هبة محمد علي تكتب: مهرجان الجونة و"التاتش" المصري!!

القدر دائما ما يقول كلمته في النهاية، ولعل القدر الذي جعل مهرجان الجونة السينمائي يبدأ فعالياته بعد أقل من أسبوع على فضيحة ما يعرف بمهرجان شرم الشيخ، لكي يزيل من الحلق مرارة تسبب فيها فشله الذريع في إظهار مصر بالمظهر اللائق، هو ذاته القدر الذي جعل، مهرجان شرم الشيخ يذهب طي النسيان ليكون الجونة هو المهرجان السينمائي الخاص الأول في مصر، حيث يحصل مهرجاني أسوان، والأسكندرية علي دعم حكومي حتى الآن.
 
وجود أخطاء في الدورة الأولى من أي مهرجان أمر وارد جدا، لكن تلافي تلك الأخطاء قبل انتهاء الدورة يعني أن هناك كتيبة يجاهد أغلبها لصناعة الفرق، حتى إن حاول البعض من داخل تلك الكتيبة وضع “التاتش المصري”، المعروف بالمحسوبية، و”الكوسة” التي أصبح معها من الطبيعي أن ترى أكثر من صحفي مدعو من نفس الوسيلة الإعلامية، في حين تم تجاهل وسائل إعلامية أخرى على سبيل المثال، بل وتجاهل مجموعة من النقاد البارزين يظل على رأسهم القدير محمود عبد الشكور، الذي أتعجب كثيرا من تجاهله، في ظل الحرص على دعوة زميلة تسأل في الطائرة التى تقلها إلى الجونة صبيحة يوم الافتتاح عن اسم فيلم الافتتاح!
 
لكن الحق يقال، فإن تأثير “التاتش المصري” زال سريعا بفعل خلية نحل، جاهدت لإظهار المهرجان بهذا المظهر الرائع، ويمكن القول بأن “جروب الواتس آب” الخاص بالصحفيين والمنظمين خير دليل على ذلك.
 
وإذا كان كل ماسبق لايهم سوى المتخصصين، فإن نوعية الأفلام التي تم عرضها هناك، تعد توليفة ممتعة من الأفلام التى تشغل بال كل المهتمين بالفن بشكل عام، والتي من المؤسف ألا يتمكن مهرجان بحجم القاهرة السينمائي من عرضها على شاشاته، ولعل فوز الفيلم السنغالي القصير “ماما بوبو” بجائزة نجمة الجونة البرونزية، والفيلم العراقي القصير “مصور بغداد” بجائزة خاصة من Film factory سبب لي سعادة حقيقة، حيث توقعت فوزهما بجوائز عدة أثناء العرض، لكنه طرح بداخلي تساؤل عن مستقبل الأفلام القصيرة في مصر، وعن الأسباب التي تجعل دور السينما تغلق أبوابها أمام تلك النوعية الراقية من الأفلام، التي من المؤكد أن المشاهد سيجد ضالته فيها من خلال دقائق معدودة مصنوعة بإبداع.
 
“التاتش المصري” ظهر أيضا في حفل الختام، لكن بمعناه الإيجابي هذه المرة، من خلال أغنية “3 دقات” التى تعد من مبهجات الختام، حيث كتبها تامر حبيب، الذي يجيد العزف على وتر المشاعر، وغنتها يسرا مع إبو بكل حب، فلم تمر مرور الكرام.