عمر طاهر يبحث عن مفاتيح النجاح في "أوضة عمرو دياب"

محمد إسماعيل الحلواني
 
استضافت مكتبة مصر العامة، مساء الأربعاء، الكاتب عمر طاهر في ندوة جديدة بعنوان “أوضة عمرو دياب”، وقام بإدارتها الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن، رئيس تحرير إعلام دوت أورج، وأكد طاهر على أنه حضر من أجل البحث عن إجابات لعدد من الأسئلة التي حظيت على قدر كبير من اهتمامه خلال الفترة الأخيرة، فعلق مدير الندوة قائلاً: “يبدو أننا بصدد مقال جديد ليس مكتوبًا بقلم عمر طاهر، بل إنه فضل الحضور شخصيًا إلينا ليسمعنا إياه، وليحصل على تعليقاتكم بشكل مباشر”.

عمر طاهر مع الزميل محمد الحلواني
في البداية، أوضح عمر طاهر أهمية الإجماع على عدم وجود ما يوجب أو يحتّم أي تصحيح فيما يتعلق بأذواقنا كمتلقين للفنون بأنواعها، فلكل شخص ذائقته الخاصة، وله مطلق الحرية في أن يختار ما يسمع وما يشاهد وما يجد فيه متعته الخاصة من أصناف الفنون على تنوعها، بل يجب أن نحترم بدورنا قرارات الناس واختياراتهم، وأضاف أن سر اختيار عنوان الندوة، هو الرغبة في استخلاص أبرز مفاتيح النجاح في ضوء مسيرة عمرو دياب الفنية، أو بالأحرى أي نموذج مصري آخر استطاع أن يثبت وجوده وأن يمنحنا قصة نجاح ملموسة في مجتمعنا أيًا كانت مهنته، فقد هجر عمرو دياب عددًا كبيرًا من الملاعب التي يحرص النجوم عادة على التواجد فيها، فهو لم يمثل على خشبة المسرح ولا يظهر في برامج الفضائيات، وليس نشطًا مع أي أولتراس وتجاربه السينمائية والدرامية تعد على أصابع اليد الواحدة، وانتهاءً بتواجد محدود للغاية على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه فقط يعمل ليفاجئنا كل فترة من نافذة “الأوضة” بمجموعة أغنيات كانت تأتينا في شريط كاسيت في السابق أو في صورة ألبوم، ثم ينتظر ردود أفعال الجمهور، فيعود للعمل مجددًا، وكأنه هجر كل الأبواب التي طرقها آخرون، ليجلس في “أوضة” واحدة تحتوي على أدوات عمله، وجميع ما يلزمه من الجمل الموسيقية والكلمات الجديدة وغير ذلك من أدوات إنتاج عمل جيد.

شوف شغلك
 
أهم شيء في الحياة المهنية لكل شخص هو أن يركز في عمله، وأن يكون له هدف محدد يسعى لتحقيقه بكل كيانه، وطاقته، فكل قطرة دم تجري في شرايين المرء لابد أن تكون على دراية بأن الهدف هو النجاح وأن تنشغل فقط بما يساعد في تحديد سبل وآليات تحقيقه وتنفيذ هذه الآليات.
 
خليك في حالك
 
لابد أن يركز كل من ينشد النجاح في نفسه وحاله، وأن يكون شغله الشاغل تحديد نقطة البداية التي يقف عندها الآن والنقطة التي يرغب في الوصول إليها في نهاية المطاف، فهذا أفضل ملايين المرات من التركيز في حياة الاخرين.
 
الرؤية الفنية
 
أن يكون لك رؤية محددة، فهذا يساعدك بلا أدنى شك على بلوغ النجاح وتحقيقه، وكان لعمرو دياب السبق في تقديم رؤية واضحة المعالم؛ فهو الوحيد الذي حرص على التوقيع بالغلاف الداخلي لأغنياته منذ عصر الكاسيت إلى الآن بعبارة “رؤية فنية – عمرو دياب”.
الإصرار على الاستمرارية رغم كل شيء
 
على الرغم من ظهور العديد من نجوم الغناء، ظل عمرو دياب محتفظًا بمكانته لدى جمهوره، وهناك أمثلة كثيرة لأسماء لمعت بشدة فأثارت تكهنات بأنها قد تحل محله وتقاسمه ما يتمتع به من رصيد جماهيري كبير، إلا أن ذلك لم يحدث واستمر هو يحصد النجاح تلو النجاح، واستطاع أيضا أن يحافظ على بوصلته واستقلاليته، فلم نراه يغني في حضور أحد الرؤساء أو المسؤولين، ولم يحسب على أحد ولم تحتويه إلا قلوب ووجدان وآذان جمهوره.
 
النجاح الحقيقي VS اللقطة واللايك، وسلبيات شائعة
 
انتقد عمر طاهر موجة المبالغة في الكراهية والمبالغة في الحب السائدة في المجتمع، كما نبه إلى خطورة ذلك وأكد على ضرورة إطلاق دعوة عامة للإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف لكل شخص بما يستحق من مكانة. وانتقد صمت المثقف على هذه السلبيات، الأمر الذي يفسح المجال للصوت العالي، كما انتقد غفلة رعاة النجاح عن دعم العديد والعديد من الموهوبين في مصر.
 
كانت فعاليات الندوة قد بدأت بعرض فيديو قصير من إعداد العاملين بمكتبة مصر، استعرض أهم محطات الكاتب وأهم أعماله، وبعد أن وجه طاهر الشكر للمكتبة على حسن الضيافة، نوه إلى أن هذه الندوة هي واحدة من سلسلة ندوات قدّم بعضها بالفعل ويقوم بالإعداد لأخرى من المقرر الإعلان عنها في المستقبل القريب. وفي الختام حرص عدد كبير من الحضور على الحصول على توقيع عمر طاهر على بعض كتبه مثل “أثر النبي” و”إذاعة الأغاني” وكتابه الأحدث “صنايعية مصر”، كما حرصوا على التقاط الصور التذكارية معه.