كيف سيطرت روح المسرح على "أفراح القبة" ؟ - E3lam.Com

فاتن الوكيل

لا يهم الأعمال الاستثنائية، اجتماعها في موسم درامي واحد، مع عدد كبير من المسلسلات الأخرى، والأجمل ألا تكون هذه الاستثنائية مستندة إلى عوامل مكررة، مثل تجميع عدد كبير من النجوم والاعتماد على ذلك في تسويق المسلسل وفقط، لكن أن يكون هناك “خطفة” ما يجذب بها المسلسل المشاهد والنقاد، وهو ما ينطبق على مسلسل “أفراح القبة”.

الروح المسرحية التي سيطرت بشدة على العمل، قدمت بعمق وسلاسة، فالمشاهد يمكن أن يندمج مع الحالة ليتخيل نفسه قابعًا في بؤرة الضوء المسلطة على كل شخصية تصعد على الخشبة، كاشفة عيوبها أمام نفسها، لا مجال للكذب على المسرح، حتى وإن كانت جميع الروايات ماهي إلا أكاذيب، لنلاحظ أن المسرح هو ضمير الشخصية التي تصعد عليه، لتنفس عن همومها.

“أولاد نادية”، كما عرفوا في المسلسل، من بين هؤلاء النجوم الذين برعوا في الأداء المسرحي خلال المسلسل، وهما إياد نصار وجمال سليمان، الأخوين من الأم كما أظهر المسلسل (لا الرواية)، حيث كان لهما النصيب الأكبر من هذا الأداء المسرحي، الذي يمكن مشاهدته والتمتع به حتى بمعزل عن أحداث المسلسل.

الحلقة العاشرة من “أفراح القبة”، من أكثر حلقات الدراما تميزًا خلال هذا الموسم، وربما لمواسم قادمة، لم نشاهد هذا الكم من المشاعر، والأداء والرمزية وعمق الحوار منذ فترة طويلة، المسرح المأساوي يعود من جديد، لكن من خلال شاشة التلفزيون.

تبدأ الحلقة بـ”سرحان الهلالي” الذي يصطحب صديق عمره “طارق رمضان”، إلى مكتبه، عقب الانتهاء من جنازة تحية “منى زكي”، محاولًا أن يُنسيه آلام الفراق، لكنه سرعان ما يسقط معه في ذكريات الماضي، ويجدا أنفسهما داخل نقطة الضوء أعلى المسرح، يحاولان أن يدمجا مأساة حياتهما، بمأساة هاملت التي عشقا المسرح من خلالها.

أجاد القائمون على العمل، اختيار حوار “هاملت”، ليُصبح في بعض المشاهد هو الحوار الرئيسي، يستحسر من خلاله طارق رمضان وسرحان الهلالي على حالهما، كيف كانت الأحلام، وماذا أصبح الواقع، يمتزج حزن طارق رمضان على موت تحية، بغضبه منها لزواجها من “عباس يونس”، ليصبح حوار هاملت عن أمه الخائنة التي تزوجت من عمه، موجها لها.

يتنقل الحوار بين الماضي والحاضر، بين الحزن على موت تحية، والحزن على فراق الأم، أحلام الصبا بأدوار البطولة، ومأساة الواقع بأدواره الثانوية، وبين الماضي والحاضر، يربط حوار هاملت بين المشاهد، ويساعد التصوير والإخراج على تعميق هذه الحالة.

وبالرغم من أن المسلسل استخدم المسرح، ليكون منفذًا تكشف الشخصيات من خلاله عما بداخلها، مثلما فعلت حليمة “صابرين”، وهي تشكو “ابن الأكابر” له، وحلمت فُتنة “كندة علوش”، بحقيقتها الضعيفة وهي واقفة عليه، بالرغم جبروتها الواضح، إلا أن أداء إياد نصار وجمال سليمان المسرحي، كان الأوضح والأجمل على مدار أحداث المسلسل.

نرشح لك

بالفيديو : أحمد الطيب يعود على هذه القناة

التفاصيل المتوقعة لنهاية مسلسل “الأسطورة”

القائمة الكاملة لنجوم مهرجان إعلام.أورج – رمضان 2016

شارك واختار .. من الممثلة الشابة الأكثر جاذبية في رمضان 2016؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن