محمد سلطان محمود يكتب: دعدوش.. كيف تستنسخ فيلمًا سيئًا بشكل أسوأ

فيلم “دعدوش” من بطولة هشام إسماعيل، مدحت تيخة، أمير صلاح الدين، ميرهان حسين، ياسر الطوبجي ومحمد فاروق، تأليف ساهر الأسيوطي وإخراج عبد العزيز حشاد، وتدور قصته حول شاب يشاهد إعلان عبر الإنترنت يدعوه للإنضمام إلى تنظيم داعش، فينضم إلى التنظيم، وخلال أحداث الفيلم نراه يتعرض إلى مجموعة من المواقف برفقة أصدقائه الذين تعرف عليهم داخل التنظيم، حتى تنتهي الأحداث برجوع الأبطال إلى صوابهم وهربهم من التنظيم، وذلك ليس “حرقًا” لتفاصيل نهاية الفيلم، فالأغنية الدعائية له اعتمدت في كلماتها على الاحتفاء بقيام الأبطال بخداع التنظيم في نهاية مغامرتهم.

الانطباع الذي تركه إعلان الفيلم وأغنيته الدعائية كان أفضل من الانطباع الذي تركه في الفيلم نفسه، أبطال العمل حققوا نجاحات في الدراما التليفزيونية، لكنهم حتى الآن لم يستطيعوا تحقيق نفس الأمر في السينما، ويبدو أنهم سيضطرون للانتظار حتى فرصة المشاركة في الفيلم القادم، لأن فيلم “دعدوش” لم يضف إليهم أي شيء، فالانطباع الذي خرجت به بعد مشاهدة الفيلم هو الشك في أن يكون أحد الأشخاص قد أفسد نسخة الفيلم النهائية قبل عرضها أو أن دار العرض تلقت بالخطأ نسخة غير مكتملة من الفيلم.

فكرة تقديم فيلم كوميدي ترتبط أحداثه بتنظيم داعش سبق تقديمها في فيلم “عندما يقع الإنسان في مستنقع أفكاره فينتهي به الأمر إلى المهزلة” من بطولة أحمد فتحي، محمد سلام، محمد ثروت ومحسن منصور، الذي تم طرحه مطلع هذا العام، وجاء متوسط المستوى فنيًا، وفشل جماهيريًا في تحقيق الإيرادات، وفيلم “دعدوش” يتشابه في قالبه الدرامي مع فيلم “عندما يسقط الإنسان في مستنقع أفكاره فينتهي به الأمر إلى المهزلة”، لكنه أضعف كثيرًا من حيث المستوى الفني.

أي أننا أمام فكرة مستهلكة لم تحقق أى نجاح يذكر في نسختها الأولى، فتم إعادة تقديمها بشكل أسوأ بعد شهور من فشلها، التكرار تم بنفس تقسيم شخصيات الأبطال الرئيسيين في الفيلمين، أمير التنظيم وثلاثة شباب وفتاة، مع بعض الإختلافات في تفاصيل الشخصيات وأسباب وجودها داخل معسكر التنظيم في الفيلمين.

منذ الدقائق الأولى في الفيلم يتضح أنه ضعيف إخراجيًا، سواء من ناحية الترتيب الزمني للمشاهد أو وجود بعض الأحداث المتداخلة، فيبدأ مشهد ويتداخل معه مشهد أخر بنفس الأبطال في مكان آخر، ثم يعود الأبطال إلى مكانهم الأول لاستكمال المشهد السابق، وهو ما أفقد الفيلم ترابطه، وجعله أشبه بمجموعة استكشات متتالية غير مضحكة بسبب عدم قدرة المشاهد على ربط الأحداث ببعضها، فكل المواقف تحدث فجأة، وما زاد الأمر سوءا هو أن حوار الفيلم ركيك ومباشر بأسلوب أشبه بأفلام أربعينيات القرن الماضي، كما أن السيناريو خالي من أي حبكة درامية، ولم يتم إيضاح أو تبرير التطور المفاجيء في العلاقة بين أبطال الفيلم.

من الممكن أن نختصر الفيلم في كونه الخطوة الفنية الأسوأ والأضعف لأبطاله حتى الأن، هشام إسماعيل؛ بطل الفيلم الرئيسي وصاحب شخصية “دعدوش”، هو أكثر المتأثرين بسوء مستوى الفيلم، فبعد بداية مشواره الفني في أدوار أبرزته كممثل يمتلك القدرة على تجسيد الشخصيات المختلفة، بدأ منذ عام 2015 في خوض تجارب فنية مختلفة ومتنوعة، معظمها أقل في المستوى الفني من أعماله في مرحلة البداية، والتجربة في الفن شيء لا ضرر منه، لكن عدم إضافة هشام إسماعيل لأي نجاح فني جديد ذو قيمة إلى قائمة نجاحاته السابق في أعمال متميزة منها “بنت اسمها ذات” و”الكبير أوى” و”الباب × الباب” قد يكون غير كافي لكي يستمر في تلك المغامرات، وربما من الأفضل أن يعيد تقييم تجاربه خلال العامين الماضيين قبل اتخاذ خطوته التالية.

دعدوش ؛ فيلم صالح للمشاهدة من الأطفال والعائلات، لكنه فنيًا غير جدير بالمشاهدة.