د.أحمد ياسر يكتب : السياحة العلاجية ..أمل جديد لمصر

مما لا شك فيه ان مصر تعد من أجمل وأكثر دول العالم جذبا للسياحة بما حباها الله من موارد طبيعية وآثار على مر العصور التي دائما ما تكون وجهة للكثير من السائحين حول العالم …. وللسياحة أنواع كثيرة ولكن ما يهمني أن أوجه النظر إليه هنا هو السياحة العلاجية التي في خضم اهتمامنا بالسياحة الترفيهية والأثرية لم تلق الإهتمام الكافي مع العلم بانها وجه من أوجه الأفضلية النسبية التي تقدم بالاضافة الى الترفيه والتثقيف أيضا العلاج … خصوصا في الحالات التي يتميز فيها المناخ المعتدل على مدار العام والموارد الطبيعية المتعددة المساعدة على الاستشفاء والعلاج … فتكون السياحة العلاجية هي إحدى أنواع السياحة بهدف العلاج أوالاستجمام في المنتجعات الصحية و المصحات المتخصصة أو المراكز الطبية أو المستشفيات الحديثة التي يتوفر فيها تجهيزات طبية وكوادر بشرية تمتاز بالكفاءة العالية والتي تضاهي  جميع دول العالم … وهناك دول تفوقت عن غيرها في هذا المجال سواء على مستوى العالم ككل والدول العربية خاصة … أما السياحة الاستشفائية فتعتمد على العناصر الطبيعية في علاج المرضى وشفائهم مثل ينابيع المياه المعدنية والكبريتية والرمال،  الشمس والتعرض بعض الأمراض الجلدية والروماتيزم وأمراض العظام وغيرها …

ولكن اين مصر من هذا النوع من السياحة التي تمتلك فيه كل المقومات الأساسية له … خصوصا مع التحول الأخير في قيمة الدولار التي تعتبر من أرخص دول العالم في السياحة والعلاج … لقد كانت هناك مبادرة في الترويج للسياحة العلاجية من خلال الحملة الإعلامية لعلاج مرضى فيروس الكبد سي المعروفة ” رحلة وعلاج … Tour and Cure “مستفيدين من ميزة السعر التنافسي الموجود بمصر لهذا المرض بمثيله حول العالم … والفيديو يوضح الكثير والكثير عن السياحة والعلاج … يمكننا التوسع في هذا الامر ليشمل الينابيع والشواطئ والرمال والاودية بسيوة والغردقة والبحر الاحمر والاقصر وأسوان وهناك الكثير والكثير … وهناك أيضا مستشفيات تقدم الخدمة الطبية والعلاجية على اعلى مستويات الرعاية الطبية الدولية ومعترف بها ومعتمدة دوليا وبها الكفاءات الطبية المعروفة بمهاراتها  وابحاثها حول العالم … فالطبيب المصري هو من أفضل اطباء العالم باعتراف الكثيرين اذا توفرت له الإمكانيات الملائمة للاداء …

ولتكن الشريحة التي نعمل عليها في المقام الأول هم المصريين والعرب المقيمين بأوروبا وأمريكا كشريحة جذب أولى للسياحة العلاجية … ولا يخفى على الجميع أن معظم هؤلاء المغتربين لا يتمتعون بغطاء علاجي كامل في هذه البلدان ومعظم الخدمات الطبية المقدمة لهم تكون بالصرف المباشر من أموالهم مع الوضع في الاعتبار التكلفة العالية لقيمة هذه الخدمات … وهذا ما نقدمه لهم خصوصا للحالات الاستشفائية وفي المنتجعات الصحية وأيضا الحالات العلاجية المرتبة سلفا … يمكننا تنظيم رحلة علاجية لهم لتلقي العلاج او الاستشفاء المطلوب وفي نفس الوقت ترتيب رحلات سياحية حسب المتاح من الجوار من المزارات وكم تذخر مصر بالكثير منها في كل مكان … وبحسبة بسيطة يكون جملة ما يدفعه السائح في رحلة السياحة والعلاج أقل بكثير مما كان ليدفعه للعلاج فقط في البلد الذي يعيش فيه … ومع الوقت ونضوج التجربة بمكن لهذا النوع من السياحة ان ينتشر مع إكتساب ثقة العالم في مستوي الخدمة الطبية المقدمة في مصر … إنه الأوان المثالي لنتوسع في هذا الأمر وليكن الشعار السابق “رحلة وعلاح … Tour and Cure” هو شعار المرحلة.