محمد أبو مندور يكتب : أهل تويتر (١) الرومانسيون والمصلحجية

استكمالاً لما بدأناه سوياً من رصد وتحديد لنوعيات الشخصيات المنتشرة على الفضاء السيبري في موقع تويتر، نجد أن هناك نوعية من الشخصيات تتميز بأنها حالمة رومانسية وتنشر الصور الدالة على هذا الشعور مع وضع أبيات شعر تقطر رومانسية وخاصة في البحث عن الحبيب المنتظر الذي لا يأتي، وهذا النوع لا يتورع في البقاء على الخط آناء الليل والنهار فربما يظهر الحبيب المنتظر ويبادلها تلك المشاعر الرومانسية الفتاكة. قد تكون تلك الحسابات يملكها أشخاص رومانسيون بحق وقد يكونوا قد مروا بتجارب محبطة عاطفياً أو أن ظروفهم المحيطة لا تتيح لهم متنفساً للتعبير إلا في ذلك الحيز الإلكتروني، وقد يكون الموضوع هو فراغ أو محاولة هروب من واقع أليم لا أكثر ولا أقل ويظهر ذلك جلياً فيمن ينبرين للإدلاء بدلوهن في أي موضوع وكل موضوع ولا يجرأ أياً من كان على معارضتهن في الرأي أو التعليق عليه فذلك يعد من المحرمات وتكون تلك فرصة لإقامة (حفلة عليه) وهو تعبير جديد يعني تكوين جبهة هجوم عنيفة على الشخص ذو الحظ الأسود الذي اختلف مع رأي طرحته أو طرحه صاحب الحساب (الرومانسي). وبعد الحفل وانسحاب الضحية وهو يجر أذيال الهزيمة تعود الشخصية الرومانسية في النداء على الحبيب المنتظر وكأنه كان في مشوار قريب “بيجيب العشا وجاي”، وتبدأ رحلة الكآبة والمشاعر الحزينة والتي تتوقف بحملة مباغتة من توجيه اللوم للجنس الآخر بأي شكل ولأي سبب ولمجرد التشويه، أوليس هذا هو الجنس الآخر الذي تبحثون عنه؟

النوع الرومانسي شكلاً والمتناقض مضموناً يدفعنا إلى نوع آخر من الشخصيات التي تتميز بالزيف وهم كثيرون هنا ولكن لديهم عوامل مشتركة تبرزهم منها على سبيل المثال:

• إدعاء المثالية في كل وقت، فمعظم ما ينشره يكون مستقى من كتب التنمية البشرية أو الكلمات المأثورة أو ما شابه ببعض التحريف

• تكون ردودهم على التساؤلات مقتضبة ولا تمثل إجابة في اتجاه معين

• إدعاء الانشغال بأمور ما كذريعة لعدم التفاعل عندما توجه لهم أسئلة قد تكشفهم أمام الآخرين

• البحث عن تكوين أكبر عدد من المتابعين بأي وسيلة

• الظهور والتفاعل في فترات الذروة فقط لدواعي الانتشار والحفاظ عليه وتنميته

• رغم المثالية المدعاة، تجد نفس الشخصية على وسيلة تواصل اجتماعي أخرى على النقيض تماماً

ويجدر بالذكر أن حسابات الشخصيات المزيفة لا تقتصر على إدعاء كونها تابعة لشخصيات عامة معروفة وإنما قد يمتد الأمر إلى شخصيات عادية بأسماء وهمية إمعاناً في التورية والتخفي.

نوع آخر من الشخصيات التي تجدها في تويتر هو النوع المصلحجي والذي يتابعك ولا يتفاعل معك بالمرة إلا إذا كان يريد أمراً ما، فهذا يريد أن يصل إلى التعرف بشخص ما للحصول على مكاسب منه وتلك تريد التواصل مع فلان الإعلامي لعله يستضيفها في برنامجه وأخرى تجمع تبرعات لا سند لها وتدخل في نطاق النصابين وآخر يسأل عن مسافر في بلد معينة ويطلب قضاء خدمة ما، ثم ما يلبث آن يتنكر لمن ساعده. والمصلحجية نوع واسع التنوع يبدأ من طلب الدعاء لجدتي المتوفية بالأمس ولا ينتهي عند البحث عن زوج او زوجة بل يمتد لعمل سبوبة من وراءك.

في ظل هذا الموزاييك من الشخصيات، يبرز المراهق الإلكتروني والذي لا هم له سوى الجميلات أو المزز، وهذا النوع له أقرانه من الجنس الآخر من المراهقات واللاتي لا هم لهم سوى الشباب المز أو الوسيمين. وفيما يلي بعض ما تلاحظه عند متابعتها:

• تلك الحسابات غالباً ما تنشط ليلاً وفي أيام الأجازات

• تعتمد بشكل بارز على الصور التي قد تكون فاضحة نوعاً ما ويبدأ بعدها النقاش حول تفاصيل هذا وهذه وتلك

• المثير للسخرية هو أن تلك الحسابات تتوقف عن نشر تلك الصور في أيام رمضان مما يجعلك تقول (اللهم قوي أيمانك) وتستأنف نشاطها بعده مباشرة

• يلجأ أصحاب هذه الحسابات إلى الاختفاء المؤقت أو الى نشر صور من نوعيات أخرى لفترة ما حتى لا يلتصق بها صفة ترويج صور إباحية وذلك بنشر صور لأطعمة أو حلويات مصورة بشكل احترافي.

عزيزي القارئ هذه المقالات لا تتناول شخصيات بعينها وأي تشابه بين المكتوب وشخصيات حقيقية على التايم لاين هو من قبيل الصدفة. فلا داعي لأن “تاخذ الموضوع على صدرك”.

للتواصل مع الكاتب من هنا 

اقرأ أيضًا:

محمد أبو مندور يكتب : أكتوبر من 42 سنة ‎

محمد أبو مندور يكتب: السارينة الزائفة

محمد أبو مندور يكتب: صفحات بعيدة عن الأضواء في مشوار نور الشريف

محمد أبو مندور : إعلام “التكاتك” الموازي

محمد أبو مندور: إعلام مؤيد أم معارض

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا