أحمد فرغلي رضوان يكتب: الدراما السورية في عُقر الدار!

من المرات النادرة ان تعرض محطات مصرية مسلسلا سوريا خلال شهر رمضان، والسبب الرئيسي هو استحواذ عدد من المحطات المصرية على معظم الأعمال “حصريا” وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر ويكفي الاشارة إلى أن خمسة محطات فقط  أستحوذت على 26 مسلسلا للعرض الحصري خلال رمضان مما وضع باقي الفضائيات في مأزق البحث عن أعمال للعرض المتوازي وما زاد الأمور تعقيدا خروج أكثر من عمل لأسباب انتاجية من السباق الرمضاني! ولَم يتبقى للعرض المتزامن سوى عدة أعمال لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة مما جعل بعض المحطات والتي لم تستطيع ان تشتري مسلسلات مصرية ان تبحث عن البديل الأقرب وهو الدراما السورية.

وبالفعل وجدنا المسلسل صاحب الجدل الأكبر عربيا هذا العام “قناديل العشاق” يتم الإعلان عن عرضه على محطتين مصريتين إلى جانب التليفزيون المصري وهو من بطولة سيرين عبدالنور ومحمود نصر ورغم أن الصفقة تسويقيا تمت بنظام “المقاصة” الإعلانية بين المنتج ووكالات الإعلانات والمحطات إلا انه في صالح العمل بالتأكيد عرضه على أكثر من محطة مصرية وهو أمر معتاد لبيع عدد من الأعمال المصرية التي تواجه صعوبات في التوزيع لأسباب كثيرة وأحيانا يتم تسويق مسلسلات لنجوم شباب مع مسلسل أخر لنجم كبير “باقة واحدة” للعرض وأعتقد ان سوق الانتاج يحتاج بشدة الأن لضبط الأجور والميزانيات للمسلسلات التي أصبح بعضها مبالغ فيه كثيرا ولا يتناسب مع أسماء أبطاله وصناعه ولذلك تتعثر انتاجيا.

نجاح متباين

يعرف المشاهد المصري الدراما السورية خاصة التاريخية جيدا إلى جانب نجومها الذين حققوا حضورا ونجومية في الأعمال المصرية مثل جمال سليمان وسلاف فواخرجي وسوزان نجم الدين وتيم حسن وجومانا مراد ولكنهم لم يكملوا حضورهم بنفس القوة لأسباب كثيرة ويعتبر باسل خياط الأكثر حضورا الأن.

العمل الذي يخوض المنافسة في “عُقر” دار الدراما المصرية هذا العام هو إنتاج سوري ببطلة لبنانية حيث واجهت سيرين عبدالنور مشكلات كثيرة قبل السفر الى دمشق لبداية التصوير لأسباب معلنة “فنيا” ومستترة “سياسيا” ولكن سريعا ما تم حلها بعد تدخل النقابتين الفنيتين في البلدين وتم اذابة الجليد بين دمشق وبيروت وخرج العمل للنور بعد ولادة “متعثرة” لصناعه، العمل ينتمي للبيئة الشامية وفترة الحكم العثماني حول قصة حب بين شاب سوري “محمود نصر” ومغنية يهودية “سيرين” تهرب من جبل لبنان للشام.

بطلة العمل “سيرين” معروفة جيدا للجمهور المصري بعد عدة أعمال سينمائية ودرامية مصرية حققت معها نجاحا وحضورا محببا لدى الجمهور وكان بعض المنتجين يراهنون عليها كنجمة قادمة في الدراما المصرية ولكنها فجأة ابتعدت! وربما تعود مجددا خلال الفترة القادمة للأعمال المصرية.

هناك عملا أخر إنتاج لبناني ببطل سوري وهو مسلسل “الهيبة” للثنائي الأشهر عربيا مؤخرا تيم حسن ونادين نجيم سيتابعه الجمهور المصري بعد أن حقق هذا الثنائي حضورا جماهيريا عربيا في أخر موسمين وأشير هنا إلى أن بطله تيم حسن أيضا يعرفه المصريين جيدا وسبق أن قدم عدة أعمال تليفزيونية وسينمائية باللهجة المصرية لكنه يبقى أكثرها نجاحا مسلسل “الملك فاروق” وكل عام تكون هناك محاولات إنتاجية لصناعة عملا دراميا مصريا من بطولته ولكن سريعا ما ينهار المشروع لأسباب توزيعية داخلية أو بسبب عدم العثور على بطلة مناسبة أمامه للعمل المصري.

أما البطلة نادين نجيم فبدأت تلفت أنظار صناع الدراما المصرية لدرجة أنها كانت مرشحة بقوة لواحد من أهم أدوار البطولة النسائية في المسلسلات المصرية هذا العام ولكن البطل أصر على أسم نجمة مصرية وأمتثل المخرج وجهة الإنتاج لرغبات النجم ومع ذلك “نادين” الان قريبة جدا من بطولة أعمال مصرية خلال الفترة القادمة.

ممكن القول أن حظوظ هذه الأعمال ستكون أكبر في العرض الثاني عقب شهر رمضان بسبب التواجد الكبير لأعمال النجوم والنجمات خلال شهر رمضان على محطات العرض الرئيسية التي يحفظها “ريموت كنترول” المشاهدين عن ظهر قلب.