ياسر أيوب يكتب: رؤية مصرية للخواجة سيفيرين

نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”

مع كل الإحترام للأوروبيين الذين كتبوا طيلة اليومين الماضيين عن أسرار وأسباب وعوامل ودوافع نجاح ألكساندر سيفيرين أول أمس رئيسا جديدا للإتحاد الأوروبى لكرة القدم .. واحترام أكبر وأعمق للقليلين الذين بذلوا الجهد وامتلكوا القدرة على تحليل فوز سيفيرين بالمنصب الكبير ومن الذى كان معه ولماذا ومتى وأين كانت الإجتماعات والإتفاقات والصفقات .. إلا أننى أمتلك سببا أو تفسيرا إضافيا لفوز سيفيرين برئاسة الإتحاد الأوروبى لكرة القدم .. وربما كان السبب الأهم والأقوى .. فهذه الإنتخابات بقواعدها ولوائحها ونظامها وشخوصها لم تكن فى مصر .. وبالتالى أصبح ممكنا أن يفوز سيفيرين برئاسة الإتحاد السلوفينى ثم الأوروبى لكرة القدم رغم أنه أبدا لم يكن فى أى يوم مضى لاعب كرة ..

كان لاعب كاراتيه ويهوى سباقات الراليات للسيارات والدراجات النارية .. أوروبا كلها .. الفاشلة والمتخلفة .. تمنح أحد المحاميين حق وشرف إدارة شئون لعبتها الأولى والأشهر والأغنى .. ونحن هنا لا نزال نشترط ألا يدير اتحاد الكرة فى بلادنا إلا الذين لعبوا كرة القدم حتى لو جاءوا بشهادات غير صحيحة تفيد ممارسة هذه اللعبة .. فهم هناك فى أوروبا لا يضعون مثل هذه الشروط ولا يستندون إليها فى الإختيار .. فليس من المهم أن يكون الإنسان مارس الكرة أو لم يمارسها .. له تاريخ رياضى أو لا يملك سيرة ذاتية رياضية .. الأهم أن يكون قادرا على الإدارة ويملك الفكر اللازم للتطوير والتغيير والإستقرار والنجاح .. كما أن سيفيرين .. المجهول والمغمور .. لم يكن لينجح لو أقيمت هذه الإنتخابات فى مصر لأننا لا نحب هؤلاء القادمين من بعيد .. نخاف من أى وجه أو اسم جديد .. نرفض أى فكر جديد .. نهوى دائما البقاء داخل دوائر نفس الوجوه والأسماء التى اعتدنا وجودها وباتت هناك بيننا وبينها ونس وألفة وعشرة لا تهون إلا على أولاد الحرام .. وقد نجح سيفيرين لأنه صاحب فكر جديد ..

وتجربة جميلة فى الإدارة حين تولى رئاسة الإتحاد السلوفينى لكرة القدم ونجح فى غعادة تنظيم شئون الكرة فى بلاده ووضع أنظمة جديدة وعادلة سواء للإدارة أو الرعاية وحقوق البث التليفزيونى محافظا على حقوق الأندية الصغيرة فى بلاده دون اضطرار لأى تعسف مع الأندية الكبيرة والشهيرة .. تجربة أقنعت دول أوروبية كثيرة صغيرة بأن تقف وراء هذا الرجل أملا فى تكرارها فوق خريطة أوروبا كلها .. هذه الدول لم تكن كأنديتنا الصغيرة التى لم تقرر أبدا من قبل أن تقف خلف من يمثلها ويتحدث بصوتها ويدافع عن حقوقها .. وعلى الرغم من أن سيفيرين جاء ليخلف النجم الكبير ميشيل بلاتينى المتهم بالرشوة والفساد .. إلا أن سيفيرين أكد بعد انتصاره اعتزازه بكل ما قدمه بلاتيى للكرة الأوروبية وأنه مهما كانت الغتهامات سيبقى نجما كبيرا له إسهاماته التى ليس من اللائق نسيانها وتجاهلها .. احترام حقيقى متبادل رغم كل خلافات الرأى والرؤية .. لأن خلاف الرأى عندهم لا يتحول لحرب كل شىء فيها مباح ويجوز الإغتيال المعنوى لآخرين دون أى تردد أو موانع أخلاقية.