المعلق الرياضي محمد فوزي عن مباراة السوبر: تقدر تقول مبروك

يدور فى ذهنى مشهد تخيلى لأعضاء الجهاز الفنى للنادى الأهلى وهم فى جلسة نقاش حول أحوال منافسهم التقليدى الزمالك قبل المواجهة المرتقبة للقطبين الجمعة القادم فى كأس السوبر .

مشهد ينتهى بمصافحة أعضاء الجهاز الفنى للأهلى لبعضهم البعض والابتسامة على وجوه الجميع لينهى مدرب الفريق حسام البدرى الاجتماع بأن يقول للجميع بلهجته الحاسمة ” نقدر نقول مبروك ”

مشهد وإن كان تخيلى إلا إنه يعكس واقعا حقيقيا يكاد يلمسه أى متابع لأحوال الفريقين قبل المباراة .

42 يوما تفصل بين لقاء الفريقين الأخير فى الدورى – اخر اللقاءات قبل توقف الدورى من أجل مشاركة المنتخب فى أمم افريقيا – وبين لقاء السوبر يوم الجمعة القادم .

قضى الزمالك معظمها فى حالة من التشتت واللامبالاه بينما قضاها الأهلى بالكامل فى حالة من التركيز التام سواء فى المباراة أو فى تعزيز الصفوف بثلاث صفقات قوية فى انتقالات الشتاء تمثلت فى ” عمرو بركات – أحمد حمودى – سليمانى كوليبالى ” وتخلص من مشاكل عدم مشاركة جون انطوى باعارته لمصر المقاصة بينما فرط الزمالك بسهولة غريبة فى مدافعه الدولى أحمد دويدار من أجل اتمام صفقة حسام باولو .

ولأننا نعانى جميعا من ذاكرة السمك خاصة فى الاعلام الرياضى تعالوا نتذكر سويا الأزمات التى افتعلها رئيس نادى الزمالك للفريق خلال فترة التوقف الأخيرة فقط والتى جعلت الفريق يدخل لقاء الجمعة القادم بحظوظ قليلة وضغوط لا تحتمل .

أضاع السيد رئيس النادى أكثر من أسبوعين ليعلن عن استمرار محمد حلمى مدربا للزمالك بعد أن أفقده الثقة بنفسه وشكك فى قدراته عشرات المرات على شاشات الفضائيات وأسهب فى الحديث عن بدلاء له من الأجانب والمصريين وبالتالى حدث شرخا لا يمكن علاجه فى علاقة المدرب باللاعبين ووضعه تحت الضغط المستمر وتوقع الاقالة عقب أى اخفاق قادم .

بعد الاعلان عن استمرار محمد حلمى بمساعدين جدد بدأ مسلسل التجديد لباسم مرسى ومعروف يوسف الذى تابعنا منه العديد من الحلقات اليومية السخيفة التى أذيعت على الملأ والتى تنوعت بين الهجوم الشديد على اللاعبين ونعتهم بأبشع الألفاظ وبين الاشادة بهم وبعشقهم للفريق بعد توقيعهم لعقود التجديد وهنا بدأ مسلسل الاستغناء عن مايوكا وتقديم شكوى ضده للفيفا لينتهى الأمر كالعادة باستمرار مايوكا مع الفريق ولكن بعد أن خسره الفريق فى مباراة السوبر وفى باقى الموسم  لنصل إلى المسلسل الكوميدى المسمى باختيار مكان معسكر الفريق استعدادا لمباراة السوبر والذى انتقل على لسان رئيس النادى من المغرب إلى دبى إلى البحرين إلى عدة دول اوروبية إلى الجونة إلى أسوان ليستقر أخيرا فى مدينة 6 أكتوبر فى الوقت الذى أقام فيه المنافس معسكرا طويلا فى دبى قبل المباراة .

واستمرارا لمسلسل العبث ظلت مداخلات رئيس النادى  للهجوم على كوبر مدرب منتخب مصر ووصفه بالفاشل مستنزف أموال المصريين الغلابه بمثابة الوجبة اليومية الحمضانه فى العديد من البرامج الرياضية اليومية . وبحثا عن مزيد من الأضواء والميكروفونات التى توضع أمامه افتعل رئيس النادى أزمة كبيرة مع نجم الفريق شيكابالا باعلانه انتهاء علاقة الاعب بالزمالك وتحويله للتحقيق وهو ما فعله من قبل مع كل رموز النادى المتمتعين بحب جارف من جماهيره ولعلنا نتذكر مشاكله السابقة مع ” حازم إمام ” الكبير ” – ميدو – عمر جابر – محمد ابراهيم – فيريرا – فييرا – روابط المشجعين  ” فأى شخص تلتف حوله الجماهير ويصبح رمزا لها يصبح عدوا مباشرا لرئيس النادى الذى يصر ويستميت للبقاء وحيدا فى الصورة .

لن أدافع عن شيكابالا واستبعاده من قائمة اللقاء قرار فنى يتحمله المدرب ” اذا كان نابعا من داخله بالفعل ” ولكن أسرد وقائع يعلمها الجميع .

لاعب مصاب بنزلة برد حادة وزاره طبيب الفريق فى بيته مرتين وأقر بذلك وبعد شفائه قام بعملية لازالة خراج وعاد للتدريبات قبل السفر بثلاثة أيام فقط فتم استبعاده . إلى هنا يبدو الأمر فنيا للجماهير حق تقييمه خاصة وأن باسم مرسى ومعروف يوسف لم يتدربا مع الفريق الا بعد التجديد ولمدة يومين فقط قبل السفر وخاصة أن حفنى وستانلى مصابين واحتمالية عدم مشاركتهما كبيرة وأن مصطفى فتحى عائد من اصابة طويلة ولن يستطيع خوض اللقاء بالكامل فضلا عن كون شيكابالا قائدا للفريق ومجرد وجوده فيه ارباك لحسابات المنافس وكان من الممكن ابقائه فى المعسكر وعدم اشراكه مثلما حدث مع حازم امام ” الصغير ” الموسم الماضى عندما تم اصطحابه لمعسكر المباراة رغم ايقافه .

لم يكتفى رئيس النادى باستبعاد اللاعب وانما افتعل أزمة كبيرة معه ادت إلى انقسام بين جماهير الزمالك قبل المباراة بل وأحدثت شرخا فى نفوس اللاعبين المتضامنين مع قائدهم وبالرغم من فرض غرامة قدرها 100 ألف جنيه على كل من” أيمن حفنى – مصطفى فتحى – اسلام جمال ” لتضامنهم مع شيكابالا على صفحات التواصل الاجتماعى الا أن ذلك لم يمنع باقى اللاعبين من التواصل معه والالحاح على الجهاز الفنى لاستقدامه حتى دون مشاركة .

وحتى ساعات قليلة من اللقاء استمر مسلسل العبث بتأخر وصول ابراهيم صلاح إلى الامارات بسبب تصريح الجيش وكأن الجهاز الادارى للزمالك اكتشف فجأة أن اللاعب مجند ويحتاج تصريح للسفر فضلا عن استمرا التصريحات الكوميدية لرئيس النادى والتى كان اخرها أنه لن يحسم أمر سفره إلى أبوظبى الا يوم المباراة .

كل ما سبق وبعيدا عن النواحى الفنية يجعلنى أقدر أقول مبروك للنادى الأهلى قبل أن تبدأ المباراة .