شاهد.. إسماعيل ياسين وجه إعلاني لـ"مسحوق غسيل"

في الستينات من القرن الماضي، انحسرت الأضواء عن الفنان الكوميدي الكبير إسماعيل ياسين وتراكمت عليه الديون، حتى تم الحجز على العمارة التى كان يمتلكها، وأصبحت جميع الأبواب مغلقة أمامه، لم يجد “سمعة” سوى البحث عن مكان آخر ولقمة عيش بعيدة عن مصر التى عاش فيها نجما.

قرر إسماعيل ياسين السفر إلى لبنان وعمل بها مطربا فى الملاهى الليلية وأماكن السهر، كما ظهر فى أحد الإعلانات عن مسحوق غسيل لبنانى، ورغم أنه كان قرارا صعبا على شخص عاش فترة طويلة من حياته تحت الأضواء وتخطت شهرته حدود العالم العربى إلا أنه كان مضطرا للاستمرار فى الحياة التى وجد نفسه فيها وحيدا بعد أن ذهب كل شىء بسبب مرضه الذى كان يعيقه عن العمل.

يذكر أن إسماعيل ياسين اسمه بالكامل “إسماعيل يس علي نخلة”،  ولد بمدينة السويس واشتهر بأعماله الكوميدية. عاش إسماعيل يس طفولة بائسة وحياة غير مستقرة، حيث لم يكمل تعليمه الإبتدائي، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ودخول أبيه السجن، فعمل مناديًا أمام محل بيع أقمشة، وقد نمت موهبته وهو صغير، وتأثر بعبد الوهاب وأعد لنفسه ليكون مطربًا.

غنى في الأفراح والمقاهي، ثم نزح إلى القاهرة وانضم إلى فرقة بديعة مصابني، والتفتت إليه السينما حيث قدمه فؤاد الجزايرلي عام 1939 في فيلم (خلف الحبايب). ثم انضم إلى فرقة علي الكسار المسرحية فعمل مطرب ومونولوجست وممثل، وظل أحد رواد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام (1935- 1945)، ثم عمل بالسينما وأصبح أحد أبرز نجومها.

انتجت له أفلاما باسمه ومن هذه الأفلام (إسماعيل يس في متحف الشمع – إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة – إسماعيل يس في الجيش). ساهم إسماعيل يس في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري، وكون فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل على مدي 12 عامًا من عام 1954 حتى عام 1966 قدم خلالها ما يزيد على خمسين مسرحية بشكل شبه يومي.

مثل إسماعيل يس مع الكثير من الممثلين والمطربين، وقضى مدة طويلة في دور الرجل الثاني أو مساند البطل حتى واتته الفرصه فأصبح بطلاً وقام ببطولة الكثير من الأفلام إلتي تبدأ باسمه، وقد شاركه في أكثر هذه الأفلام أصدقاء عمره (رياض القصبجي، زينات صدقي، حسن فايق، عبد الفتاح القصري، وتوفيق الدقن).

في الستينيات بدأ ينحسر نجم إسماعيل يس في المسرح والسينما شيئا فشيئا لأسباب عديدة منها ابتعاده عن تقديم المونولوج، وتكرار نفسه في السينما والمسرح بسبب اعتماده على صديق عمره أبو السعود الإبياري في تأليف جميع أعماله، ومرض القلب، وتدخل الدولة في اﻹنتاج الفني في فترة الستينيات، وإنشاء مسرح التليفزيون.

تراكمت عليه الضرائب والديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وشارك هناك في بعض الأفلام القصيرة، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى وعاش فيها فترة صعبة للغاية إلى أن وافته المنية نتيجة أزمة قلبية حادة في مايو عام 1972.

https://www.facebook.com/585917291432363/videos/1471021419588608