رائد عزاز يكتب: أنا بكره إسرائيل!

اسم الدويلة العبرية تردد مرتين خلال الأيام القليلة الماضية داخل أروقة الشارع المصري، الأولي حين استضاف البرلماني توفيق عكاشة سفير ذلك الكيان بمنزله في واقعة أثارت الكثير من ردود الأفعال ضده وأدت إلى إسقاط عضويته بمجلس النواب، أما الثانية فكانت ضمن الحملة الإعلامية التي اتهمت رئيس نادي الزمالك بالتعامل المباشر مع وكيل إسرائيلي في صفقة المهاجم الزامبي إيمانويل مايوكا وهو الأمر الذي لم يثبت صحته حتى وقت كتابة هذه السطور.

كلنا يعلم أن هناك اتفاقا غير مكتوب بين جموع الرياضيين المصريين يقضي بتجنب خوض أي لقاءات أمام لاعبين أو فرق صهيونية، ولكن حدثت بعض الاستثناءات القليلة خلال السنوات الأخيرة أذكر منها:

– عدد من نجومنا في كرة القدم اضطروا للعب مباريات داخل الأرض المحتلة أثناء فترة احترافهم بأندية أوروبية، مثل نادر السيد و هاني رمزي وكذلك الثنائي محمد النني ومحمد صلاح اللذان شاركا ضمن صفوف بازل السويسري في مباراة ضد مكابي أقيمت بتل ابيب وفيها سجل صلاح هدف التأهل وقام بعده بأداء سجدة شكر لله تلقى على اثرها وابلا من الهتافات العنصرية والشتائم القذرة.

– لاعب الجودو رمضان درويش واجه خصوما إسرائيليين ثلاث مرات فاز فيها جميعا باكتساح… الأولى كانت في مسابقة دولية جرت بألمانيا عام 2012 والأخرتين خلال فاعليات بطولة الجائزة الكبرى المؤهلة للأوليمبياد. بطلنا المغوار رفض مصافحة منافسيه اليهود عقب كل نزال و برر قبوله اللعب ضدهم بأنه لم يكن يرغب في الانسحاب أمام أعدائه بل فضل مواجهتهم والتفوق عليهم أمام أنظار العالم.

– فريقنا القومي للسلاح التقى بنظيره الصهيوني وانتصر عليه في إطار إحدى مباريات مونديال العالم للشباب الذي نظمته مدينة طشقند الأوزبكستانية قبل عامين.. أحفاد الفراعنة بالغوا في الاحتفال بالنتيجة على أنغام الأغاني الوطنية و كأنهم نجحوا في تحرير القدس!

– منتخبنا الوطني للتجديف خاض سنة 2015 غمار سباق (بودولوك) الدولي الذي جرت أحداثه في ايطاليا بمشاركة عديد من الدول كان على رأسها إسرائيل التي حصلت على المركز الثاني بينما فزنا نحن بالثالث تحت قيادة الثنائي مصطفى برعم وعبدالخالق البنا.

الدويلة العبرية لم تتوقف طوال تاريخها القصير عن بذل جهودا مستميتة لمد جسور التعاون الرياضي مع مصر، حيث وجهت دعوة لاتحاد الجبلاية عام 2010 من أجل أقامة (لقاء ودي) بتل أبيب يجمع بين فريقها ومنتخبنا المتوج ببطولة أمم أفريقيا، وأرسلت صورة منها إلى فيفا كي تظهر أمام الجميع بصورة النظام المتحضر الداعي للسلام، بعدها عرضوا على حسن شحاتة تولي مهمة التدريب هناك مقابل مبالغ خيالية، وسعوا كذلك للتعاقد مع لاعبين من الدوري المصري بأي ثمن، لكن بالطبع قوبلت كل هذه المحاولات الرخيصة بالتجاهل التام ولم يستجب لها سوى عدد قليل جدا -لا يتجاوز أصابع اليدين- من الأسماء المغمورة التي ذكرها النائب محمد حافظ رئيس لجنة الشباب والرياضة السابق في بيانه أمام مجلس الشوري، وهي: حسن وفيق و جرجس فوزي المنضمان لفريق إيلات، ميخائيل يونان وصفوت حليم اللذان ارتديا قميص نادي أبناء سنخير، لاعبا الكرة الشاطئية محمود عباس وأدهم الحاصلين علي الجنسية الصهيونية، وأخيرا الملاكم محمد صبحي الذي لم يؤهله مستواه لنيل شرف الالتحاق بمنتخب الفراعنة فاتخذ قراره بالهجرة إلى دويلة اليهود واللعب تحت رايتها.

من باب العلم بالشيء نذكر أن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم تأسس عام 1928 وأنضم إلى فيفا بعدها بسنة واحدة ليتم إدراجه ضمن قائمة الدول الأسيوية ويصبح له حق المشاركة في بطولات القارة الصفراء التي انطلقت سنة 56 وفيها حققت تشكيلة الكيان الصهيوني مركز الوصافة، ثم كررت الأمر ذاته خلال النسخة الثانية قبل أن تظفر بلقب بطولة 64 التي نظمتها على الأرض التي اغتصبتها. عقب حرب 67 بدأت الفرق العربية في الامتناع عن مواجهة نظيرتها العبرية حيث انسحب نادي الهومنتمن اللبناني من لقاء مع هابويل تل أبيب ضمن منافسات دوري أبطال أسيا، وحذا حذوه الشرطة العراقي الذي وصل إلى نهائي نفس المسابقة عام 71 مع مكابي إلا أنه رفض اللعب فتم اعتباره مهزوما وفاز المنافس بالكأس لأول وآخر مرة طوال مشواره.

الضغوط المتزايدة أجبرت إسرائيل على مغادرة لواء الاتحاد الأسيوي و الانضمام للمجموعة الأوروبية سنة 94 دون أن تحقق من وقتها حتى اليوم نتائج إيجابية على مستوى الفرق أو المنتخبات. أشهر اللاعبين هو موسي بن عيون الذي احترف ضمن صفوف ليفربول و البلوز، أما أبرز المدربين فهو إفرام جرانت الذي تولى قيادة تشيلسي لفترة قصيرة لم تشهد أي نجاحات.

الغالبية الساحقة من شعبنا العظيم ترفض التعامل مع تلك الدويلة الغاشمة التي ارتكبت جرائم وحشية ضد الإنسانية راح ضحيتها خلال الأشهر الأخيرة أكثر من ألف قتيل عربي كان من بينهم خمسة لاعبين للكرة الطائرة بالإضافة إلى الشهيد أحمد صلاح أبو سيدو حارس مرمى فريق التفاح ومنتخب فلسطين تحت 17 سنة.. معظم رجال السلطة في بلدنا يؤيدون بقوة قرار المقاطعة لكنهم لا يستطيعون الجهر بذلك لاعتبارات سياسية خاصة باتفاقيات السلام الموقعة وبنود التطبيع المرفوضة شكلا وموضوعا من سائر أطياف المجتمع المصري.

أنا والحمد لله مواطن عادي لا أنتمي لطائفة السياسيين أو الحكام ولا أخضع لحساباتهم واعتباراتهم المعقدة، لذلك سأعلن بكل وضوح معاداتي لتلك الدويلة وأضم صوتي لصوت شعبان عبدالرحيم وهو يشدو بملحمته الخالدة: (أنا بأكره إسرائيل وبأقولها لو اتسأل، إن شالله أموت قتيل أو أخش المعتقل).

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك اضغط هنا

اقرأ أيضًا:

رائد عزاز يكتب: أبو تريكة كمان وكمان!

رائد عزاز يكتب: الزمالك الذي لايحبه أبناءه!

رائد عزاز يكتب: أبو تريكة ليس شيطانًا ولا ملاكًا!

رائد عزاز يكتب: مثقفون يعشقون الكرة بجنون!

رائد عزاز يكتب: ورا مصنع الكراسي!

رائد عزاز يكتب: رسالة إلي ابننا حازم إمام

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا