أول تحليل علمي لـ"لوجو" شبكة المحمول الرابعة

منار قدري

خصلة شعـر بانتين

جاء لوجو الشبكة الرابعة للمحمول التابع للشركة المصرية للاتصالات محبطًا بشكل كبير لكثير من المتخصصين وغير المتخصصين في مصر. وكان رد الفعل عنيفًا بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن شكل ولون اللوجو، وهي في الحقيقة ظاهرة في حد ذاتها جديدة على المجتمع المصري، أن ينتبه لمثل هذه الأمور التي دائما ما تتعلق بالمتخصصين في مجال الدعاية والإعلان والتسويق.

ولكن دعونا نحلل الموضوع بشكل علمي وحيادي جدا، برغم أنني شخصيا كنت أتمنى أن شبكة المحمول المصرية تظهر بشكل يليق بها بين منافسيها القدامي.

في البداية نتفق جميعًا أن الغرض من تصميم شعار أو علامة تجارية هو تصميم رمز بسيط ومعبر بغرض تحديد الهوية عن غيرها، لذلك نعتمد على عدة عناصر أساسية تندرج تحت مسمى “علم نفس تصميم الشعار” أو”سيكولوجية تصميم الشعار”، فهو عبارة عن صياغة عدة معاني وأهداف للمنتج في إطار (شكل ولون وخط) يعطي معنى يمكن أن يشعر به المستخدم، ويؤثر على تجربته مع المنتج أو العلامة التجارية بشكل عام. فاستخدام سيكولوجية تصميم الشعار تعطي تصميمك أكثر تميزاً ودقة وأناقة وهي أساس الشعارات الناجحة.

فلنبدأ بالشكل:

لايوجد شيء أكثر أهمية من الشكل، فمن الناحية النظرية أو من الناحية السيكولوجية هو من أكثر الأشياء التي يستطيع العقل أن يتذكرها ويحافظ عليها، وهنا اتخذ شكل لوجو المصرية للاتصالات شكلًا بسيطًا انسيابيًا وناعمًا يشبه خصلة الشعر الصحية التي استخدمت حد الاستهلاك من معظم شركات الشامبو والبلسم والتي تعكس عدم وجود تقصف بالشعر.

وفي هذه الحالة اعتقد أنه قد يكون المصمم يريد أن يصل إلينا بفكرة سهولة الحصول على الخدمة وتوافرها بكل سهولة ويسر، نظرا لتاريخ الشركة المصرية للاتصالات. فالمنحنيات الناعمة دائما تعطي إحساس بالسهولة وعدم وجود عوائق ولكن حينما نقوم بتصميم الشعار نسعى دائما للبحث عن معاني إضافية واضحة يسهل قراءتها من خلال الشكل.

أما عن الألوان:

بكل بساطة اللون هو المولد الرئيسي لمعاني الشعار وهو الأكثر تأثيرا على نفسية المستخدم، وهنا دائما نعود لسيكولوجية اللون في العلامات التجارية، فنجد عدة شركات كبرى تعمل في نفس المجال وتتخذ نفس اللون، مثل اللون الأزرق في شركات التكنولوجيا (ديل – أي بي أم – إنتل – أتش بي) جميعهم يحمل اللون الأزرق وهو لون طبقا لعلم نفس العلامات التجارية يبعث الثقة في المنتج والأمان من استخدامه، وغيرها من الألوان التي تحمل الكثير من المعاني التي قد نكون لا نعرفها، ولكن مركز الطاقة الخاصة بها في أجسادنا يعطي العقل الإحساس الصحيح والمقصود منها.

فاختيار اللون البنفسجي طبقا لعلم نفس الألوان في العلامات التجارية برغم أنه بنسبة كبيرة يستخدم في مجال مستحضرات التجميل ومكافحة الشيخوخة والصناعات الإبداعية، لأنه لون الغموض والتجديد والحكمة وهو لون يدعو للتأمل والهدوء.

إلا أني أرى أنه اختيار موفق ولكنه بنسبة كبيرة كان غير مقصود من مصممي اللوجو على حسب معلوماتي، إذاً لماذا اللون البنفسجي بدرجاته جاء موفقًا؟ لأن هذا اللون يعني الحكمة والثروة والنجاح، كما أن اللون البنفسجي هو خليط من اللون الأزرق الذي يمنح الاستقرار والثقة، واللون الأحمر الذي يحمل الطاقة والحيوية. ولنا في لوجو “ياهو Yahoo” مثال جيد في اختيار اللون البنفسجي ليوضح قيمة الثروة المعلوماتية وقوة التواصل من خلال المعلومات المتاحه لديه كمحرك بحث هام.

 

وأخيرا الخطوط:

على الرغم من أن المشاهد ليس على علم بذلك، ولكن كل خط يثير ردود أفعال عاطفية سواء كانت سلبية أو إيجابية، وتذكر حينما كنت تقوم بتصميم الشعار، وكنت تحاول إيصال رسائل معقدة ومتعددة في أبسط شكل ممكن. قد يكون لديك مساحة لثلاث أو أربع كلمات أو مجرد اسم الشركة. وأنا أرى أن اختيار الخط المستخدم خط جيد ومناسب، ويعطي معنى إيجابيا نظرا لسهولته ووضوحه الذي اعتقد بشكل كبير أنه يريد أن يعطي هذا المعنى للعملاء المستهدفين.

 

ولكن إجمالا جاء اللوجو لا يحمل أي معنى أو رسالة للعملاء المستهدفين، كنت اعتقد أن الشركة المصرية للاتصالات سوف تلعب على طرح شعار قوي وجذاب، يربط بين خبرة السنين في الخط الأرضي والتجدد ومواكبة العصر والانضمام لعالم المحمول.

كما جاءت الرسائل التسويقية بعيدة كل البعد عن ما يحقق أحلام العملاء من الشبكة الرابعة، فجميعها جمل تصلح لأي منتج، على سبيل المثال (إحنا قبل الكل عندك) فقد تشير هذه الرسالة إلى خدمة أوبر أو كريم أو دليفري سريع لمطعم، لذا أرى أنها لم تصب الهدف ولم توضح ما ستنافس به الشبكة الرابعة ولماذا جاءت إلى السوق!؟ فهل هناك جديد ستطرحه الشبكة الرابعة أي هل سيكون لها ميزة تنافسية تستقطب عملاء من باقي الشبكات! إلى الآن لا يوجد جديد أو ما يبشر بذلك بعد طرح هذا اللوجو والرسائل التسويقية الباهتة التي تعطي وعودًا بأشياء مبهمة.