابة “الاسكريبت”، وحاز الفيديو على ملايين المشاهدات، وفتحت له الطريق للعمل فيما بعد مع “أمين” في برنامجه “البلاتوه”، ثم الانضمام لأسرة “SNL بالعربي”، وهو الوحيد الذي استطاع الالتحاق به حيث أن فريق عمل البرنامج ثابت منذ بدايته، وزاد دوره فيه عن مجرد الكتابة إلى المشاركة في التمثيل وهو ما كان يطمح إليه “عمرو”.
يقول “أحمد أمين وأكرم حسني ما كانوش مقتنعين إني بعرف أمثل”، لذلك لم تتح له فرصة الظهور أمام الكاميرات، إلى أن جاءته عن طريق أحد أصدقائه الذي رشحه لدور بفيلم “مولانا” مع الفنان عمرو سعد والمخرج مجدي أحمد علي، وهو عبارة عن أربعة مشاهد، “ليا مشهد مهم جداً مع عمرو سعد، في حد بيفتحله الباب.. أنا الحد دة”، ومع ذلك يعبر “وهبة” عن سعادته بالتجربة.
نجوم بتحب مصر
على جانب آخر قام “عمرو” بمجهودات ذاتية لتلبية رغبته الشخصية في التواصل المباشر مع الجمهور كمؤد وليس كاتب فقط، “قولت لأحمد آمين أنا حاسس إني أقدر أضّحك، فقالي أنا لما حسيت بكدة فتحت موبايلي وصورت وعملت فيديو”، وبالفعل اتبع “وهبة” النصيحة وقدم “نجوم بتحب مصر”.
عن فكرة البرنامج واسمه أوضح أنه رغب في الابتعاد عن الطريق التقليدي في التعبير عن الأحداث الجارية، كما احتاج لفكرة يمكن عمل أكبر عدد ممكن من الحلقات على أساسها، وجاء العنوان من “إفيه” يظهر عادةً بعد أي “أوبريت” أو عمل جماعي، يتم فيه الإشارة للمشاركين بـ “نجوم بتحب مصر” دون ذكر أسمائهم كأنه سر أو غموض يحيط بالحدث، على الرغم من ظهور “النجوم” أنفسهم فيه.
https://www.youtube.com/watch?v=2hrEK_KkE9M
يعبر “وهبة” أن تلك الفيديوهات لم تحظ بملايين المشاهدات لكن “كل اللي شافه انبسط، خصوصاً في المجال الفني”، كما أوضح أنه جاءته بعدها مكالمات من نجوم تحدث عنهم خلال الحلقات مثل أحمد السقا، عمرو يوسف، بيومي فؤاد، منة شلبي، كندة علوش، حيث أشادوا به جميعاً وشجعوه على الاستمرار.
في المقابل يشيد بشكل خاص بالمؤلف تامر حبيب ودعمه المتواصل له “أكتر حد بيجشعني لحد دلوقتي”، وهو الذي ظهر معه في آخر حلقة تم عرضها من برنامج “SNL بالعربي”.
https://youtu.be/hLFwb8l4e88