مواجهة الـ100 يوم تقترب بين الميديا وترامب

محمد إسماعيل

بضعة أيام ويتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأيام المائة الأولى في منصبه بالبيت الأبيض، تحديدًا في 29 أبريل الجاري، ولا تزال العلاقة العدائية بينه وبين الإعلام المحافظ والليبرالي مستمرة، فحتى كتابة هذه السطور، يتلقى ترامب أكثر من أي وقت مضى المعاملة الصحفية الأكثر عدوانية لأي رئيس أميركي جديد، ما دفعه لاستباق الأحداث والسخرية من تقليد التقييم المبدئي لإدارته عقب انتهاء 100 يوم من توليه المنصب، وغرد عبر تويتر اليوم قائلاً: “بغض النظر عن كل ما تمكنت من تحقيقه خلال ما يعرف بتقليد الأيام المئة الأولى المثير للسخرية، (بما في ذلك S.C.)، لن يكف الإعلام عن قذف نيرانه”، وأشار موقع يو إس توداي إلى أنه ربما يقصد بقوله: (بما في ذلك S.C.)، تأكيد تعيين نيل غورسوتش قاضيًا بالمحكمة العليا في وقت سابق من هذا الشهر.

وتقوم بعض شبكات التلفزيون الإخبارية الأمريكية، بمعاقبة ترامب، بنشر 89% من تغطية أنشطة إدارته وقراراته بصورة سلبية مقابل 19% فقط بصورة إيجابية أو محايدة وفقًا لدراسة أجراها ريتش نويس ومايك سيانديلا الباحثان بمركز الدراسات الإعلامية MRC، وراجعت الدراسة التغطيات الإخبارية المسائية كافة، لقنوات “إيه بي سي ABC”، و”سي بي إس CBS”، و”إن بي سي NBC”، خلال الفترة من 20 يناير إلى 9 أبريل 2017، فرصدت تجاهل بعض القنوات لموضوعات تشكل أولويات قومية مثل أداء إدارة ترامب في ملفات التوظيف والحرب على داعش، لصالح أجندة إخبارية مضادة للرئيس، كما لو كانت تلك القنوات متحدثة بلسان حزب معارض على حد وصف الباحثين. (لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا)

وخصصت القنوات 18 دقيقة فقط لتغطية جهود ترامب في تنشيط الاقتصاد الأمريكي والتوظيف، أي ما يمثل أقل من 1% من الوقت المخصص لشؤون الإدارة الأمريكية، بينما خصصت 10 دقائق من البث التلفزيوني الأخباري لجهوده ذات الصلة بإعادة التفاوض بشأن العديد من الاتفاقيات التجارية الدولية. وعلى النقيض من ذلك، وقبل ثماني سنوات، ساندت شبكات التلفزيون الأمريكية باراك أوباما ببث مئات القصص حول جدول الأعمال الاقتصادي لإدارته.

في المرتبة الأولى، خصصت الشبكات التلفزيونية (223 دقيقة) في إطار المعركة الدائرة حول الأوامر التنفيذية للرئيس، التي تهدف إلى حظر الهجرة مؤقتا من سبع دول (تم تخفيضها لاحقا إلى ست دول فقط)، نعتتها إدارة ترامب بالدول الفاشلة أو ملاذات آمنة للإرهاب. وأظهرت الشبكات الثلاثة ازدراءها لقرارات ترامب، ورصدت الدراسة 287 بيانًا سلبيًا حول هذا الموضوع مقابل 21 بيانا إيجابيا.

وفي المرتبة الثانية، للأكثر تغطية (222 دقيقة) تناولت الشبكات الإخبارية التحقيق الجاري حول دور روسيا في اختراق رسائل البريد الإلكتروني لبعض أعضاء الحزب الديمقراطي في العام الماضي، وما إذا كان أفراد على صلة بحملة ترامب الانتخابية متورطين في ذلك.

وحظيت جهود الحزب الجمهوري لإلغاء أو استبدال مشروع أوباما كير بنحو (152 دقيقة) من التغطية الإخبارية المسائية، ورصدت الدراسة أن 93% من هذه التغطية كان سلبيًا ومعاديًا لموقف ترامب من هذه القضية.

يذكر أن سكوت بيلي، مقدم أحد البرامج على شبكة سي بي إس CBS، رجح، بشكل غير مباشر، في 8 مارس الماضي أن الرئيس ترامب ربما يعاني بعض المشاكل النفسية، فقال: “هل من المناسب أن نسأل ما إذا كان الرئيس يواجه صعوبة في العقلانية؟” كما يذكر أن ترامب وأسرته يتلقون انتقادات مستمرة من غالبية وسائل الإعلام الأمريكية وتطال الانتقادات أيضًا جدول الأعمال السياسة لإدارته وكذلك شخصيته.

كان دونالد ترامب قد جدد هجومه على وسائل الإعلام الأمريكية، الثلاثاء الماضي، معربًا عن أمله في الكشف عن زيف من وصفهم بالصحفيين ‘سيئي السمعة’ الذين ينتقدون أداء إدارته، ونشر تغريدة على تويتر تلخص نواياه تجاههم جاء فيها: “علينا أن نحملهم على الحقيقة”.