إيمان سراج تكتب: هؤلاء الفنانيين لا يصلحون للإعلام

‏حتى الان وبعد انتشار السوشيال ميديا كبديل إعلامي جديد إلا أن التلفزيون ما يزال الاهتمام الأول والوسيلة الاكبر بين كل وسائل الإعلام لجذب الجمهور ربما لانه الأقل تكلفة والأسهل والأسرع تأثيراً بين كل وسائل الترفيه.. ‏

لكن في الآونة الاخيرة يمكن أن نلاحظ أن فئة عريضة من المشاهدين إبتعدت عن متابعة البرامج عبر الشاشة الصغيرة واكتفت بمتابعتها بعد عرضها علي شبكات التواصل

يبدو أن السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى أن المشاهد ‏أصيب بالملل والتكرار، وأنه إكتشف تشابه تلك البرامج وأنها تحمل نفس المحتوى، كذلك نفس الافكار والضيوف والديكور وربمانفس الأخراج أيضا ً، ‏حتى أنه عندما يمسك بجهاز اختيار القنوات يجد ان تلك البرامج تقدم مضامين متطابقة ويجدها برامج بلا روح وليس لها هوية واضحة مفهومة

‏فكل البرامج تعتمد اعتمادا أساسيا على المسابقات والألعاب ” المقتبسة من برامج اجنبية” وجمهور بالإضافة إلي إلي موضة الإسكتشات التمثيلية التي غزت مغظم البرامج.

بالإضافة للاستعانة بفنانين لتقديمها، وكأنها أصبحت “موضة الاستعانة بنجوم التمثيل لتقديم البرامج” ربما الاستسلام للمعلنين على طريقة “المعلن عاوز كده” المحرك الرئيسي للإستعانة بهم فمعظم المعلنين يتجنبون المخاطرة بمقدم برامج جديد حتى وإن كان ذي موهبة كبيرة خوفاً من عدم تحقيق نسبة مشاهدة عالية.

‏لذلك يلجأ المعلن لمن يملك قاعدة جماهيرية كبيرة بعض النظر عن ما إذا كان يملك ملكة التقديم أم لا، ولكن‏ ورغم الإعتماد علي مشاهير لتقديم تلك البرامج، لم ينجح معظمها وثبت فشلها بالفعل، ‏لأن العمل الإعلامي لا يمكن أن يكون قائماً فقط على الترفيه او وسيلة لكسب الاموال، لابد أن يكون هناك إبداع في الأفكار وإختلاف في التناول وقدرة علي الإرتجال وليس الإعتماد علي ورق مكتوب أو تلقين في الإيربيس

علي عكس مما يحدث لدينا، في البرامج الأجنبية والتي يتم الإقتباس منها هنا، ليس ضرورياً أن يكون مقدم البرامج مشهوراً، بقدر ما لابد أن يكون موهوباً يمتلك سرعة بديهة وكاريزما وثقافة وقدرة علي التغيير في الورق المكتوب أمامه وفقاً لأحداث الحلقة، حتي أن البعض منهم لا يستخدم أوراق ويعتمد علي براعته وإبداعه.

لذلك نجد أن معظم برامجهم ناجحة وتستمر لسنوات ، ‏لأنهم ‏يعتمدون في اختيارهم على الموهبة لا على الواسطة او القاعدة الجماهيرية للشخص، مثل James cordon ‏وبرنامجه carpool karaoke الذي يحقق نجاح كبير رغم انه التجربة الأولى له كمقدم برامج وأنه لا يعد من المشاهير او الفنانين وأمثاله كثيررين

‏يتشابه مع حالة الاستعانة بالنجوم فقط لتقديم البرامج، كيفية اختيار ضيوف تلك البرامج والتي يتم إستضافة فيها فقط النجوم أيضاً!! حتى أننا تعودنا أن نشاهد ‏نفس الوجوه في كل البرامج وكأنه محظور ‏على المواهب الجديدة الدخول في هذا العالم الذي أعتقد انه ‏مصاب “بمرض الشللية” أو “تستضيفني واستضيفك”

الغريب أنه حتي لو برنامج ما فكر في استضافة بعض النجوم الصاعدة، يقال لهم ” معلش الميزانية لا تسمح،” وكأن ميزانية البرامج للنجوم فقط أما هؤلاء يحمدو ربنا إنهم ظهور أصلاً!!

يستثني من كل ما سبق ‘إسعاد يونس’ مقدمة برنامج ‘صاحبة السعادة’ برغم أنها فنانة، لكن فنانة تملك كل مقومات النجاح والإبداع وتقدم عملاً متكاملاً نشاهده منذ سنوات ومازال، كذلك أصالة في برنامجها “صولا” والذي يعد من أجمل وأنجح البرامج الغنائية التي عرضت علي الشاشة الصغيرة، أي أن الرفض ليس تعنتاً ضد الفنانيين، لكن لأن الموجودين الآن لا يصلحون.