"صلاح" أهم لاعب في تاريخ مصر.. إليكم الأسباب

رباب طلعت

هدفان، جددا حلم أجيالٍ انتظرت 28 عامًا، فرحة تأهل الفراعنة لكأس العالم، وحطما صنم هدف مجدي عبد الغني، بعد تفوق صاحبهما نجم ليفربول الإنجليزي، اللاعب المصري محمد صلاح، الذي وبدون أي تحيز يمكن وصفه بأنه أهم لاعب في تاريخ مصر، وإليكم الأسباب:

(1)

“صلاح”، الذي وُلد بعد آخر مرة تأهلت فيها مصر لكأس العالم سنة 1990، بعامين؛ لم يكن واحدًا من لاعبي قطبي الكرة المصرية، أبدًا، فلم يرتدي “فانلة” الزمالك أو الأهلي أو حتى الإسماعيلي، لكنه صنع بصمته الخاصة، وجذب الأنظار إليه، بمجرد مشاركته كلاعب أساسي في نادي المقاولون العرب المصري عام 2010، وهو في الثامنة عشر من عمره، لينتقل مباشرة بعدها بعامين إلى بازل السويسري في 2012. ويسطع النجم المصري، ويخطف لقب أفضل لاعب في الدوري السويسري بعد عامٍ واحد من الانضمام لبازل في 2013، أي إنه -بخلاف كل من سبقوه للعالمية مثل محمد أبو تريكة لاعب الأهلي السابق، وأحمد حسام ميدو لاعب الزمالك السابق- احترف بعيدًا عن اسم النادي، واعتمادًا على أدائه فقط.

https://youtu.be/5cGLrx4yl8I

(2)

خلال التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018، ساهم بالتسجيل أو الصناعة لكل أهداف مصر في مجموعتها، وأهمها الركلة الحاسمة والمؤهلة في الدقيقة 95 من لقاء الفراعنة مع غانا؛ وتصدر أمس -بهدفيه الذين ساهما في تأهل مصر رسميًا للمونديال- قائمة هدافي التصفيات الحالية، برصيد خمسة أهداف، بعد ثلاثة أهداف أخرى بواقع هدف في كل من الكونغو برازفيل بملعبه، وغانا من ضربة جزاء، وأوغندا بإستاد الجيش ببرج العرب؛ ليرفع رصيد أهدافه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم إلى 11 هدفًا، يحتل بهم المركز الثالث في قائمة هدافي المنتخب في تصفيات كأس العالم بفارق هدف عن حسام حسن، و3 أهداف عن متصدر القائمة محمد أبو تريكة، برصيد 14 هدفًا، يليه عمرو زكي برصيد 12 هدفًا. وجاءت أهداف محمد صلاح جميعها في دور المجموعات في 11 مباراة، بواقع 6 أهداف خارج ملعبه في 4 مباريات سجل منها هاتريك في موزمبيق، بالإضافة إلى 5 داخل القاهرة في 4 مباريات أيضًا.

https://youtu.be/zvTri-6ghNM

(3)

دفعت خطورته الهجومية، كل الفرق المنافسة التي تلعب ضده، لتخصيص رقابة لصيقة له من قبل لاعب أو اثنين منافسين، لحماية دفاعهم بشكل دائم، بسبب ما يتميز به من سرعة وعقلية احترافية في الملعب، وسرعة هائلة في “السبرينتات، التي أعطته لقب “الفيراري”، وأهلته أيضًا لأن يصبح أهم جناح أيمن في روما ثم ليفربول.

(4)

احترف “صلاح” مبكرًا في الأندية العالمية، حيث لعب في تشيلسي وليفربول، كبار أندية إنجلترا بأوروبا، بعد المستوى الرائع الذي قدمه في فيورنتينا وروما في إيطاليا، وأيضًا بازل السويسري بدايته الاحترافية، التي لفتت إليه الأنظار بشكل كبير، بعدما تألق معه وسجل عدة أهداف عامة في دوري الأبطال الأوروبي، خصوصًا في شباك تشيلسي بقيادة مورينهو. وقد استطاع أن يحافظ على مكانته في كل نادٍ احترف فيه، فهو يعد قليل التنقل، بعكس “ميدو” سريع التنقل بين الأندية، والذي احترف في 11 ناديا خلال مسيرته الاحترافية في الملاعب قبل اعتزاله الكرة، وهي: الزمالك في مصر، جينت البلجيكي، سيلتا فيجو الأسباني، توتنهام، وميدلسبره، ويجان بارنسلي، ويستهام في إنجلترا، وإياكس الهولندي، ومارسليا الفرنسي، وروما الإيطالي.

https://youtu.be/tPtEoHP-Ga4

(5)

حصل على عدد قياسي من الجوائز، مقارنة بأعوام احترافه لكرة القدم، منهم جائزة أفضل لاعب عربي لعام 2016، في حفل جوائز “غلوب سوكر”، الذي أقيم بمدينة دبي الإماراتية في ديسمبر الماضي. واحتل المركز الـ65، في قائمة أفضل مئة لاعب في العالم لعام 2016، التي أعلنت عنها صحيفة “الغارديان” البريطانية، واختارته صحيفة “ديلي ستار” الإنجليزية ضمن قائمة أفضل 50 لاعبًا في العالم في 2016؛ كما أنه من ضمن القائمة الأولية، التي أعلن عنها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأفضل لاعب في أفريقيا لعام 2016، قبل أن يستبعد من القائمة النهائية. واستطاع أيضًا الحفاظ على جائزة أفضل لاعب في الأسبوع الأول من بطولة دوري أبطال أوروبا، وفقا لما نشرته الصفحة الرسمية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم على موقع تويتر، لشهر سبتمبر الماضي؛ متفوقًا بذلك على نجوم الكرة العالمية وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ونظيره البرتغالي كريستيانو رونالدو.

(6)

في الألقاب، وبمقارنته بمسيرة أحد أهم المحترفين بالخارج أحمد حسام ميدو -الذي حصل على 4 ألقاب خلال مسيرته الاحترافية كلها، وهي كأس مصر مع الزمالك، والدوري، وكأس هولندا مع اياكس، وكأس الأمم الأفريقية 2006 مع المنتخب الوطني- فإن “صلاح” -في الأعوام القليلة التي حصل عليها- حقق حتى الآن 3 ألقاب، وهي: الدوري الإنجليزي، وكأس رابطة الأندية المحترفة مع تشيلسي، والدوري السويسري مع بازل.

(7)

على المستوى الشخصي أيضًا، يمكن وصف مسيرته الرياضية، بـ”الخلوقة”، حيث إنه ومنذ نشأته وصفه الكثيرون بأنه خليفة “أبو تريكة” في ذلك الأمر، حيث إنه يتميز مع أهل بلدته كما هو معروف عنه بالخلق القويم، والتواضع، كما أنه لم يبتعد عن نشأته، فتكفل بمصروفات فريق الكرة بالمدرسة المتواجدة في بلده، وحرص على شراء تيشرتات فريقه السابق بازل السويسري وفيورنتينا الإيطالي، ومنحها لفريق الكرة في محاولة منه لرد الجميل لمدرسته التي احتضنته منذ الصغر، بالإضافة لكثير من أعمال التطوير، التي حرص عليها في بلدته.

(8)

الظاهرة الأبرز والأحدث في حب الجماهير المصرية، لـ”صلاح”، واعتباره بالفعل أحد أهم نجوم التاريخ الكروي المصري، هو طوفان المتابعة المصري، الذي يتتبع خطوات نجم المنتخب، حيث إن نوادي احترافه الأجنبية، دائمًا ما تشهد متابعة كبيرة من قبل المصريين، بمجرد تناول أنباء عن انتقاله إليها، كدعمٍ وسندٍ له.

أي من لاعبي الجيل السابق تتمنى عودته للمنتخب؟ للاختيار اضغط هنا