تحليل ما قالته أماني الخياط عن "إبسوس"

شنت الإعلامية أماني الخياط، هجوما حادا، على شركة “إبسوس” لاستطلاعات الرأي العام ونسب المشاهدة، وذلك خلال حلقة الاثنين، من برنامج “بين السطور”، المذاع على قناة ON LIVE.

أكدت “الخياط” أن الشركة تعتمد على منهج التزييف والتزوير بالمخالفة للقوانين، مضيفة: “ليس هدفها التأثير على الاقتصاديات ولا سرقة الإعلانات ولكنه “الوش” اللي جرت الدنيا به” على حد قولها.

من هنا يحاول إعلام دوت أورج تحليل بعض ما قالته “الخياط” عن شركة “إبسوس” في النقاط التالية:

 

1- قالت الخياط إن 80% من الشعب يؤيديون الدولة، وهناك 20 % إما مأجورين أو مختلفين؟، ولا ندري بالظبط ماذا عنت مقدمة “بين السطور”، بتأييد الدولة؟، هل اختصرت الحكومة أو حتى الأنظمة في كلمة “الدولة”، وإن كانت تقصد الدولة بـ”الوطن المجرد”، فكيف تتهم 20% من الشعب بأنه ضد دولته هكذا ببساطة؟.

2- تحدثت “الخياط” خلال الحلقة عن سعي “إبسوس” منذ 2005 إلى هدم منظومة الإعلام المصري، لكن هل هذه الشركة هي السبب في تعيين آلاف العاملين “العالة” على ماسبيرو؟، والذين يكبدون خزينة الدولة الملايين سنويا؟، هل هي السبب في اختيار مذيعين وعاملين غير أكفاء ليظهروا على الشاشة، حتى إنهم يعرضون ماسبيرو في بعض الأوقات إلى سخرية السوشيال ميديا، من تدني مستوى البرامج المعروضة؟.

3- هل جلست أماني الخياط مع نفسها لتستنتج هذه الوقائع وتنسجها مع بعضها؟، إذا فهي في هذه الحالة تطرح وجهة نظر ليس إلا، لكن إن كانت قد حصلت على معلومات بهذا، فلماذا صمتت الجهات المسئولة عن كل ذلك منذ “2005” كما قالت؟، ولماذا لم تواجه الدولة هذا المخطط “الإخطبوطي” منذ ذلك الوقت؟.

4- قالت إن الشركة على الرغم من امتلاكها للأموال، إلا أنها استأجرت شقة في المعادي، لتباشر منها نشاطها، بالمخالفة للقانون. ومرة أخرى، إذا صحت هذه المعلومات لماذا لم تتخذ الجهات الرسمية خطوة قانونية تجاه هذه الشركة؟.

5- ذكرت “الخياط” بصراحة اسم الإعلامي محمود سعد، لكن حديثها كان عبارة عن “رمي كلام” أكثر منه صياغة فكرة واضحة، حيث قالت نصا: “هو مكنش مطلوب إن صوت بعينه تحبوه من نافذة بعينها اسمها البيت بيتك.. فيطلع الأستاذ محمود سعد منها عشان يتنقل بعد كدة ويقولكوا اللي عايز يقوله فتستفيقوا وتاخدوا موقف لأنه مش ماشي على النهج اللي انتوا عايزينه”. لكن لماذا التجاهل إن محمود سعد مواقفه السياسية كانت واضحة دائما حتى خلال عمله في التلفزيون المصري؟، وهي التي لم تتغير حتى مع انتقاله إلى قناة خاصة، أما من حيث الحديث عن أفكاره عقب مغادرة “البيت بيتك” بشكل أكثر حرية، فهو أمر بديهي، حيث دائما ما تحمل القنوات الخاصة مساحة حرية أكبر من أي تلفزيون رسمي.

6- الفكرة التي تحدثت عنها بأن “إبسوس” من خلال استطلاعات الرأي، تحاول التأثير على وعي المواطن، وتجعله يُفضل اللهجة اللبنانية أكثر من المصرية، وأن تُصور للمجتمع أن “الجمال اللبناني أحلى من ستاتكوا وأن الراجل اللبناني بيعرف يتكلم في الحب أحسن من رجالتكوا” -حسب قولها-. الذهول الذي قد يُصيب المستمع من هذا الحديث، يحملك فورا إلى تساؤل “لماذا لم تُفكر الشعوب العربية في هذا السيناريو التآمري في الوقت الذي كان ومايزال الفن المصري يخترق كل بين عربي خارج مصر؟”.

7- حمل الحديث طوال مدة البرنامج اتهامات واضحة للقنوات الخاصة، واعتبارها صوتا خارجيا لتفكيك المجتمع وإشغال الشباب بنماذج مجتمعية مخالفة لأخلاق المجتمع المصري، وحددت على وجه الخصوص، قناة الحياة، وألمحت إلى أن بعض برامجها استهدفت الشباب مثل برامج المواهب التي عرضت على شاشتها، كما قالت بصراحة اسم الإعلامي عمرو عبد الحميد، واعتبرت استضافته للقيادي السابق في جماعة الإخوان، عبد المنعم أبو الفتوح، استمرارا لتضليل الإعلامي للتأثير على المجتمع وتسويق نماذج سياسية بعينها.

8- تجاهلت الإعلامية أماني الخياط من خلال حديثها، الجهود الكبيرة التي تمت خلال العامين الماضيين، لتنظيم الإعلام المصري، مثل إنشاء نقابة الإعلاميين “تحت التأسيس”، وتكوين الهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام، وظهور شبكات إعلامية جديدة، وتدعيم القنوات الموجودة بالفعل، وتراجع فكرة المالك الفردي للقنوات، وهو ما جعل الإعلام المصري يدخل مرحلة جديدة ننتظر جني ثمارها، وبالرغم من حديثها عن مدى تأثير تقارير “إبسوس”، إلا أننا ما زلنا نرى الإعلانات تتدفق على القنوات المصرية.

9- أي تحليل أو نقد لما جاء بحلقة “بين السطور” ليس دفاعا عن “إبسوس”، ولكن المشاهد المصري بالفعل لا تهمه هذه الشركة، وإن كان البرنامج يرى أن دورها يتعدى فكرة التأثير على الإعلانات إلى تفكيك المجتمع، فمن الأفضل أن تدعو القنوات الفضائية، لمؤتمر عام تناقش فيه هذه القضية، وأن تُشكل شركة مصرية لعمل هذه الاستطلاعات حتى تحوز على نسبة ثقة أكبر.

10-  في النهاية، لم تقل الخياط معلومات واضحة، ولكنها عرضت مخططا أكدت أنه حقيقي، والهدف منه ليس تدمير الاقتصاد ولكن تدمير الدولة المصرية ومواطنيها، عقب نصر أكتوبر، لكن حديثها وما يحمله من مؤامرة كونية على مصر، صوّر لنا الدولة وكأنها عاشت طوال عمرها مكتوفة الأيدي، وهو ما يعتبر إدانة واضحة للأنظمة المتعاقبة على مصر، التي علمت بأن هناك مخططا ضدها وانجرفت معه، دون أن نرى محاولات مقاومة هذا المخطط الذي عرضته “الخياط”.