لماذا من حقنا أن نشكك في الرواية الكينية حول إهانة مصر للأفارقة؟

فاتن الوكيل – محمد سلطان محمود 

في الوقت الذي يوجه الكثيرون اللوم إلى الحكومة المصرية، لعدم وجود حنكة وتعامل حكيم ، مع عدد من الملفات، إلا أن الكثيرين يشهدون بالمستوى الذي تتعامل به خارجية مصر مع الدول الإفريقية والعربية، وهو ما يجعل هناك نوع من “الصدمة”، من تصريحات الدبلوماسية الكينية ايفون خاماتي، بأن “سوء سلوك” من رئيس الوفد المصري قد وقع خلال الجلسة الثانية لاجتماع جمعية البيئة بالأمم المتحدة.

الأمر الرئيسي الذي يُشكك في رواية خاماتي، أن رئيس الوفد المصري، هو الدكتور خالد فهمي ، وزير البيئة، الذي أكد في تصريحات صحفية، أنه لم يحضر الجلسات، وأن من حضروا هم سفير مصر بدولة كينيا، بالإضافة إلى اثنين من مستشارى الوزارة وهما الدكتور حسين أباظة والدكتور مصطفى فودة، مشددا على أنهما لم يتلفظا بأى ألفاظ خارجة.

خاماتي، حتى الآن لم تذكر اسم من قام بتوجيه ألفاظًا عنصرية تجاه الأفارقة، خلال الجلسة الثانية لاجتماع جمعية البيئة بالأمم المتحدة، فبعد أن وجهت اتهامات لوزير البيئة رئيس الوفد المصري، عادت لتتهم نائب رئيس الوفد، دون أن تذكر اسمه أيضًا.

الجلسة التي قالت خاماتي أن ممثل الوفد المصري، وجه خلالها ألفاظًا عنصرية، شبه من خلالها الأفارقة بـ”الكلاب والعبيد”، على حد قولها، سجلتها “اليونيب”، وبثتها كاملة عبر موقع يوتيوب، بتاريخ 27 مايو 2016، وهي تقارب الست ساعات، ولم يظهر خلالها تجاوز من قبل الوفد المصري.

 

في ذات السياق، فقد كتب الصحفي بجريدة الأهرام، أشرف أمين، شهادته على ما حدث، مؤكدًا تواجده خلال فعاليات جمعية الأمم المتحدة للبيئة فى دورتها الثانية بكينيا، حيث قال عبر منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك ، إن الوفد المصري تحدث عن إرسال خبراء لتقييم الوضع البيئى فى غزة بعد العدوان الإسرائيلي، وهو ما انتهى بالرفض، حيث اشتكت مصر من مستوى الفريق القانونى لسكرتارية اليونيب، والذي تسبب التي أخطأت في تفسير اللائحة العامة للتصويت مما أضاع الوقت، وتسبب فى عدم اكتمال النصاب للتصويت.

أضاف أمين: “الوفد المصرى والارجنتينى و الباكستاني والسورى وغيرهم إعترضوا بشدة على تخبط المجموعة القانونية بسكرتارية الجمعية العامة اللى غلطت فى تفسير اللائحة العامة للتصويت وضيعت وقت كتير تسبب فى عدم اكتمال النصاب للتصويت وبعدين اعتذرت ومصر قالت إن الاعتذار ده غير مقبول ولازم يتم مراجعة مستوى الفريق القانونى لسكرتارية اليونيب كما تم التشكيك فى آلية التصويت بالتوافق من الجانب المصرى والباكستانى وعدم قانونيتها لعدم مراجعة عدد المشاركين بالجلسة الختامية”.

اعتبر أمين ان ما حدث في الجلسة، ما هو إلا وسيلة لإحباط قرار عربي لإرسال فريق بيئي إلى غزة، حيث قال: “أخيرا اللى حصل فى الجلسة الختامية ومشاورات الغرف المغلقة كان عملية سياسية لإحباط مشروع قرار عربى ومدعوم من الدول النامية بارسال خبراء لتقييم الوضع البيئى فى غزة بعد العدوان الإسرائيلى وكان واضح جدا التكتل الغربى علشان مايطلعش تقرير علمى يدين اسرائيل وكان فيه مفاوضات كتير علشان النص يمشى بالتوافق وتعنت اسرائيلى برفضه”.

بنر الابلكيشن