نجوم التعليق الكروي (2).. علي محمد علي.. الرحالة الكلاسيكي

“جدو.. جدو.. جدو”.. نطقها كطفل صغير يقفز فرحا بعدما تحقق حلمه، وربما كان وقتها على محمد علي يتحدث بلسان الملايين الذين تابعوا تتويج مصر بكأس الأمم الأفريقية عام 2010، حينما فازت مصر بهدف لمحمد ناجي جدو.

قبل أن نتحدث في رحلتنا عن المعلق المصري علي محمد علي، اسمحوا لي أن أصفه كما أراه، مصري كلاسيكي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

انطلقت حكايته مع التعليق في التلفزيون المصري، قبل أن يمضي في طريقه إلى تلفزيون قطر، ثم شارك في تأسيس شبكة قنوات الجزيرة الرياضية، التي صار فيها رئيسا لقسم المعلقين.

نرشح لك : نجوم التعليق الكروي (1).. حفيظ دراجي.. عنتر يحيى بووووم

نموذج تراه باستمرار في مصر، شاب ناجح تأتيه الفرصة خارج الديار فيسعى خلف طموحه حتى يثبت تفوقه وموهبته مع اختلاف المجالات، وفي بلده وجد ضالته بالصدفة عبر إعلان صغير في جريدة الأهرام يطلب معلقين للعمل في قنوات النيل المتخصصة فقرر أن يتقدم ونال الوظيفة.

مع نهاية الألفية الثانية وحلول الألفية الثالثه، برز علي محمد علي كمعلق شاب نال فرصته أخيرا في ظل وجود كبار المعلقين المصريين، حيث كان يطل عبر قناة “النيل للرياضة” وفي بعض المباريات التي علق عليها كان يطل بصحبة معلق آخر في ثنائي تعليق على المباراة.

الهدوء أهم ما يميز على محمد على، كما أن روحه الكلاسيكية دائما ما تظهر في تعليقه، حيث يظهر مرتبا للغاية يضع أوراقه أمامه، بعدما دون فيها ملاحظاته وأرقامه ومنحها اللون الأصفر، ذلك اللون الذي تراه دائما في الكتب الخاصة بالطالب المجتهد وقت المذاكرة.

https://www.youtube.com/watch?v=upNq-F3BpPA

على محمد على اعترف علانية بتشجيعه لنادي الزمالك، على الرغم من كون الأمر قد يمثل حساسية لبعض المعلقين، ولكنه لم يجد في ذلك أزمة، خاصة مع كشفه من قبل أنه لعب في صفوف الزمالك بالناشئين.

https://www.youtube.com/watch?v=Z6hoNUAxaNE

بعيدا عن الميكروفون علي محمد علي شخصية خجولة للغاية، وربما كانت كلماته التي ذكرها في وسائل الإعلام منذ معرفة الجميع به، أقل مما قاله في شوط واحد من مباراة علق عليها.

هو من مواليد أبريل عام 1965، كان أول مصري يحصل على جائزة زاهد قدسي للتعليق الرياضي، ولعل أزمته الوحيدة التي صاحبته طوال مشواره المهني الممتد كان خلافه مع المعلق أحمد الطيب وهو ما سنتطرق إليه في حديثنا عن الطيب.

قليلة هي الجمل التي ارتبطت بالمعلق على محمد علي وإن كان أبرزها ما قاله في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة التي أقيمت بالجابون في تعليقه على هدف عبد الله السعيد بمرمى أوغندا، حينما ظل يصرخ قائلا “يا حبيبي يا حبيبي يا عبد الله يا عبد الله يا عبد الله”، وهي الجمله التي تحولت إلى مهرجان شعبي.

الموقف الأطرف في حياة على محمد علي حدث حينما كان صغيرا، بعدما أقنعه زوج شقيقته الكابتن أحمد صبره بلعب كرة السلة في نادي الزمالك، قبل أن تتزوج شقيقته الأخرى من الكابتن سامي منصور وهو لاعب كرة، والذي أقنع علي بترك كرة السلة والتحول إلى كرة القدم.

الغريب أن شقيقة علي الثالثة كانت متزوجة من الكابتن الراحل محمد صفوت لاعب كرة اليد بمنتخب مصر ونادي الزمالك، لتتنوع زيجات الشقيقات بين اللعبات المختلفة.

على كان الذكر الوحيد إلى جوار شقيقاته، وحسبما ذكرت شقيقته أميمه من قبل، فقد كان يقوم بتسجيل تعليقه على المباريات عبر جهاز الكمبيوتر، ثم يطلب منهن الاستماع وكتابة نقد لتعليقه.