لؤي الخطيب يكتب: أول برنامج للبترول في مصر

أستسمحكم في بداية شخصية قليلا..

كنت بتعشى، وأمامي برنامج توك شو أشاهده، ثم قررت أن هذه العشوة ستختلف، لماذا أشاهد برنامجا سياسيا إذا كان عملي في الأخبار وإعداد البرامج السياسية؟ أعلنتها صريحة، كفاية بقى..

طواف، وسعي، جمرات الأرقام ترامت على شاشة التليفزيون أملا في برنامج يعيدني من فرط التسلية مرتاح البال كما ولدتني أمي.

فشلت!

التساؤل عن سبب الفشل، وجد إجابة مسبقة، عيني رصدت منذ فترة تلك المشكلة التي أعانيها، تشابه المحتوى من جانب، واقتصاره على مجالات معينة لا يقتحم غيرها من جانب آخر، هذه هي المشكلة!

لدينا برامج سياسية “طبعا”، واجتماعية، وطبية، ورياضية، بوفرة، لكن البرنامج الفني -مثلا- لا يتوافر بكثرة في القنوات المصرية، لا سيما تلك البرامج سخية الإنتاج.

لماذا لا يكون لدينا برنامجا على سبيل المثال لا الحصر مهتما بكواليس الأفلام القديمة ذات السحر الخاص؟، برنامج يبحث عن “الميكنج أوف” لدى شركات الإنتاج ولو كان الفيلم من سنة 30؟!

حتى البرامج السياسية.. تحليل المعلومة مهم، ولكن التركيز على المعلومة ضرورة قصوى.

كنت أتساءل دائما: “لماذا تجتذب صفحات على السوشيال ميديا تقدم محتوى سياسي الشباب؟”، هذه الصفحات التي تلخص الأحداث في دقيقة بجرافيك شكله حلو، ولكنها حينما تلخص حادثا مثل الواحات، لن تقول إن المواجهة كانت بين قوات الأمن والإرهابيين، وإنما بين قوات الأمن، ومن تصفهم الحكومة بالإرهابيين.. والفرق واضح طبعا!

اللافت للنظر أن صناعة المحتوى، فن مصري أصيل، يكفيك فقط مشاهدة قناة ماسبيرو زمان، لتجد ما لذ وطاب من تنوع في مجالات التناول، وطرقه، وزواياه.. حتى الفورمات نفسه كان متنوعا أكثر. هل يمكن أن نجد مسئولا في قناة من قنواتنا، يجمع “الكريتيف تيم”، أو فريق الإنتاج الإبداعي، ويطلب برنامجا لطيفا عن البترول؟ تاركا العنان لهذا الفريق لابتكار فكرة قد تكون مختلفة بالفعل؟

لدينا مشكلات وتحديات عديدة، من بينها ذوي القدرات الخاصة، هل فكرنا في “ريالتي شو” أو “تليفزيون واقع” يرصد حياتهم بطريقة تجعل القضية في الصدارة، وتثير فضول المشاهد فتحقق الإثارة والجدل المطلوبين؟

دعونا نتفق جميعا أن أغلب حكايات الفنانين باتت محفوظة على اليوتيوب.. الخلطة مش هنا لأنها لم تعد خلطة سرية.. وده رأيي بس سيادتك يا فندم.