أولى أزمات "الجماعة 2".. انتماء عبد الناصر و"قَسَمْ" السادات للإخوان

إيمان مندور

كعادة الجدل المصاحب للمسلسلات التاريخية التي ترصد أبرز وأهم الفترات في تاريخ الأمم، بدأت أولى أزمات مسلسل “الجماعة 2” بعد أن كشف العمل عن انتماء الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر لجماعة الإخوان المسلمين، لفترة استمرت أربع سنوات، تحديدًا منذ عام 1944 حتى عام 1948.

مفجر الأزمة كان سامي شرف، السكرتير الخاص للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق في عهده، والذي نفى ما ورد في المسلسل جملةً وتفصيلًا، موضحًا أنه هاتف السيناريست وحيد حامد مؤلف العمل، ليكشف له عن “الخطأ الكبير” الذي أورده كتابته للعمل.

أوضح “شرف” خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، في حلقة الثلاثاء، من برنامج “كل يوم” على قناة “ON Live”، أن الرئيس عبد الناصر لم ينتم لجماعة الإخوان المسلمين أبدًا، بل أنه في حديث لعبد الناصر عام 1956 مع صحفي إنجليزي في جريدة بريطانية، سأله الصحفي سؤالًا مباشرًا: هل كنت عضوًا في الإخوان؟ فرد عليه مباشرةً: “لم يحدث هذا أبدًا”.

وتابع أن كل ما كُتب عن هذا الموضوع فيما بعد، سواء من جانب الإخوان المسلمين أو من بعض من يدعون أنهم يعلمون حقيقة ما حدث، غير صحيح على الإطلاق، لأن “جمال عمره ما انتمى لجماعة الإخوان” على حد قوله، لافتًا إلى أن التعامل مع الهيئات والجماعات والتنظيمات السياسية المختلفة شيء، والانتماء إليها شيء أخر.

وفيما يخص اتصاله اليوم بالكاتب وحيد حامد، أشار إلى أنه أخبره بأن ما أورده في المسلسل بشأن عبد الناصر غير صحيح، لكن رد عليه “حامد” من خلال المراجع التي استند إليها في كتابته للعمل، فأنكرها “شرف” جميعها بداعي أنها “كلها كدب” وغير صحيحة.

الأزمة التي أطلقها شرف لم تنته عند هذا الحد، بل اشتدت عندما اتهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات وخالد محيي الدين أحد الضباط الأحرار ومؤسس حزب التجمع بأنهم أقسموا يمين الولاء والطاعة الخص بالجماعة، حيث اختتم حديثه خلال المداخلة الهاتفية قائلاً: “اللي حلفوا اليمين في جماعة الإخوان المسلمين من تنظيم الضباط الأحرار هم أنور السادات وخالد محيي الدين، إنما جمال لأ”، مؤكدًا أنه تعامل معهم كجماعة سياسية مثلما كان يتعامل مع باقي التنظيمات السياسية في البلد، ولم ينتم إليهم في أي فترة من الفترات.

من جانبه، رد الكاتب وحيد حامد، على ما اتهمه به “شرف” خلال مداخلة هاتفية مع “أديب” أيضًا، موضحًاأنه استند لعدة مصادر حول انتماء جمال عبد الناصر للإخوان، أبرزها مذكرات عبد اللطيف البغدادي، وحسين حمودة، وكمال الدين حسين، ووحيد رمضان، وكذلك تسجيل تليفزيوني لجمال حماد يؤكد فيه انضمام الرئيس الأسبق لجماعة الإخوان.

أشار “حامد” إلى أنه لا يمكن أن يُكذب كل هؤلاء، حيث اعتمد في كتابته على أكثر من مصدر موثق، وهذه مذكرات مكتوبة ومن يريد الاعتراض فعليه الاعتراض على المذكرات، موضحًا أن “عبد الناصر” انضم لجماعة الإخوان في الفترة من 1944 إلى 1948 وذلك وفقا للمذكرات والوثائق المعتمدة، والتي قام بنشرها في تتر المسلسل للرجوع إليها، حتى لا يحدث تشكيك في صحة المعلومات.