لماذا نجحت "ماسبيرو زمان" في منظومة فاشلة؟

حسن شرف مقالات

منذ انطلاقها منتصف العام الحالي، شهدت قناة “ماسبيرو زمان” وهي القناة التلفزيونية الأحدث في شبكة قنوات التلفزيون المصري، إقبالا كبيرًا من الجماهير، خاصة هؤلاء المهتمين بالتراث، الفن، الأدب، الأخلاق، الجمال، والرقي، وأُطلقت القناة تحت شعار “من فات ماسبيرو تاه”، في محاولة لإعادة عرض المحتوى القديم والنادر لدى التليفزيون المصري.

وبدأت القناة بثها يوم الخميس الأول من يونيو 2016 بتلاوة القرآن الكريم للقارئ الراحل محمد رفعت.

وعلى مدار الساعات التالية لافتتاحها، عرضت القناة مجموعة من المحتوى النادر والمكون من برامج وسهرات لعمالقة الإعلام المصري والعربي، حيث تابع جمهور القناة من وراء الشاشات في عام 2016، “ماما نجوى وبقلظ”، “أوتوجراف”، “كاميرا 9″، “جريدة مصر السينمائية”، “السباعيات”، “الصالون الثقافي”، فوازير “ثلاثي أضواء المسرح”، حفلات الأبيض والأسود الغنائية لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، برنامج “البيانو الأبيض” و”سينما القاهرة” وغيرها من الأعمال والبرامج التراثية.

وعلى الرغم من بساطة المحتوى بشكل تقني مقارنة بصناعة الصورة حاليًا، إلا أن وقت العرض لا تمتلك سوى أن تحبس أنفاسك وتمنع خلايا جسدك من التحرك حتى لا تُفسد عليك جَمال ما ترى.

نرشح لك – هل ينجح التلفزيون الرسمي في جذب المشاهد بـ” ماسبيرو زمان ” ؟

ومن هنا حصدت القناة الأحدث نجاحها، من نفس التركيبة التي ساهمت أو بالأحرى التي صنعت نجاح التلفزيون العربي ومن بعده بمُسماه الجديد التلفزيون المصري، حيث اعتمدت العروض بدءًا من البرامج والسهرات والدراما والمسرح على ما تم ذكره أعلاه من فن، أدب، أخلاق، جمال، رقي ومهنية حقيقية حتى وإن لم يكن يمتلك التلفزيون حينها التقنيات التي تمكنه من خلق صورة أفضل.

وكانت فكرة القناة حبيسة الأدراج، لكن مجيء صفاء حجازي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الحالية، أخرج القناة إلى النور، حيث أصرت على إطلاق القناة بعد أن استطاع الفريق المُكلف بالإعداد لها من جمع محتوى لعرض عام كامل.

وكان قد أكد أشرف الغزالي رئيس قناة النيل الثقافية والمشرف على “ماسبيرو زمان”، في تصريحات صحفية أن هدف التلفزيون المصري من بث القناة الجديدة ليس جلب الإعلانات، وبالتالي الهدف ليس ربحيًا، وإنما دور القناة قومي في الأساس، وعلى الرغم من تصريحات الغزالي إلا أن القناة الوليدة هي الوحيدة من بين قنوات التلفزيون التي يمكنها أن تُدر دخلا على ماسبيرو.

إذن ومع كل المشاكل الإدارية والمهنية التي يقع فيها ماسبيرو في الفترة الأخيرة، بات من الأحرى أن تفكر إدارته في تغيير المنظومة بكاملها أو نسفها، حيث إنهم لا يحتاجون إلى عشرات من القنوات المتخصصة وغير المتخصصة تحت مسميات غير مجدية مثل تلفزيون المحروسة الذي يضم 6 قنوات، وتلفزيون النيل الذي يضم 10 قنوات، غير قنوات التلفزيون الأساسية، وشبكة إذاعته التي تضم 17 إذاعة، هم فقط بحاجة إلى تخطيط وعمل جاد، وصناعة محتوى جديد حتى تتمكن الأجيال القادمة هي الأخرى من أن تبحث في ملفاتنا حين تريد أن تعرض محتوى لهذه الحقبة الزمنية.