أحمد شبكة.. الإسكندراني المهموم بهوية المحروسة

سما جابر – تصوير: عبد الحافظ حمدي

حضور حفل توقيع ديوان “كلام بالوِقّة” كان مناسبة للتعرف على مشروع الشاعر أحمد شبكة، وليس مجرد حفل توقيع لديوان شعر فقط، حيث استعرض “شبكة”، عدد من قصائد الديوان الثالث والتي كشف من خلال مناقشتها أيضًا عن بداياته في كتابة الشعر، وأبرز من ساندوه خلال مشواره القصير.

العمر..

بيشاور على رقم التمانية

بعد الأربعين

والقلب طفل وخالي م التجاعيد

والروح كفرسة طليقة

بترفص العنوان

والعقل قاصر

يوماتي بيشبّ..

على طراطيف أمل

يحلم بنظرة طويلة

مأو شمّة هوا

من شيش شبابيك الحقيقة المخلصة (قصيدة 48)

كلام بالوقة (8)

بدأ “شبكة” حديثه خلال الندوة بالتأكيد على أنه دائمًا ما يختار عنوانًا أساسيًا لدواوينه وعنوانًا مُفسرًا يكون له معنى خاص به وهو ما فعله في ديوان عصير قصب وشيش دو، وأخيرًا “كلام بالوِقّة” الذي اختار له جملة “توثيق الحلم”، لافتًا أن توثيق الحلم بالنسبة له في هذا الديوان أنه حقق أمنية حياته بأن يكون فنانًا، وأيضًا توثيق لحلمه بأن يكون غلاف أحد كتبه بريشة الفنان وليد طاهر.

وعن اختياره لكلمة “الوِقّة” لتكون عنوانًا رئيسيًا للديوان، قال إنه منذ أن بدأ في كتابة الشعر يحاول التركيز على بعض الكلمات العامية التي بدأت في الاندثار، فهدفه الرئيسي بجانب تعبيره عما مرّ به من تجارب، الحفاظ أيضًا على الهوية المصرية من خلال استخدامه لبعض المصطلحات النادرة.

ومصر هي الهوية

وهي انا وابني

قعدنا في ضلها

وقولنا قومي ابني

دقت بيبان الحلال لِقت البيبان مغاليق

ولسة فاتحة الدراع ع البحري للمخاليق

والله لو يعرفوا

جمايلها بس لكان

مطرح ما لمست كعابها الأرض تتمطر

مطرح ما نظرت عنيها يعلقوا المعاليق (مصر الهويّة)

كلام بالوقة (11)

تحدث أحمد شبكة عن بداياته في كتابة الشعر، مُشيرًا إلى أن ثورة 25 يناير هي صاحبة الفضل عليه، وجعلته يعبر عما يشعر به ويبدأ في تحقيق حلمه بأن يصبح فنانًا من خلال كتابته للشعر، أيضًا خَصَّ بالذكر الشاعر الشاب مصطفى إبراهيم الذي كان يظهر أثناء أحداث الثورة على بعض القنوات الفضائية ليعبر عن الحالة السياسية وعن أفكار الشباب من خلال أشعاره، موضحًا أنه أيضًا كان من ضمن الأسباب التي شجعته على البدء في كتابة الشعر.

أوضح “شبكة” أنه بالرغم من حبه الشديد للشعر والشعراء إلا أنه يرى نفسه غير متفوقًا في الإسهاب في الشعر، فهو يريد توصيل الفكرة التي يراها بشكل موجز، وتعليقًا على أحد الأسئلة التي طرحها الحضور بأن دواوينه الشعرية وكتاباته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لا تحوي سوى تعليقات مبهجة ومتفائلة، قال إنه في حياته الشخصية شخص غير شكايّ، فيحاول دائمًا أن تحوي كتاباته الإيجابيات وليس السلبيات.

عن العِشرة اللي مش بسنين

ومش بمكان وكتر لُقا

عن اللحظة اللي ظهرت ليك

فمسحت عُمر كله شقا

عن العشرة اللي تتربى

في ساعة ولا في دقايق

ومش لازم تكون رايق

لإن العشرة هتطبطب

ونظرة منها هترطّب

على القلب اللي مضّايق (العِشرة)

استطرد صاحب ديوان “كلام بالوِقّة” حديثه عن الديوان مُشيرًا إلى أن الناشر سيد شعبان، هو من أقنعه بسرعة العمل على ديوانه الثالث، ولا يترك كتاباته كـ”بوستات” على الفيس بوك، ومن هنا بدأ العمل على “كلام بالوِقّة”.

كلام بالوقة (5)

لفت أحمد شبكة إلى أن أشعاره بكلماتها البسيطة تعبر عن كل أطياف الشعب، فهو لا ينتمي لطبقة أرستقراطية كما يعتقد البعض، لكنه ينتمي للطبقة المتوسطة فيستطيع أن يعبر عن أن طبقة إجتماعية، جاء ذلك ردًا على سؤال الناشر سيد شعبان، الذي قال له أنه بالرغم من أنه تلقى تعليمه في مدارس فرنسية إلا أنه يتحدث بلسان البسطاء، فهل فعلًا يشعر بهم؟، وأضاف “شبكة” أن كل أشعاره تعبر عن تجارب شخصية مَرّ بها بطريقة أو بأخرى.

اللي بيسعد حياتك قربه وودّه

واللي يود التعاسة سيبه على ودّه

واللي في عون الغلابة

وغاوي يُبدر خير

طبطب بروحك عليه.. حافظ على ودّه (مواويل)

اختتم “أحمد شبكة” الاحتفال بإلقاء قصيدة “اسكندراني” بناءً على طلب من متابعيه، مؤكدًا أن لهذه القصيدة مكانة خاصة في قلبه لأنها تعبر عن تجربته الأولى ونزوله من الأسكندرية إلى القاهرة لإلقاء الشعر.

إسكندراني…

لو إن الكلمة مهروسة

إسكندراني وجايلك

مدد يا محروسة

في الإيد دي بيرم

وإيدي التانية شيخ درويش

وكلام فـ قلبي نطق

اطلقني عاوز أعيش

مانتاش عجوز يا جدع

ولو إنه شَعر مافيش

تتعتّق الأحلام

زي النبيت تِغلي

الرّك بس إنها متموتش محبوسة

بنقول هريسة هنا ومانقولش بسبوسة

إسكندراني وجايلك

مدد يا محروسة (مدد يا محروسة)