وعد مي عز الدين ..شخصيات مسهوكة وقصص مستهلكة


هبة سمك

ليس بلغة الأرقام وحدها، نستطيع قياس نجاح الأعمال الدرامية من فشلها.. فمسلسل “وعد”، الذي تقوم ببطولته الفنانة مي عز الدين هذا العام في رمضان، ربما يكون قد نجح في تحقيق نسب مشاهدة جيدة، يمكن البرهنة عليها، بعدد الإعلانات الكثيرة، التي يحملها المسلسل بين فواصله المتكررة.

لكن السؤال الأهم: ما الجديد الذي قدمته “وعد”، ليجعل المسلسل في حلبة المنافسة الرمضانية مع باقي الأعمال الدرامية، ويجعلني أنا كمشاهد حريص على استكمال حلقاته حتى كلمة النهاية؟

(1)

قصة درامية مستهلكة

مرت 17 حلقة، حتى الآن، ولم يقدم المسلسل أي جديد في قصته، بل جاءت كل الأحداث مكررة، والمشاهد والانفعالات وردود الأفعال التي تقدمها مي عز الدين ما بين الفرح، والحزن، والخجل، والعصبية أصبحت تقريبا تقليدية، وواحدة في كل أعمالها.

بالفلاش باك “وعد” مشكلتها بدأت من أول حلقة………. السبب : إصرار زوجها الطبيب “سليم” على إجراء عملية جراحية عاجلة لأحد المرضى، فطلب منها تأجيل رحلتهم الترفيهية إلى تايلاند.

“وعد” أصرت على السفر بمفردها لتايلاند وهناك قابلت “يوسف” وحبته……… السبب : يوسف شاب ” كول” يعشق الحياة، يكسر الروتين على عكس زوجها “سليم” .

“وعد” عادت فجأة إلى مصر…….. السبب : تأنيب الضمير، والصراع الذي تعيش فيها ما بين حبها ليوسف، وإخلاصها لزوجها سليم
-“يوسف” يترك كل أعماله في تايلاند …….. السبب: عاد للبحث عن “وعد”، ليكتشف إنها متزوجة، لكنه يصر على مطاردتها لاقتناعه بحبها له.

(2)

“سهوكة” مراهقين

في الغالب من حرص على استكمال مشاهدة حلقات المسلسل إلى الآن، هو إما جمهور المراهقين، الذين وجدوا من مشهد “المفاجأة” حينما أصر يوسف على شراء فستان كانت “وعد” من الممكن أن تموت إذا لم تحصل عليه، قمة الرومانسية بين الحبيبين، وينتظرون مزيدا من المشاهد الحالمة حتى ولو كانت “محنطة”، وليس فقط مكررة.

وإما جمهور “أسود في ظهر البرنسيسة” تلك المجموعة من الأولتراس، التي تدعم الفنانة مي عز الدين، على صفحات التواصل الاجتماعي، ويتبادلان كلمات التودد، والحب، وهى المجموعات نفسها التي احتفت بمشهد التحدي بين “وعد”، وبين “يوسف”، بأنها تستطيع أن تشرب زجاجة نبيذ دون أن تسكر، ولكنها تبدأ في التصرف بـ “هبل” وتصعد على المسرح لترقص، وينتهي المشهد باعتراف “وعد” بحبها لـ “يوسف”، وعندما تستيقظ في الصباح تشعر بهول الصدمة!!!!!

(3)

مي عز الدين “ترزي” وعد

المتابع بدقة لتفاصيل المسلسل سيلاحظ وكأنه فُصل على مزاج مي عز الدين، والدليل:

1- هناك صداقة قوية وواضحة بين الفنانة مي عز الدين، وبين المذيعة -قبل الفنانة- هند رضا، تلك الصداقة تُرجمت إلى الآن بثلاث مسلسلات متتالية شاركت فيهم. وللصدفة السخفية قامت في اثنين منهم بدور واحد وهو “الصديقة” لمي عز الدين، وهما “حالة عشق-وعد”، أما الثالث فكانت صديقة أيضا لكن للفنانة كندة علوش التي شاركت مي بطولة مسلسل “دلع بنات”.

2- مي عز الدين هي من اختارت اسم مسلسلها، حيث كشفت أنها أخذت الاسم من ابنة أحد أصدقائها.

3- بحسب تقرير نُشر على موقع مجلة الشباب، قالت مي عز الدين، إنها تفضل اختيار بعض الممثلين الذين ترتاح في العمل معهم، لمشاركتها في أعمالها الجديدة، لذا اختارت مجموعة من الممثلين والممثلات في “وعد”، شاركوها في بعض أعمالها السابقة منهم حازم سمير، ملك قوره، رنده البحيري، وسهر الصايغ.

4- في حوار آخر مع جريدة الوطن، كشفت مي أنها صاحبة فكرة المسلسل، لكنها رفضت ذكر اسمها على تتر المسلسل.

(4)

أنماط لشخصيات تقليدية

نمط الجد المتمسك بالتاريخ، والعادات والتقاليد، ويتطلع أن يكون حفيده قاضيا، أو مستشارا مثله، بصرف النظر عن طموحات حفيده الذي يرغب في إنشاء فرقة موسيقية.. وهي الشخصية التي يقدمها “حسن حسني”.
نمط دكتور الجامعة الساذج، لأنه من الفلاحين.. وهي الشخصية التي يقدمها الفنان “حسام داغر”.
نمط الأم صاحبة الأتيله، التي تقع في حب شاب يصغرها في السن، فتتزوجه وبعد فترة يخونها مع فتاة شابة مثله.. وهي الشخصية التي تقدمها الفنانة “كارمن لبس”.

(5)

يوسف ووعد VS عمر وسلمى

بمجرد أن تشاهد حالة الشد والجذب التي تجمع “وعد”، بحبيبها “يوسف”، تلك الشخصية التي يقدمها أحمد صلاح السعدني، سيأتي سريعا في الذاكرة قصة فيلم عمر وسلمى في جزئه الأول، فيقترب السعدني كثيرا من شخصية تامر حسني في الفيلم، تلك الشخصية المرحة، متعددة العلاقات النسائية، والذي تنقلب حياته رأسا على عقب بعدما يشاهد “سلمى” في الفيلم، أو “وعد” في المسلسل.

صرحت مي عز الدين أنها اختارت “وعد” لأنها قصة رومانسية مختلفة عن ما قدمته في أعمالها الدرامية السابقة، لكن لم تنجح في اختيار قصة مختلفة، تجعلك كمشاهد تشعر بحالة حب جديدة، فعلى الرغم من أن قصة حب “إم إم وعرنوس” في مسلسل “السبع وصايا” في 2014، وقصة حب “هانيا وعلي الروبي” في مسلسل “تحت السيطرة” عام 2015، لم يكونا قصص حب رئيسية تتمحور حولهما الأحداث، إلا أنهما خلقا حالة مختلفة جذبت المشاهدين، وأصبحا محور حديث السوشيال ميديا وقتها، أما عن رومانسية “وعد” فأعتقد أن هناك الكثير من يجهل بوجود مسلسل تقوم ببطولته مي عز الدين في رمضان هذا العام.

نرشح لك

أبو تريكة: هؤلاء اللاعبون ساندوني بعد التحفظ على أموالي

محمد عبد الرحمن يكتب: الجمهور لا يرحم

شارك واختر.. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن