نساء تألقن في أفلام محمد خان

سما جابر

منذ بدايته كمخرج عام 1980، لم يسلط الراحل محمد خان الضوء على الرجال فقط في أفلامه، لكنه اهتم بالمرأة وعبر عنها ربما أفضل من كثير من المخرجات المفترض أنهن على وعي بتفاصيل بعضهن البعض.

المرأة في عهد “خان” كان لها طلة و”طعم” مختلف، قدمهن في أفلامه وجعل من بعضهن نجومًا، وساهم في زيادة تألق الأخريات، كان دائمًا “وش السعد” على من تظهر معه في أعماله المختلفة والمميزة سواء كان دورها كبيرًا أو صغيرًا، لكنه في النهاية علامة مميزة في مشوار أبطاله.

تمر الذكرى الأولى لرحيل خان، لكن تظل أعماله باقية، تعبر عنه وعن رؤيته للنساء اللاتي اشتركن في أفلامه في البحث عن الحب، وعن رؤيته لأدق التفاصيل فيهن وفي مشاعرهن، تفاصيل لا تُنسى رغم بساطتها.. وستظل خالدة مثل روحه.

نرشح لك: مراحل حياة محمد خان.. المتمرد منذ الطفولة

إعلام دوت أورج يرصد في التقرير التالي أبرز 10 نساء تألقن في عهد المخرج الرائع محمد خان

فردوس عبد الحميد

ربما كان اختيارها لبطولة فيلم “الحريف” أمام عادل إمام، غريبًا لدى المهتمين بالسينما وقتها، لكن اختيار “خان” نادرًا ما يخيب، فبالرغم من تقديمها لعدد قليل من الأعمال السينمائية التي تُعد على أصابع اليد الواحدة، لكنها تألقت في “الحريف” من خلال دور دلال، طليقة فارس، التي رغم حبه الكبير لها لكن حبه لكرة القدم تفوق عليها، مما جعله يكسر لها ضلعين بعدما اعترضت على ذلك، لتطلب منه بعدها الطلاق.. لكنها لازالت تحبه.

هكذا قدمها خان، ضعيفة وقوية ومسكينة وصاحبة القرار في آن واحد، المرأة التي تحب بصدق وتجعل من الصعب على الرجل الاستغناء عنها.

نجلاء فتحي وعايدة رياض

عندما قرر “خان” تناول تفاصيل حياة خادمتين في فيلم “أحلام هند وكاميليا”، اعتمد على وجهين أبعد ما يكون عن هذه الفئة “المسحولة” اجتماعيًا، ملامح وجه كل من نجلاء فتحي أحد أهم نجمات جيلها وقتها، والفنانة الشابة عايدة رياض التي أخذت واحدة من أكبر الفرص في مشوارها، كلاهما بملامحهما الرقيقة والهادئة قد يرى البعض أنهن غير مناسبتين لأداء شخصية الخادمتين هند وكاميليا اللتين يذقن مرارة العيش في القاهرة، ويتعرضن للظلم والقهر لكن علاقة الصداقة بينهن هي الحسنة الوحيدة في حياة الاثنين، بينما عيون “خان” رأت أنهن الوحيدتين الأجدر ببطولة العمل، ليخرج أحد أهم الأعمال في السينما المصرية.

https://youtu.be/STk92A6Uh5E

ميرفت أمين

رصد خان في فيلمه الجريء علاقة الفرد بالسلطة، من خلال “الزوج المهم” أحمد زكي، وزوجته ميرفت أمين.. الفتاة “أم ضفاير” التي خُدعت في البداية في زوجها التي كانت تحبه، لكنها اكتشفت مدى شره بعد الزواج، لتنقلب حياتها للأسوأ، وتتغير شخصيتها من الفتاة الرقية إلى امرأة حزينة ومكسورة، ينتهي بها المطاف بحالة من الانهيار عقب قتل زوجها، هذا الشخص غير السوي؛ لوالدها أمام عينيها، لتساهم ميرفت أمين بفيلم مهم في تاريخ خان، وأهم في تاريخها.

منة شلبي وهند صبري

يعود محمد خان مرة أخرى لتقديم الثنائيات النسائية التي نجحت نجاحًا كبيرًا وقت عرض الفيلم، ولا زال الجمهور متعلقًا بها حتى الآن، من خلال “بنات وسط البلد”.

فكرة الصداقة بين فتاتين من الطبقة المتوسطة، تعمل كل منهن مهن بسيطة ويسعين دائمًا للبحث عن الحب؛ عبر عنها خان ببساطة وسلاسة من خلال علاقة منة وهند في الفيلم، التي رأتها عدد كبير من الفتيات أكثر ما عبر عن العلاقة الوطيدة التي تجمع أي صديقتين.. حيث لا تظهر لحظات الجنون أو الانكسار أو الفرح إلا وهن سويًا، وهو ما نجح فيه خان عندما اختار اثنين تجمعهما علاقة صداقة حقيقية، وليس في الفيلم فقط.

ويُعد الفيلم “فاتحة خير” على بطلتيه اللتين أصبحن اثنين من أبرز نجمات جيلهن، إن لم يكونا الأهم حاليًا.

غادة عادل

فتاة تأتي من الصعيد محملة بعادات هذا المكان، بتعقيداته وبساطته، بطيبتها وسذاجتها، للبحث عن مدرستها “أبلة تهاني”، لتواجه القاهرة بتحررها وقهرها أيضًا.

اعتبر النقاد أن هذا أفضل ما قدمت غادة عادل في مشوارها، فرومانسية شخصية نجوى التي تتحدث مع تلميذاتها دائما عن الحب والتي تبحث عنه دائمًا، تحررها وتمسكها بعادات الصعيد وكل تلك التفاصيل المعقدة التي تظهر –بسبب عيون محمد خان- بشكل بسيط في النهاية، كانت ضمن أسباب حب وتعاطف الجمهور مع نجوى والشخصية المجهولة “أبلة تهاني”

https://youtu.be/K4QoNe9nYLY

ياسمين رئيس

لم تحظَ ياسمين بفرصة أعظم سوى من وقوفها أمام محمد خان في فيلم تكون هي بطلته الأولى، من خلال “فتاة المصنع”، حيث قدمت شخصية هيام العاملة في أحد المصانع، والتي لا تتمنى سوى الزواج من المهندس المشرف على الفتيات في المصنع، وحاولت التقرب منه بكافة الطرق لكنها تفشل في النهاية.

لم يستسلم خان في إظهار انكسار هيام بعد رفض حبيبها الزواج منها، وتفضيله لأخرى عنها بحجة أنها ليست من مستواه؛ لكنه قدم واحد من أروع المشاهد بالفيلم والتي تظهر مدى قوة وعناد “هيام” التي تزينت وأصبحت في أزهى صورها لترقص في زفاف حبيبها الذي جسد دوره الفنان هاني عادل، كما نجحت “رئيس” في حصد عدد كبير من الجوائز المحلية والعالمية عن دورها بالفيلم.

هنا شيحة

حالف الحظ الفنانة هنا شيحة عندما اختتمت مشوار المخرج الراحل محمد خان، وقدمت آخر أعماله “قبل زحمة الصيف” حيث جسدت دور هالة، كما لفتت الأنظار من خلال جرأتها بالفيلم، وكانت المرة الأولى التي تظهر فيها بهذا الشكل، بارتدائها الملابس الجريئة وأدائها لبعض المشاهد التي رآها البعض متحررة أكثر من اللازم، لكنها في النهاية استطاعت أن تظهر بشكل جديد ومختلف عن شخصيتها الحقيقية، استطاعت أن تحقق نجاحا مختلفا عما حققته قبل ذلك من خلال “دماغ” محمد خان الذي يساهم في تألق النجوم على مدار سنوات مشواره الفني المميز والخالد.