الحكم على "دويتوهات الفنانين" في إعلانات رمضان

إسراء النجار

اعتاد الجمهور من قبل على الظهور القليل للفنانين في الحملات الإعلانية خاصة الرمضانية، تطبيقًا لمقولة إن الإعلانات تحرق الفنان وتجعله يفقد بريقه، ولكن هذه المقولة أصبحت في طريقها للتلاشي في إعلانات رمضان 2016، بسبب ظهور كم كبير جدًا من الفنانين سواء بشكل فردي أو ثنائي أو جماعي، جعلت بعض الفنانين لا يحرقون أنفسهم فقط بل يحرقون الإعلان معهم، خاصة إذا كان ظهورهم متكررًا وغير مدروس ولأهداف مادية فقط، لذا أصبحت الإعلانات تشكل خط موازي للدراما وصار بعض الفنانين غير الموجودين في مسلسلات رمضان يحرصون على الظهور في الإعلانات حتى لا يغيبون عن عين المشاهد.

في هذا الإطار برزت بشكل خاص ظاهرة ثنائيات الفنانين في إعلانات رمضان 2016، وهو ما نرصده في السطور التالية.

أكرم حسني وأحمد فهمي

شارك الإعلامي الساخر أكرم حسني والفنان الكوميدي أحمد فهمي في الحملة الإعلانية التي أطلقتها شركة “أورانج”، بعنوان “من المدفع للمدفع”، وحاولت الحملة ترسيخ مفهوم عنوانها وهو أن الصائم في حاجة لباقات “أورانج” كي يعدي يومه من مدفع الإمساك لمدفع الإفطار.

تلقائية وعفوية “فهمي” وروح “حسني” الساخرة ظهرت بوضوح في هذه الحملة، وإن بدا الثنائي كأنه ينفذ إعلان مكتوب بغض النظر عن محتواه، فنجد المقطع الإعلاني الذي جاءت كلماته على لحن أغنية “زحمة يا دنيا زحمة” للفنان أحمد عدوية، باهتة ولا تليق مثلًا باحتراف “حسني” الموهوب –هو وفريق عمله- في تركيب الكلمات الساخرة على ألحان الأغاني، في برنامجه “أسعد الله مسائكم من جديد”.

أما المقطع الثاني للإعلان الخاص بـ”الكرة” جاء منفصلًا عن هدف الحملة، لأنه قدم ألعاب الكرة الجماعية التي يعتمد عليها الشباب لتمضية يومهم وهي بعيدة عن فكرة العزلة أو الزحمة التي قد تضطر الصائم لتسلية يومه من خلال باقات “أورانج”، أما المقطع الأخير للحملة الذي استغل لحن أغنية “طاير يا هوا” للفنان محمد رشدي يعد الأفضل من حيث تنسيق كلمات الأغنية على لحن “رشدي”، الذي تذكره المشاهد ونسى الإعلان.

وبشكل عام يعد اختيار وجهين محببين إلى عين المُشاهد مثل فهمي وحسني، ذكاءً من القائمين على الحملة.

أحمد عز وماجد الكدواني

الحملة الإعلانية التي قدمها الفنانان أحمد عز وماجد الكدواني، لصالح أحد المشروعات السكانية في منطقة التجمع الخامس “ماونتن فيو”، جاءت مختلفة من حيث فكرة التصوير في فرنسا على اعتبار أن أبنية وكافيهات “ماونتن فيو” مصممة على الطراز الفرنسي ولكن “وسط ناسنا الطيبين”، وبالمناسبة رغم أن الحملة لا تمثل المتفرج العادي في شئ إلا أنها كانت الأقل طبقية وسط إعلانات التجمعات التي أرادت إقناع المشاهد بضرورة الابتعاد عن وباء الناس والاعتزال في أماكن مصنوعة خصيصًا لراحته.

وحاولت مقاطع الحملة الإعلانية استمالة العقل بالإجابة على كافة التساؤلات التي قد تشغل بال مشاهد “الكمبوند” من حيث توفير بحيرات التنزه ومولات التسوق والمسارح والسينمات التي لا تقل عن “شياكة” باريس، ولكن الفارق –وهنا الاستمالة العاطفية- أن مدينة icity من “ماونتن فيو” ستجعل المشاهد قريب من أهله وأصدقائه، وبالتالي فإن الحملة تم تنفيذها على مستوى مدروس وتحقق الهدف منها ولكن ماذا عن ظهور “عز” و”الكدواني”؟

كالعادة ماجد الكدواني لديه حضور طاغ ويجذب المشاهد بلتقائيته وخفة دمه غير المصطنعة، وربما كان عنصر الجذب الوحيد في الإعلان، أما “عز” يتقمص كعادته دور “الفهلوي” الذي يفهم في كل شيء، ولم يختلف في طريقة تقديمه للإعلان عن أدوار قدمها من قبل، وتظل طريقة سخريته وإلقاء “الإفيه” تقليدية ولاتحمل حضورًا كافيًا.

حسن الرداد وأحمد فتحي

اعتمدت الحملة الإعلانية لجبنة “عبور لاند” بتوقيع “الرداد” و”فتحي” على ظهور فنانين لديهما حضور وخفة دم فقط، دون أي ابتكار أو تقديم أفكار مختلفة، وهو ما جعل الحملة في النهاية مجردة من المتعة أو حتى التذكر اللحظي، فينسى المشاهد الإعلان بمجرد أن يمر عليه.

أما عن فكرة الإعلان ذاتها وهي نزاع “الرداد” و”فتحي” على علبة جبنة “عبور لاند” لم يخلق لها مبرر واضح خاصة في المقطع الثاني للحملة، الذي يوجد فيه بجانب “فتحي” كثير من “علب الجبنة” بينما يخضع هو لسلطة “الرداد”! وبالمثل المقطع الثالث مساومة “الرداد” لـ “فتحي” بأن يعطيه “عبور لاند” مقابل أن يتنازل عن “الشورت” الخاص به.. ما الداعي لها وفقًا للإعلان الذي لم يصدّر لنا سوى شعار الحملة: “طعم الجبنة الأصلي”!

شيكو وهشام ماجد

ترسخ حملة EG بنك التي ظهر فيها الفنانين شيكو وهشام ماجد، لفكرة الظهور الشكلي للفنان باعتباره عنصر جذب كاف لإنجاح أي حملة إعلانية بغض النظر عن محتواها، وتشير أيضًا إلى استسهال بعض الفنانين في الظهور الإعلاني لاعتبارات مادية فقط!

والغريب أن مقاطع الحملة الإعلانية للبنك لم تستغل ظهور فنانين محبوبين ولو حتى من خلال الصوت، فظهرا كأنهما مجرد “كومبارس” يتحرك أحدهما ويحمل صفة “سهل” هو هشام ماجد، والآخر “صعب” هو شيكو، في مقارنة بينهما لإبراز تسهيلات البنك، ولولا أن وجهيهما مريحان وجاذبان لعين المُشاهد، كنا سنقول إن الأفضل عدم الاستعانة بهما من الأساس والاكتفاء بأي موديل إعلانات لأنها لم يمثلا أي إضافة.

خالد الصاوي وكندة علوش

مشاركة الفنان خالد الصاوي في إعلانات التجمعات السكنية مؤخرًا، كان لها وقع مختلف على جمهوره، فالبعض اتهمه بالتناقض لأنه ينادي دائمًا بالعدالة الاجتماعية، وهذه التجمعات الجديدة تستفز مشاعر الفقراء وتسخر من احتياجاتهم البسيطة، لكن تصالح “الصاوي” مع نفسه جعله يعلن من قبل -بصراحة- أنه شارك في الإعلان بسبب مرضه واحتياجه للانفاق عليه.

“الصاوي” كرر التجربة مع الفنانة كندة علوش رمضان الحالي من خلال إعلان كمباوند “ذا جيت”، مشيرًا -في حوار له قبل أيام قليلة مع الإعلامي وائل الإبراشي- إلى أنه ليس من العيب أن يستثمر الفنان نجوميته لتوفير أموال تحترم شيخوخته في المستقبل طالما لا يقتنص هذه الأموال من “بطن المواطن”.

بناءً على كل ذلك، نقول إن تقييم إعلان “الصاوي” كعمل فني بالنسبة للمشاهد يفقد مصداقيته من اللحظة الأولى بسبب خلفية الصاوي السياسية، وذلك مع احترام حق الفنان في تأمين ظروفه بطريقة مشروعة لا تنال مع أحد، ولكن العقد العاطفي والإنساني الذي يربط فنان مثل خالد الصاوي بجمهوره من خلال أعماله وحوارته عن ضرورة تطبيق النظام الاشتراكي، كان يحتم عليه ألا يشارك سوى في إعلانات تتوافق مع هويته السياسية والصورة التي يصدقها جمهوره. ولذلك نقول أيضًا إن الاعتماد على الصاوي في تلك الإعلانات اختيار سيئ من القائمين عليها.

وأمام الفنانة الجميلة كِندة علوش لا يسعنا إلا أن نستمتع بِطلّتها خفيفة الظل دائمًا، وهي هنا اختيار جيد لأنه تشكل ثنائيًا جيدًا مع الصاوي، فإن كان لا بد من خالد الصاوي لتلك الإعلانات، فالأصلح للظهور أمامه هي الفنانة السورية التي شاركته من قبل بطولة أكثر من مسلسل.

نرشح لك

الكاميرا الخفية “إنسانية” لأول مرة في “الصدمة”

بالصور: فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج

تعرف على أظرف أم في إعلانات رمضان

شارك واختر.. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ اضغط هنـــابنر الابلكيشن