محمد الباز يكتب: لماذا يخاف مشايخ الأزهر من أى تفسير عصرى للقرآن؟ (القرآن فى مصر 3)

نقلا عن  البوابة

لم تكن كتابة المصاحف بالطريقة القديمة، هى المشكلة الوحيدة التى تشكل عائقا أمام التواصل مع القرآن الكريم، وتمنع عامة المسلمين من التعاطى معه بسهولة، وقراءته بيسر.

كانت هناك مشكلة أخرى، رصدها رجاء النقاش فى إفتتاحية عدد الهلال الذى صدر فى ديسمبر 1970.

برغبة لا سوء وراءها ولا فيها، يقول النقاش: “هناك عقبة أخرى هى انعدام وجود تفسير عصرى سهل للقرآن، ونحن بأشد الحاجة إلى مثل هذا التفسير الذى يجعل القرآن ميسورا فى قراءته بالنسبة لأى شاب من شبابنا بدون الرجوع إلى مراجع عديدة معقدة.
كما أن مثل هذا التفسير هو وحده الذى يستطيع أن يحرر القرآن من الخرافات التى تسربت إلى التفسيرات القديمة، مثل تفسير البرق بأنه صراع بين ملائكة الخير وملائكة الشر، أو ما إلى ذلك من الأفكار القديمة التى يقدم العلم المعاصر بديلا واضحا لها قائما على المعرفة الصحيحة بظواهر الأمور الطبيعية والإنسانية”.

فى نفس العدد التاريخى من مجلة الهلال، وعلى بعد صفحات قليلة من افتتاحية رجاء النقاش، كتب إبراهيم عامر ( أحد كتاب المجلة) مطالبا بضرورة وجود تفسير تاريخى إجتماعى عصرى للقرآن الكريم.
لم يطلق كاتب الهلال دعوته فى الهواء، بل وجهها إلى الأزهر رأسا، فهو يعتبر أن مؤسسة الأزهر العريقة كانت دائما مصدرا رئيسيا من مصادر تجديد البحث وتبادل الأفكار، ولذلك دعاه بأن يقوم بالمهمة كاملة، مهمة تقديم تفسير القرآن تفسيرا تاريخيا اجتماعيا عصريا.

كل ما معنا حتى الآن مجرد عنوان.

أما التفاصيل فهى كما يلى كما سجل الكاتب.
يقول: “مثل هذا التفسير الاجتماعى التاريخى يمكن أن يكمل التفسيرات العديدة الموجودة حتى الآن، ويمكن أن يعمق الوعى بالتراث الدينى فى ذاتيتنا القومية المعاصرة، ويمكن أن يقرب الفكر المعاصر والعصرى إلى الفكر الإسلامى، ويفتح باب حوار خصب بين الفكر الإسلامى والأفكار المعاصرة الراهنة كالوجودية والماركسية والبنيوية، ويمكن أن يكون بداية لحركة تقدم دينى جديدة تخلق حلقة رئيسية من حلقات روابط ذاتيتنا القومية”.
****
يمكن أن أتوقف هنا قليلا، فأغلب الظن أن الأزهر لم يستجب إلى هذه الدعوة.
ليس لدينا فيما أعرف تفسير قدمه أحد من رجال الأزهر فى هذا السياق، ولا شيء غريب فى هذا على الإطلاق، فكيف لكاتب مهما بلغ خياله أن يتصور حوارا بين الأزهر والأفكار الجديدة – وقتها بالطبع – مثل الوجودية والماركسية، فالأزهر ورجاله يتعاملون مع أى وكل فكرة خارج الإسلام على أنها فكرة كافرة، لا يتحاورون معها إلا من أجل إثبات كذبها، فلا أفق لديهم تتعايش فيه الأفكار، ولا مساحة تتجاور فيها الديانات المختلفة، ولا دار يسكنها الآلهة دون أن يدفعوا أتباعهم إلى القتال باسمهم.
****
أعود مرة أخرى إلى الدعوة لتفسير تاريخى اجتماعى للقرآن.
يعترف كاتب الهلال أن التفسير الذى يطالب به قام بمثله وبقدر كبير من العلمية بعض الباحثين فى الإسلام من المستشرقين، ومن أبرزهم الفرنسى مكسيم رودينسون فى كتابيه “محمد” و “الإسلام والرأسمالية”، إلا أن هذه المحاولات تظل مهمة إلا أنها غير مكتملة، ما لم يتصدى لها رجال الإسلام فى المنطقة التى شهدت بزوغ فجره، ولا تزال تعيش تعاليمه فى أغلبها، وتحفظ تراثه.

يحدد كاتب الهلال إبراهيم عامر المسئولية بوضوح فى دعوته لتفسير اجتماعى تاريخى للقرآن.
يقول: “لا أعتقد أن مهمة <تعصير> الإسلام تقع على عاتق أحد مثلما تقع على عاتقنا، نحن المقيمون فى المنطقة التى ظهر فيها هذا الدين، وشهدت الثورة المحمدية فى الجزيرة العربية ضد سيطرة الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية على السواء”.
كانت هناك دوافع خارجية لهذه الدعوة.

فكما يرى الكاتب أنه فى الوقت الذى نشهد فيه حركة إحياء لليهودية، وحركة تجديد للمسيحية الكاثوليكية والبروتستانتية، بل والأرثودكسية معا، وتجرى فيه محاولات بعضها مشبوه لربط جميع المؤسسات الدينية بعضها ببعض، فإن من الضرورى على الإسلام أن يجدد صورته أمام أعين العالم، وأن يحدد مكانه بوضوح فى حركة التطور، وأن يطور معناه.

يرفع كاتب الهلال عن نفسه الحرج، ويقدم لنا أسباب دعوته إلى تفسير عصرى للقرآن، مستندا على خلفية اجتماعية وتاريخية.
فهو يرى أن لكل دين جانبه الروحانى الذى لا يفسره إلا الإيمان، لكن لكل دين أيضا جانبه الدنيوى المادى الذى يستلزم تفسيرا طبيعيا تاريخيا اجتماعيا.

القرآن هو التجسيد الأكبر للدين الإسلامى، فمنه كل شيء، وفى إجمال غير مخل، فإن للقرآن فى تصور كاتب الهلال معنيين أو دلالتين.

الأولى أنه مجموع كلام الله المنزل على نبيه ورسوله محمد بن عبد الله، والذى دون فى فترة لاحقة فى المصحف.

الثانية أنه الدستور الذى يتضمن مجموع مبادئ وقواعد تنظيم كل حياة المسلمين، الحياة الإقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والعقائدية، كما ينظم قيمهم الأخلاقية ومعايير العلاقات فيما بين بعضهم البعض.
على المستوى الإيمانى تم تفسير القرآن الكريم بشكل كامل، لكن من وجهة نظر كاتب الهلال فهو يظن أن القرآن لم يفسر بدلالته الثانية بما يكفى.
******
لا يمكن أن أستسلم لذلك بالطبع.

ففى المكتبات العربية تفاسير فوق الحصر، ويمكن أن تعود إلى “الموسوعة القرآنية المتخصصة” لتعرف أن تفاسير القرآن الكريم الممتدة عبر التاريخ تم تأسيسها على عدة اعتبارات.

فهناك تفاسير طبقا للمصادر التى تستقى منها ما تذهب إليها، والمصادر عديدة منها المأثور والرأى محمود أو مذموم، وهناك تفاسير طبقا للتوسع والإيجاز، ثم تفاسير من حيث عموم موضوعات التفسير.

ليس عليك الآن إلا أن تعدد معنا ما يمكنك أن تعتبره مكتبة كاملة للتفاسير القرآنية التى يعرفها المسلمون، وهى:

“جامع البيان عن تأويل القرآن”… لابن جرير الطبري، “بحر العلوم لأبي الليث”… نصر بن محمد السمرقندي، “معالم التنزيل”… لأبي محمد الحسن بن مسعود البغوي، “المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز”… لأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية، “تفسير القرآن العظيم”… لأبي الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير، “الجواهر الحسان في تفسير القرآن”… لأبى زيد عبد الرحمن بن محمد الثعالبي، “الدر المنتور في التفسير بالمأثور”… للحافظ جلال الدين بن أبي بكر عبد الرحمن السيوطي، “فتح القدير”… لمحمد بن علي الشوكاني، “أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن”… للشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، “الكشاف عن حقائق التنزيل”… للزمخشري، “مفاتيح الغيب”… لفخر الدين الرازي، “الجامع لأحكام القرآن”… للقرطبي، “روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني”… للآلوسي، “التحرير والتنوير”… لمحمد الطاهر بن عاشور، “محاسن التأويل”… القاسمي، “مفاتيح الغيب”… فخر الدين الرازي، “أنوار التنزيل وأسرار التأويل”… القاضي عبد الله بن عمر البيضاوي، “مدارك التنزيل وحقائق التأويل”… أبي البركات عبد الله بن أحمد النسفي، “لباب التأويل في معاني التنزيل”… علاء الدين علي بن محمد الخازن، “البحر المحيط”… محمد بن يوسف، الشهير بأبي حيان، “غرائب القرآن ورغائب الفرقان”… نظام الدين بن الحسن النيسابوري، “تنزيه القرآن عن المطاعن”.. القاضي عبد الجبار المعتزلي، “الكشاف”… أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، جار الله المعتزلي، “مجمع البيان لعلوم القرآن”… أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، الشيعي، “الميزان في تفسير القرآن”… محمد حسين الطباطبائي، الشيعي، تفسير بن جرير الطبري، تفسير القرطبي، المصحف المفسر – الأستاذ محمد فريد وجدي، التفسير الوسيط – إصدار مجمع البحوث الإسلامية، التفسير الحديث – محمد عزة دروزة، التفسير الواضح – الدكتور محمد محمود حجازي، “أحكام القرآن”… أبي بكر الرازي المعروف بـ الجصاص، “أحكام القرآن”… للشافعي – من جمع أبي بكر البيهقي صاحب السنن، “أحكام القرآن”… الكيا الهراسي، أحكام القرآن… ابن العربي، الجامع لأحكام القرآن – الإمام القرطبي، فقه القرآن – القطب الراوندي، الكشاف – محمود بن عمر الخوارزمي، المعتزلي، الملقب بجار الله الزمخشري، أنوار التنزيل، وأسرار التأويل – القاضي البيضاوي، إرشاد العقل السليم، الفتوحات المكية – ابن عربي، حقائق التفسير – أبي عبد الرحمن السلمي، تفسير القرآن العظيم – سهل التستري، غرائب القرآن ورغائب الفرقان – النيسابوري، روح المعاني – الآلوسي، فصوص الحكم – أبو نصر الفرابي المتوفى سنة 339 هـ، تفسير المنار – رشيد رضا، تفسير المراغي – الشيخ محمد مصطفى المراغي، تفسير القرآن الكريم – الشيخ محمود شلتوت ( 10 أجزاء فقط، تفسير من وحي القرآن – محمد حسين فضل الله. الشيعي.

مفردات القرآن – الراغب الأصفهاني، التبيان في أقسام القرآن – ابن القيم، حقائق التأويل – الشريف الرضي،الشيعي، الناسخ والمنسوخ – أبي جعفر النحاس، أسباب النزول – الواحدي، أسباب النزول – السيوطي، مفاتيح الغيب – فخر الدين الرازي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور- أبو الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي، في ظلال القرآن – سيد قطب، التفسير الواضح – الدكتور محمد محمود حجازي، فتح البيان في مقاصد القرآن- محمد صديق حسن خان، مقدمة في أصول التفسير- الإمام ابن تيمية.
****
القائمة طويلة ولكنها ليست كاملة، فهناك تفاسير أخرى لم تحصيها هذه القائمة، وهى تفسيرات جزئية، تطرق أصحابها لبعض الموضوعات فى القرآن الكريم، دون أن يحيطوا به من كل جوانبه، وإذا حاولت مجرد محاولة أن تحصى عدد صفحات هذه التفاسير، فستجدها ملايين الصفحات دون مبالغة على الاطلاق.

فخارج هذه القائمة مثلا كتاب “الحاوى فى تفسير القرآن”، وقد أصدره عبد الرحمن بن محمد القماش فى العام 2009، وهو كتاب موسوعى شامل يضم عددا من التفاسير السابقة، ويقع فى 840 مجلدا، ويضم قرابة ثلث المليون صفحة.
وخلال السنوات الماضية ظهرت تفسيرات عديدة، من بينها تفسير الشيخ الشعراوى الذى رزقه الله العمر حتى أتمه، وقد تواضع الشيخ فلم يسمه تفسيرا، بل اكتفى بأن أطلق عليه “خواطر حول القرآن الكريم”.

وفى الطبعة الشاملة التى أصدرتها دار أخبار اليوم لتفسير الشعراوى فى 24 مجلدا، وصلت عدد صفحاتها إلى 15 ألف و449 صفحة، وإلى جواره يمكن أن تقابل التفسير الوسيط للقرآن الذى وضعه شيخ الأزهر السابق الراحل محمد سيد طنطاوى، ولا يمكن أن ننسى التفسيرات العلمية التى وضعها مؤلفون عابرون مثل عبد الرازق نوفل وزغلول النجار وغيرهم.

والسؤال الذى طرحته مجلة الهلال منذ 46 عاما  – لاحظ أن تفسيرات كثيرة ظهرت خلال السنوات الماضية – لا يزال قائما، وهو: هل التفسيرات الكثيرة التى ظهرت للقرآن الكريم يمكن أن تكون كافية لدخول القرآن كل بيت وكل قلب؟

إذا تصدى للإجابة على هذا السؤال شيخ من شيوخ الأزهر، فحتما سيقول أن التفاسير الموجودة تكفى وتفيض، وسيحدثنا كثيرا عن جهود العلماء التى بذلوها وأعمارهم التى أضاعوها لتكون كل هذه الصفحات بين أيدينا، فهؤلاء لا يمكن أن يتخلوا عن التراث الذى يستمدون منه قيمتهم ورزقهم على السواء.

لكن الحقيقة التى لابد أن نواجهها، هى أن هذه التفاسير ليست كافية على الإطلاق.

أو لنكن أكثر دقة، هذه التفاسير كافية لعصرها الذى خرجت فيه.

ستقول إذن أنت معترف أن التفاسير الموجودة حاليا والتى قام بها علماء من بيننا كافية لنا، وعليه فلا حاجة لدعوة جديدة من أجل تفسير جديد.

أعرف أن أسماء التفاسير التى وضعتها أمامك منذ قليلا قد لا تفيدك كثيرا، لأنها لا تشى بكثير مما تحتويه، لكن يكفيك أن تعرف أن من بينها تفاسير أدبية وأخرى فلسفية، بعض من وضعوها علماء شيعة.

بل لا تتعجب عندما تعرف مثلا أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى مصر يرى أن أى تفسير صوفى نظرى، لا يمكن التعامل معه على أنه تفسير للقرآن، وإنما هو فكر شاذ أريد به الذيوع بزى التفسير القرآنى فقط، معنى ذلك أن كثيرا من التفاسير لا تحظى بثقة العلماء الخبراء بالتفسير، لكن من قال أننا نهتم كثيرا بما يقوله العلماء عن بعضهم البعض.

إننا نهتم بنقطة محددة، وهى هل استطاع المفسرون الذين بذلوا جهدا خارقا فى تفسير القرآن على مر العصور، أن يقدموا شيئا يمكن أن نعتبره قولا فصلا لا قبله ولا بعده، هناك من يرى ذلك، لكن الواقع يقول العكس.

عندما يقولون لك أن القرآن صالح لكل زمان ومكان، معتقدين أن هذه قوة ذاتية فى القرآن، فلا تصدقهم، فالقرآن صالح لكل زمان ومكان، لأن فيه مرونة التعاطى مع السياقات التى تتباين وتتناقض وتختلف.

الشيخ محمد مصطفى المراغى أحد علماءنا الكبار – شغل منصب شيخ الأزهر من العام 1928إلى العام 1930 – كان يقول آتونى بما ينفع الناس آتيكم عليه بدليل من القرآن الكريم، والمعنى واضح، فالقرآن جاء ليخدم الناس، ولأن مصالح الناس تختلف من عصر إلى عصر، فإن القرآن يتطور طبقا لدلالات المصالح وواقعها.

لا يشغلنى كثيرا ما يقولونه عن التفسير العلمى للقرآن.

التفسير الإجتماعى التاريخى قد يكون أهم.

ويمكن أن أعود عودة سريعة لمقال الهلال التاريخى، الذى طالب بهذا التفسير، لأجد كاتبه يقول :” من المعروف فى كل الأبحاث الإجتماعية أنه من الممكن على أساس نفس الوقائع والأحداث أن يعيد كل جيل وكل عصر تفسير المعانى وصياغتها، وأن يستخلص منها دروسا جديدة تعين على مواجهة المشاغل الراهنة، وتلقى ضوءا على معان ربما كانت قد أغفلت أو تناستها الذاكرة مع الأيام ويقربها بأسلوب العصر من عقل العصر، حتى يستطيع كل جيل أن يفهم مجريات الأحداث ومصائر الرجال، وأدوار القوى فهما أعمق من فهم الجيل الذى سبقه”.

أعرف أن هناك تخوفات محددة من كل طرح يخص القرآن، يخرج به من كونه كتاب إيمانى، جاء كمعجزة تدلل بها السماء على صدق نبيها، وسر الخوف أن دراسة القرآن على هذا النحو تصل بمن يبحث إلى أن القرآن ليس صناعة سماوية خالصة، فالأرض تدخلت فيه، وقد قال باحثون من أجيال عديدة بعضها مضى وأعتقد أن بعضها سيأتى أن القرآن منتج ثقافى لم يخرج عن معطيات العصر الذى كتب فيها.

لست مشغولا فى الحقيقة بهذا الطرح، ولا بنتائج من يذهبون إلى ذلك.

أنا أنظر إلى القرآن الآن إلى أنه مكون أساسى من مكونات الشخصية المصرية، له قداسته وسطوته، حتى لو كان مهجورا بشكل ما، وعليه وطالما أن له هذا الحضور، فلابد من التعامل معه بمداخلنا العصرية، فبها يمكن أن نتعايش مع القرآن بشكل أقرب، وعلى الذين سيأتون بعدنا أن يتعاملوا معه بمداخلهم هم أيضا.

نرشح لك

محمد الباز يكتب: البحث عن مصحف مكتوب باللغة العصرية (القرآن فى مصر 2)

بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016

شارك واختار من النجم الأفضل في إعلان فودافون رمضان ٢٠١٦؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن