قصة مصورة : جمهور المقهى قبل وبعد الهزيمة من الكاميرون

رباب طلعت

ساعتان أو ثلاث قبل انطلاق صافرة الحكم الأولى معلنة عن بدء اللقاء المصري الكاميروني، توافد جمهور الفراعنة على المقاهي الشعبية، التي استعدت لهم بالأعلام، وشاشات العرض الكبيرة، لزف العرس الرياضي المترقب بأمل، وفخر، وسعادة، لم تدم طويلًا قبل تنكيس الفرحة، وانطفاء الابتسامة، وعودة الجماهير الحزينة إلى منازلها، بعد خسارة منتخبهم الوطني، وفقدانهم لسعادة عابرة انتظروها طويلًا.

عرس رياضي تتزين له المقاهي بالأعلام لاستقبال الجماهير المتوافدين على المقهى قبل المباراة بساعتين وأكثر.

 

العلم المصري ليس فقط على واجهات المقاهي، بل على جبين العاملين فيها، فـ”مصر اليوم في عيد”، كعروس تنتظر “الزفة”.

 

 

“المشاريب” و”الشيشة” رفقاء السهرة الرياضية، وسط الأصدقاء والمعارف، فالجميع يتشاركون صف واحد يشجع الفراعنة.

 

 

مصر اليوم ليست للمصريين فقط، فالعرب أيضًا أبنائها، يشجعونها وسط “اللمة الحلوة”، فالكأس المنتظر ليس مصريًا، بل عربيًا.

 

 

دقائق تفصل الجميع عن الحدث المنتظر، الكل مستعد له، الأعلام ترفرف من قبل المباراة، و”الزمامير” متأهبة للتشجيع.

 

 

ازدحمت “القهاوي” حتى اصطف الكثيرون خارجها على الأرصفة أو الكراسي المنظمة خارجها، صفارة الحكم بدأت، واصطف الجميع، وأعينهم متعلقة بالشاشات، بدأ العرس.

 

 

حالة من الرضا تتشعب في نفوس الحاضرين، الشوط الأول مبشر، الجميع يأمل بالنصر، الابتسامات مرسومة مقدمًا، في انتظار الهدف الأول.

 

 

صافرة الحكم تعلو معلنة عن هدف الفراعنة، قلوب الجماهير ترفرف من الفرحة، يرسم الجميع علامة النصر، فالكأس مصري.

 

 

انتهى الشوط الأول بالنصر، الابتسامة تعلو وجوه الجميع، الفريق حقق نصرًا غير متوقع في وقت قياسي، المشجعون يقفون خارج المقاهي، لازدحامها، منتظرين بداية الشوط الثاني.

 

 

ترقب، وخوف، لم يستطع الأمل أن يخفيهما عن وجوه المشجعين في المقاهي، فالشوط الثاني، غير مبشر، فالفريق أدائه يتراجع، والمنافس عائد بقوة.

 

 

هدف التعادل، حزن عارم كسا الوجوه المنتظرة لأي بريق أمل من المنتخب، ولكن لاعبي المنتخب خيبوا آمالهم، فاللعب غير مبشر، ولكن مازالت الفرصة سانحة.

 

دقائق وتنتهي المباراة، شوط ثالث منتظر، هل يحسم الفوز لأحد الفريقين، أم الحل ضربات الترجيح، هدف الكاميرون الثاني، يقطع حبل أفكار الجماهير، ليحسم الأمر، المنتخب في أزمة، فلا مفر من الهزيمة، باقِ فقط، ثلاث دقائق وقت بدل ضائع.

 

 

صافرة النهاية، تحسم النتيجة، الكأس للكاميرون، والحزن للجماهير، التي لم تعلق، ولم ينظر أحد لمن بجواره، الكل قرر الانسحاب بهدوء، وترك “القهوة” بعد دفع ثمن “المشاريب”، فلا حديث يقال بعد الخسارة.