قناة العربية تحذف لقاءها مع "غولن" بعد ساعات من عرضه - E3lam.Com

حذفت قناة «العربية» السعودية، المقابلة الخاصة التي أجرتها مع الداعية التركي فتح الله غولن، وحذف موقع القناة على شبكة الإنترنت نص الحوار الذي نشرته ومقطع الفيديو على «يوتيوب» بعد ساعات من عرضه.

 
وكان عدد من النشطاء الموالين لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، قد هاجموا القناة بسبب هذه المقابلة، واعتبروها تسيء من خلالها إلى العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية، وردد البعض أن هذا الهجوم هو سبب الحذف، لكن القناة لم تفصح حتى الآن عن السبب.

 

“غولن” كان قد صرّح خلال المقابلة “المحذوفة” بأن هناك دولاً – ذكرها بالاسم – عرضت عليه الإقامة فيها سابقاً، معلناً أنه سيحاسب كل من يثبت تورطه من حركة الخدمة في محاولة الانقلاب، لكنه أشار إلى أن بعض القوميين المتشددين يقفون وراء الأحداث في البلاد.

 

وأوصح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أضر بالديمقراطية وبالنظام الجمهوري، وبعلاقات تركيا الخارجية، ومع الاتحاد الأوروبي وبمكانة تركيا في حلف النيتو،  كما أنه أساء إلى سمعة تركيا في العالم الإسلامي، ولم يكن له أي أثر إيجابي في فترة حكمه الأخيرة، لكن لا يزال هو وحزبه يصرون على السير في هذا النهج السلبي الخاطئ، ويظنون أنهم بهذا يمكنهم تحقيق نتائج مُرضِية،لكن ليس بإمكانهم أن يغيروا الرأي العام العالمي بهذه الأفعال، فقد ولدت هذه السلبيات والأخطاء المتوالية دوائر مفرغة يستحيل أن تتمخض عن نتائج إيجابية.

 

أكّد “غولن” أنه تصله أخبار من تركيا لكن من الصعب التحقق منها، مضيفاً أنه يبدو أن بعض القوميين المتطرفين هم من يقفون وراء هذه الأحداث، وكانت السلطة على علم مسبق بها بدليل الموقف الذي سارعت إلى إبدائه ليلة الانقلاب، وهناك حديث حول ضلوع القيادي اليساري المتطرف دوغو برينتشيك في هذه الأحداث، لافتاً إلى أنه إذا كان هناك متورط في محاولة الانقلاب من المتدينين أو ممن يدّعي تعاطفَه مع الخدمة، فهو ضحية للخديعة والتغرير، دفعه القوميون المتطرفون للواجهة، وشجّعوه على المشاركة في الانقلاب موهمين إياه بأن خروجه من أجل الديمقراطية، وأن كل شيء سيكون جيداً. قد يكون بعض المغفّلين السذّج انخدعوا بهم، قائلاً “إنْ حدث هذا، فإني لن أسامحهم وسأحاسبهم أمام الله عز وجل”.

 

في نفس السياق، أكّد أنه لا يمكن التسامح نهائياً مع أي انقلاب على الديمقراطية، فهو لم يسوّغ ذلك، ولن يفعل ذلك أبدا،لكن قد يكون بينهم بضعة أفراد تم خداعهم، مشيراً إلى أن المسألة معقدة، فحين ننظر إلى طبيعة السيناريو، سارعت القيادة الحالية بعد ساعتين من الانقلاب باتهام جهة معينة بهذه الجريمة، وذكروا أن منفذيه من أتباع هذه الجهة، وباشروا باعتقال الآلاف، لذلك من الواضح أنهم هم من دبروا هذا السيناريو من أجل تقوية سلطاتهم، قائلاً “لقد قاموا بما سبقهم به هتلر في ألمانيا ولينين في روسيا.. لقد أجازوا لأنفسهم القيام بهذا بمنطق ميكيافيلي من أجل بناء سلطنتهم”.