إياد صالح: منى زكي والشعر الأبيض 

أثناء مشاهدتي لفيلم “أسوار القمر”، وبعد مرور أقل من نصف ساعة من الفيلم فجأة بدأت اسأل نفسي عن “مني زكي” وكان السؤال متي من قبل أعجبني أداء مني زكي في فيلم؟ بدا الأمر مربك قليلًا.

فأنا من الجيل الذي تعرف علي “مني زكي” كفتاة الأحلام، فهي من يحبها محمد هنيدي في “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، ويحبها كريم عبدالعزيز في “أضحك الصورة تطلع حلوة”، وكذلك أحمد السقا في “أفريكانو”، فكان من المنطقي أن يكون الجيل الذي حضر احتفالات العالم بالألفية الجديدة مقتنع أن فتاة الأحلام هي “مني زكي”، ولكن متي كان أداء “مني زكي ” كممثلة يعجبني؟

قد تتذكر لها جملة “أن كنت جاي عشان الورث فالورث راح، وإذا زي ما بتقول عشان عمك فعمك كمان راح”، من فيلم “أفريكانو”، أو “أقولك عرفت كام واحدة عليا، نمت مع كام واحده غيري، أسماء والتواريخ من ساعة ما تجوزنا، لا مش من ساعة ماتجوزنا بس، من ثانوي، من عشر سنين” من فيلم “سهر الليالي”.. مشهد من “دم الغزال”، مشهد من “العشق والهوي”، أو حتي مشهد في “تيمور وشفيقة”. لحظات قليلة هي ماكنت أشعر فيها أن “مني زكي” ممثلة وليست مجرد فتاة الأحلام.

unnamed-3
إياد صالح

تذكرت في تلك اللحظة الخلاف والاختلاف حول قبلة أحمد السقا في فيلم “أفريكانو” كانت مع مني زكي أم مع دوبليره، أو التساؤلات حول زواجها من أحمد حلمي، أو الاعتراضات علي مشاهد لها في فيلم “أحكي يا شهرزاد” بوصفها تخلت عن الحياء وقدمت مشاهد خارجة، بالرغم أن الفيلم كان في 2009 بعد أن أرتفع سقف السينما من الإيحاءات للمشاهد الكاملة وانحسرت موجة السينما النظيفة، إذًا “مني زكي” تعامل معاملة فتاة الأحلام التي ليس من حقها أن تخرج من ذلك الإطار لأننا نريد أن نحافظ علي صورة مثالية موجودة في خيالنا وذكرياتنا.

ولكن أن كانت صورة فتاة الأحلام تطارد مني زكي من الجمهور فلماذا لا تكون هي نفس الصورة لدي صناع الأفلام، التي كانت دائمًا هي الأختيار المفضل في دور الحبيبة لبطل يصنع قصة طويلة حولها تكتفي هي فيها أن تقنعك أنها تستحق ذلك الحب ولكن ليس من الهام أن تكون لها مساحة تمثيلية لتخوض فيها مغامرة مع أداء الشخصية لتقنعك أن وراء تلك الشخصية ممثلة قوية وموهوبة.

السؤال، متي كان أداء “مني زكي” يعجبني؟ الإجابة عن السؤال كانت هي نفس سببه،  مني في فيلم “أسوار القمر” وعلي مدي ساعتين إلا قليل هما مدة الفيلم، تملئ أي مشهد تظهر فيه بأداء مختلف عن كل ما قدمته من قبل،، مني زكي لم تعد فتاة أحلام بريئة، فقد أصبحت ممثلة ناضجة وقوية، تستطيع أن تجعلك تعرف بأدائها الفرق بين علاقتها بـ “أسر ياسين” عن علاقتها بـ “عمرو سعد”، مني زكي تستطيع فقط بصوتها في المشاهد التي يلعب فيها صوتها دور الراوي أن تجعلك تتأكد أن صوت مني زكي معبر بشكل قد لا تكن لاحظته من قبل، مني زكي في فيلم واحد نجحت أن تقوم  بأداء دور فتاة عمياء، بل وفتاة تفقد الذاكرة الأثنين في فيلم واحد، مني زكي تصرخ، تضحك، تبكي، تحب، تتوسل، تهدد، تتعاطي مخدرات،ت رقص، تفعل كل مافعلته أو مالم تفعله من قبل.

كنت قد اكتفي بسعادتي بأداء مني زكي لنفسي ولحكايتي مع الأصدقاء، ولكن لفت نظري تبادل المواقع تحت عناوين “شاهد، مفاجأة، صدمة ….” – تلك العناوين الاستهلاكية التي تملئ المواقع الأن – وتحتها صورة لمني زكي والخبر يتحدث أن  مني تظهر وقد أبيض شعرها، قد تكون الصورة صادمة لمن مازال يراها فتاة الأحلام، لكن الصورة أسعدتني لأنها قد تنهي تلك الحالة من الأسر في خانة فتاة الأحلام، وتجعل الجمهور يقف أمام حقيقة أن مني زكي ممثلة من المفترض بعد هذه السنوات أن تكون واحدة من أهم ممثلات السينما المصرية، وأن الوقت قد جاء لتراها في أداور مختلفة كما كانت “زينة ” في أسوار القمر.

ومن المؤكد أن ماحدث لزينة في الفيلم سيجعل شعرها أبيض، وما فعلته “مني زكي” ما كان لولا الشعر الأبيض، وما ستفعله بعد ذلك سينطلق من نفس النقطة.. أتمني.

اقرأ أيضًا:

 شيزوفرينيا المصريين ..عن مايا خليفة نجمة البورنو اللبنانية

حقيقة فتوى مفتي السعودية عن أكل الزوج لحم زوجته  

10 معلومات عن المذيع الذي حرض على قتل ضباط الشرطة

حقيقة الشاب الأسمر المذبوح من داعش

 إنفراد أخير ..شقيق فاتن حمامة يتحدث لإعلام.أورج   

 ليس زوجها .. من يكون الرجل الغامض الباكي فوق نعش فاتن حمامة؟!     

إياد صالح: معًا لإنقاذ المجتمع من دينا الشربيني

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر فيس بوك من هنا