نادية مبروك لمحمود رضوان: الله يكون في عون زوجتك

“اوعي تتجوزي مصري” تدوينة كتبتها ام مصرية متزوجة علي مدونتها الشخصية، للحق أقول لم اتابع تلك المدونة رغم متابعتي لاغلب ما تكتبه “الفيمنست” المصريات، إلا أن المقال حمل في طياته الكثير من الصفات التي نكرهها كنساء متزوجات في الرجال، بالطبع لا تتواجد كل هذه الصفات في رجل واحد ” إلا إذا كنت منحوسة” ولكن للحق لا يوجد رجل لا يجمع في صفاته 3 صفات علي الاقل مما ذكرته التدوينة.

ولاننا في مجتمع لا يقبل ان يواجه بعيوبها، رغم أن المدونة نشرت تدوينة أخرى تحت عنوان “اوعى تتجوز مصرية” تصف فيها الكثير من العيوب التي تراها في المصريات، ورغم أنها حملت المجتمع ككل مسئولية خلل العلاقات الذي ولد كل هذه العيوب إلا أن الكاتب محمود رضوان أطل علينا بمقال أخر رد فيه علي التدوينة، ولان في مقاله اتهام صريح للنساء المصريات فكان لابد من الرد وسأحاول قدر الامكان الالتزام بمفردات غير تلك التي استخدمها من نوعية “وشك العكر”.

المدونة “عبير غندر” قالت ان اقصى حلم للرجل المصري هو ان يأكل محشي علي الغداء، اعتقد انها مخطئة، فتناول المحشي هو حلم رائع لكل النساء خاصة العاملات منهن، ولكن لان الكاتب يبدو أنه لم يقوم بعمل المحشي قبل ذلك فأخبره أن العمود الفقري للمرأة يصرخ طلباً للنجدة بسبب جلوسها 5 ساعات للقيام بحشو 4 اصناف محشي في المرة الواحدة، وهو وقت لا يتاح لاغلب النساء العاملات، وهو ما يمنعنا من عمل المحشي إلا في الاجازات التي تقضي اساسا في مهام التنظيف الاسبوعية، ورغم ذلك لا يقمن عادة بشرائه كما ادعيت انت من السوبر ماركت جاهز، لسببين الاول أن تكلفة تجهيزه منزلياً اقل بكثير، ولان الطبق المباع في السوبر ماركت لا يكفي ليكون نصف وجبة لشخص واحد، وأكبر مساعدة نستطيع الحصول عليها هي ان نشتري الباذنجان بعد تقويره.

ونأتي لطلب المدونة الا تتزوج رجل مفهومه عن الرياضة متابعة ماتشات الكرة، ليأتي الكاتب ليقول محاضرة في كيفية محاربة الرجل للحصول علي الرزق، وهو جهد لا ننكره، ولكن هل نظرت لحياة اي زوجة لا ضرورة لان تكون عاملة، باختصار عمل لمدة 24 ساعة، ما بين تنظيف المنزل وتحضير الطعام، ومتابعة دروس الاطفال ولعبهم ” اه لعب الاولاد متعب علي فكرة لان جسمنا عادة بينقص نص فيتاميناته في الحمل والولادة”، والحرص علي ألا يعكر صفو نوم الزواج اي شئ لانه طوال النهار “تعبان” وتستكمل الدوامة، حتى معاد النوم الذي لا ينتهي تعبها معه فهي تضع رأسها علي المخدة لتبدأ دوامة الافكار اقلها ماذا ستطبخ غداً.

وإذا كانت المرأة عاملة، فالمجهود مضاعف ويكفي ان تعرف انك تقضي يوم الاجازة عادة علي “كنبة الانتريه” او “السرير” بينما هي تقضي الاجازة في بورتو المطبخ ومول “الدولاب” وملاهي “الغرف” ورياضة التزلج علي سيراميك المطبخ، ويكفي ان تعرف ان احد الجروبات علي الانترنت الخاصة بالنساء العاملات ينصح عضواته بالاستيقاظ فجراً لان هذا الموعد الوحيد للقيام بالمهمات المكدسة عليها، وذلك في الوقت الذي تكون عادة انت فيه نائم لتستيقظ علي موعد تناول الافطار.

“ليه تتجوزي واحد شايف ان الكرش عزوة؟” هكذا كتبت المدونة، واختلف معها ليس لدي اي ازمة مع الكرش، انا شخصياً لي كرش، احاول التخلص له ليس لشكله وانما لان عمودي الفقري لا يعجبه الامر.

ويأتي الكاتب ليلوم المرأة علي كرش زوجها لانها “كئيبة” فـ “بيحط همه في الاكل” وليعذرني سيدي الفاضل فهذه هي حجة البليد، ثم يأتي ليلومها ايضا لانها لم تنشر في المنزل ثقافة الاكل الصحي، ويبدو انه لم يجلس مع رجال قبل ذلك يتندرون علي الاكل الصحي وطعام الريجيم بأنه “اكل ارانب” او انه لا يعلم ان الاكل الصحي لا يعني مصروفات أقل، وانما خراب لميزانية المنزل التي تتحمل المرأة دائما وابدا مسئولية فشلها.

“ليه تتجوزي راجل شايف كل البنات لعبة” سؤال سألته المدونة فرد عليها الكاتب اذا كان شايف البنات لعبة ايه اللي وقعه في واحدة زيك، وارد عليك بأن الرجل المصري مؤمن بأن هناك بنات يعرفها للصداقة ونساء للزواج، فهو دائما يبحث عن “القطة المغمضة” لانها هي من ستحمل اسمه، ورغم ذلك بمجرد زواجهم يبحث عن أخرى للعب وحجته جاهزة مقصرة وانا مش مرتاح، وكأنه هو “الن ديلون” ولا “بروس ويلز”، او بيعاملها معاملة النبي.

“ليه تتجوزي راجل درس كل تضاريس البنات” صراحة لم افهم علاقة رد الكاتب بأنه إذا لم يحاول معك ستشكوه لصديقاتك بالسؤال، ولكن يا سيدي الفاضل نحن لا نبحث عن رجل ليس له ماضي، ولكننا نبحث عن رجل نكون نحن حاضره، فقط لا تريد المرأة رجلاً كسيدنا يوسف وانما تريد رجلاً يعتقد انها كل النساء كما تراه هي كل الرجال فقط المسألة بسيطة.

“ليه تتجوزي واحد ماسابش فيلم إلا وعلق على كل بنت فيه؟” ايضا لم افهم علاقة تعليق الرجل علي الممثلات وانه إذا قال لزوجته كلمة حلوة ستشك فيه، ولكني اعتقد انك أجابت علي نفسك باختصار ما يجعل المرأة تشك بأنه يخونها هي انها لم تعتاد ابدا منه علي الكلام الجميل، فاذا قاله ستعتقد ان هناك خطباً ما.

“ليه تتجوزي واحد شايف نفسه ضحى بنفسه علشان عمل لنفسه كباية شاي؟” يرد الكاتب بأن امرأة اخرى هي من ربته علي ذلك، لا يعني ان امرأة اخطئت ان تتحمل النساء خطئها، اما فكرة “وشنا العكر” الذي حملته السبب في عدم قيام الرجل باحضار النسكافيه لنا، فاعتقد انك اطلعت علي افتوى التي تقول بأن مهام المنزل ليست واجب علي المرأة واذا تمسكنا بفكرة “الوش العكر” فنصف النساء لن تحضر الطعام لازواجهن لان صيغة الطلب تكون اقرب للصوت الاوبرالي، ولان يتبع نظام يمنع الضحك خوفاً من التجاعيد 4 ايام علي الاقل في الاسبوع

“ليه تتجوزي راجل خايف من فكرك؟” سؤال طرحته المدونة ورد الكاتب بصيغة استهزاء واضحة قائلة “فكرك” ليست ازمتنا سيدي الكاتب في انك لم تقابل نساء لديهن فكر قبل ذلك، ولكن لتتضح لك الصورة سأطلب منك ان تقوم بمهام زوجتك لمدة اسبوع وبعده اريدك ان تضع لي قائمة بالكتب التي استطعت قرائتها، والهوايات التي استطعت ممارستها، يا سيدي هناك الكثير من الافكار والهوايات التي تقتلها دوامة الحياة في المرأة.

“ليه تتجوزي واحد خايف من قوتك؟” ويرد الكاتب بنغمة استهزاء “ناعمة وقوية وكلها حنية” سيدي الفاضل قوتنا تكمن في تحمل كافة المواقف التي تحرق فيها اعصابها بردودك الغريبة، قوة المرأة يا استاذي تكمن في انها تعمل ممرضة وطبيبة وسكرتيرة وسائقة احيانا ومدرسة لكل افراد المنزل دون كلل او ملل قد تشتكي فقط من الدوامة لكنها لا تتخلي عن تلك المهن التي تعملها دون اجازات ودون اجر ودون حتى ساعات عمل محددة.

وعن الطموح، تتساءل المدونة لماذا الزواج برجل يدمر طموحها، وبطريقة “خوهم بالصوت ليغلبكم” يربط الكاتب طموح النساء بالحرية والسنجل والفيمن، رغم أن “الفيمن” ليست سبة، ويتساءل لماذا لا يكون الطموح بعائلة ناجحة، هل تبحث حولك فكم امرأة دعمت زوجها للنجاح وتخلت عن طموحها لاجله وتركها ليتزوج من اخرى مساوية له، بالطبع ليست هذه قاعدة ولكن اعتقد ان تحقيق عائلة ناجحة مسئولية الرجل والمرأة ليست مسئولية الرجل فقط الذي يترك كل المسئوليات عليها ثم تحدثها انت عن الطموح.

اما عن القوامة التي يراها الكاتب اتجاه واحد لانه لازم يكتم شطحات المرأة والا ستلغي شخصيته فردي مختصر في نقطتين الاول هو الرد الرسول صلى الله عليه وسلم بالاخذ برأي زوجاته في الحلق في صلح الحديبية والرد الثاني ليست أزمة النساء ان الرجال غير واثقين في انفسهم، وشخصيتهم ضعيفة لدرجة ان الاخذ برأي المرأة او مناقشتها ومشاركتها في الرأي تلغيها “لعموم الرجال هذا رأي الكاتب فيكم وليس رأيي”

وتأتي المدونة لتقول للنساء ليه تتجوزي واحد مش فاهم يعني ايه بنت، ويعتقد ان كل مسئولية الرجل محصورة في أنه يجيب فلوس؟ فيرد عليها الكاتب “تجوزى واحد يقدر ظروفك وهاتوا بسكوت وسقوه فى الشاى كل ليلة وخليه يقعد يقولك أحلى كلام كل بس انتى نفسك هتقرفى وتقولى بعد شوية الحب مش كلام وطبعا هتفضحيه فى أول خناقة وتقولى دا أنا اللى فاتحة البيت وبصرف عليك يانطع” ليحصر الكاتب الرجل في خانتين الاولي ماكينة طبع اموال، او عالة علي العالم، يا سيدي الفاضل هناك نوعاً ثالث ليس مطلوب منك ان تشاركها كل مهام المنزل ولكن يكفي فقط ان تقول لها شكراً حين ترى البيت نظيفاً، وتسلم ايديك حين تأكل طعاماً من يديها، ويكفي ان تصتطحب اطفالك بعيدا عنها لساعتين في الاسبوع او في الشهر تقضيهم في شئ أخر.

وكلمة أخيرة للكاتب، للأسف لم اتعرف بك ولا اعرف اذا كنت متزوج ام لا، ولكن اذا كنت متزوج وهذه هي رؤيتك للحياة فاحب ان اقول لزوجتك الله يكون في عونك.

اقرأ أيضًا:

مي سعيد ترد على محمود رضوان: كلنا مذنبون

‫محمود رضوان يرد على مقال “أوعي تتجوزي مصري”‬‎