غرفة صناعة الإعلام.. كل نفسك قبل ما حد ياكلك

إسراء النجار

علامات استفهام كثيرة  تُثار حول موقف غرفة صناعة الإعلام  بداية من قرارها السريع والحاسم بشأن وقف برنامج “ممكن”، الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان على شاشة “CBC”، لمدة 15 يومًا، حتى قررت اللجنة، الإثنين، تبرئة الإعلامي من أي مخالفة قانونية، في بيان لم يقدم أي جديد، بعدما شهدت بتعامله الاحترافي مع تيمور السبكي، صاحب صفحة “يوميات زوج مطحون” على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، مؤكدة أنه تعامل بمهنية، وتحفظ على تعميم الضيف والإحصاءات الواردة في حديثه بأن 30% على الأقل من سيدات مصر لديهن استعداد لخيانة أزواجهن، وهو ما جعل اللجنة تستبعد وجود مخالفة من قبل خيري رمضان أو برنامج “ممكن”!

غرفة صناعة الإعلام اتخذت قرارًا بوقف “خيري” رغم مرور أكثر من شهرين على الإذاعة الأولى للحلقة التي استضاف فيها “رمضان” مجموعة من الشباب للحديث حول مشاكل العلاقات العاطفية والزواج، وهو ما ذكرته الغرفة في بيان تبرئة خيري رمضان، وكأنها اكتشفت فجأة خلال تحقيقها مرور شهرين على الحلقة، إذن ما الجديد الذي كان يستدعي التحقيق في الواقعة وإيقاف الإعلامي وعدم الاكتفاء بإنذاره؟ خاصة أن الإعلامي لم يقصد –مثلما يفعل غيره- استضافة شخص بعينه عرف عنه تصريحاته الصادمة والمثيرة، لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي وتحقيق المشاهدات، بل إنه استضاف شاب “عادي”، ظهر في لقاءات تليفزيونية من قبل، ليخرج منه تصريح أهوج غير لائق على الهواء، رفضه الإعلامي، واعتذر عنه تيمور السبكي مرارًا، لدرجة أنه وافق على حمل كفنه على الهواء اعتذارًا لأهالي الصعيد، إذن فمع اعتذار “رمضان” و”السبكي”، لماذا كان كل هذا التصعيد المبالغ فيه؟

تصريحات محمد الأمين، رئيس غرفة صناعة الإعلام، بعد وقف “خيري”، أكد فيها أن العادة فى مثل هذه الوقائع أن يتم العقاب بشكل تصاعدي، فيبدأ بإنذار البرنامج أولًا، وإذا تكرر الفعل يتم تهديد القناة بتجميد عضويتها في الغرفة، لكن في حالة خيري رمضان صدر القرار دون توجيه إنذار، وهو ما اعتبره “الأمين” يرسخ لقاعدة جديدة أنه لن يكون هناك “طبطبة” على التجاوزات التي تؤذي المواطن، وهو ما يقودنا للتساؤل: هل عدم الطبطبة يشمل كل القنوات التابعة للغرفة والتي حدث -ولا زال يحدث- بها انتهاكات للإعلام؟ وماذا عن أزمة الإعلامي أحمد موسى والمخرج خالد يوسف مثلًا؟

تناقض تصريحات “الأمين” يتكشف أكثر من خلال تنويهه عن أن الغرفة تبحث عن أسباب ظهور هذه الفيديو المجتزأ من حلقة تم تقديمها بتاريخ 9 ديسمبر الماضي، لمعرفة من يقف وراء افتعال هذه الأزمة –وهو ما لم تثبته الغرفة في بيانها- و ما يعني أن الأزمة مفتعلة، فلماذا إذن أصرت الغرفة على معاقبة “خيري” ولم تكتف بإنذاره؟

وأخيرًا إذا كانت معظم الفضائيات تخطئ في اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي مادة مريحة لإعداد برامجها، من خلال التركيز على الأخبار والفيديوهات والصفحات التي تجتذب اهتمام رواد “السوشيال ميديا” حتى لو “تافهة” وبلا قيمة، إضافة إلى استضافة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارهم خبراء في كافة مناحي الحياة، فيأتي حديث أغلبهم هشًا ولا يعبر عن الواقع، فإن أيضًا غرفة صناعة الإعلام ارتكبت خطًا كبيرًا في الاعتماد على “ضجة” السوشيال ميديا المفتعلة لإيقاف برنامج، فلو كان التحقيق والإيقاف تم بعد العرض مباشرة، لكان الأمر منطقيًا لكونه يقوم على أسس علمية نابعة من متابعة الغرفة لقنواتها، ولكن الأمر بات واضحًا أن الغرفة تتعامل بمنطق الفنان أحمد حلمي في فيلم “جعلتني مجرمًا”، وهو “كل نفسك قبل ما حد يأكلك”، أي “تدين نفسك حتى لو شكليًا قبل ما حد يدينك”.. فأين الأسس والقواعد التي تتبعها الغرفة؟ وما هي المعايير الأخلاقية والإعلامية التي تحدد آلية عملها؟ والأهم من ذلك كله.. من يكفل حرية الإعلام؟

نرشح لك: 11 سؤالاً لغرفة صناعة الإعلام بعد إيقاف خيري رمضان

اقرأ أيضًا:

القائمة الكاملة للمرشحين لجوائز السينما العربية

أول تعليق لكاظم الساهر على اعتزال شيرين

أول ظهور لميسى على قناة عربية

بالصور.. أول ظهور لأحفاد عادل إمام

عاصفة “ميدو” ضد مرتضى منصور‎

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا