هل انفض مولد السيد البدوي شحاتة؟

محمود طارق

بعدما نجح في التعامل مع 5 أنظمة سياسية على مدار 6 سنوات منذ وصوله إلى رئاسة حزب “الوفد” أقدم الأحزاب المصرية يبدو أن إمبراطورية الدكتور “السيد البدوي شحاتة” رئيس الحزب قد أوشكت على الإنهيار سياسياً وإعلامياً واقتصادياً بعد سنوات حاول فيها الصمود ومواجهة منتقديه.

إقتصاديا أصبحت أخبار الإتجاه لاستبعاد السيد البدوي من رئاسة مجلس إدارة شركة “سيجما” هي الأكثر بروزاً في الفترة الأخيرة، فجاءت مرتبطة بصدور تصريح عن موافقة 51% من الأعضاء على عزله وإرسال القرار لوزير الإستثمار، قبل أن يصدر نفي من السيد البدوي لما حدث في الجمعية العمومية الأخيرة للشركة ويتبعه تصريح من محامي شركة “ايست جيت” الاماراتية والشريكة في شركة سيجما عن تمسكهم بعزل البدوي وإسناد إدارة الشركة لطبيب مختص بالأدوية حفاظاً على حقوق المساهمين من الشركات والبنوك المساهمة بالشركة.

سياسياً، شهد الوفد في عهد السيد البدوي أعنف انقسامات دفعت عدداً من أعضائه لتأسيس جبهة موازية لإصلاحه اتخذت مقراً يبعد عشرات الأمتار عن المقر التاريخي بالدقي.

الحزب العريق خسر مقاعد عديدة في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة وحل في المركز الثالث بعد أحزاب جديدة على الحياة السياسية مثل “المصريين الأحرار” و”مستقبل وطن”، بينما كان التبرير الوحيد أن هذه الأحزاب لديها أموال تستطيع أن تنفق بها على المرشحين، بينما أصبح الوفد تحت قيادته يتعرض للإنتقاد من القيادات الهامة التي أثرت فيه مثل الوزير السابق “منير فخري عبد النور” الذي أكد على أن الوفد في حالة سيئة خلال حواره الأخير مع جريدة “المصري اليوم”.

عملياً، أصبح الوفد خلال فترة ترأس السيد البدوي خارج المشهد السياسي خاصة خلال الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو، فيما ساهمت المواقف المتناقضة التي اتخذها والتردد بتبني موقف ثوري واضح في زيادة الفجوة بين الشباب والقيادات.

إعلامياً، لا يختلف المشهد كثيراً، فشبكة تلفزيون “الحياة” التي أسسها السيد البدوي وظلت لسنوات متصدرة المشهد الإعلامي باعتبارها رقم 1 في مصر، لم تعد كذلك، وصارت لا تجرؤ على استخدام تعبير “رقم 1 في مصر” في إعلاناتها بالصحف بعد تخبط واضح انطلق برحيل مؤسسها الإعلامي “محمد عبد المتعال” وفشل الإدارة في الإستعانة بشخص يحافظ على صدارة القناة للمشهد الإعلامي المصري.

تراجع القناة على جميع المستويات جاء مرتبطاً بالخلل الواضح في برنامج “الحياة اليوم” الذي تدهور بشكل ملحوظ خاصة بعد مغادرة الإعلامي “عمرو عبد الحميد” واستمرار الإعلامية “لبنى عسل” بمفردها لفترة، بينما لم يستطع “تامر أمين” أن يعيد للبرنامج النجاحات التي حققها مع مقدمه الأول شريف عامر.

ورغم أن “الحياة اليوم” هو برنامج التوك شو الوحيد الذي يذاع على مدار 7 أيام إلا أنه فقد الكثير من عناصر الجذب خاصة وأن أداء الاعلامية لبنى عسل بمفردها 3 أيام أسبوعياً زاد من ضعف البرنامج، بينما يواجه برنامجي “بوضوح” و “واحد من الناس” اللذان يقدمهما الإعلامي “عمرو الليثي” مشكلة مالية مرتبطة بعدم تقاضي فريق العمل أجورهم وعدم قدرة القناة على دفع أجور للضيوف خاصة للفنانين الذين يظهرون دون مقابل مجاملة لمقدم البرنامج، مع الوضع في الإعتبار المجهود المبذول من فريق الليثي للحصول على ضيوف مختلفين وغير مكررين في البرامج المشابهة، وباتت برامج الليثي وبرنامج مثل “100 سؤال” ناجحة بسبب تميز فريق العمل فيما برامج أخرى لا يعرف عنها الجمهور شيئا.

على صعيد برامج الترفيه، فإن “الحياة” تواجه أزمة حقيقة مرتبطة بغياب هذه النوعية من البرامج عن شاشتها، فبعد وقف شركات عدة التعاون في أي برامج مع “الحياة” بسبب وجود مستحقات متأخرة لدى القناة، أعلنت “الحياة” عن موسم جديد من برنامج “مذيع العرب” الذي قدمت موسمه الأول العام الماضي إلا أن البرنامج لم يظهر في موعده حيث كان يفترض أن يبدأ خلال الشهر الجاري حتى تتمكن القناة من إنهاء عرضه قبل بداية شهر رمضان.

درامياً، لا يبدو أن الحياة ستشكل عامل جذب للمنتجين بسبب تأخرها في سداد مديونيات الشركات التي تعاملت معها، فبعد قرار المنتج “صادق الصباح” وقف التعاون معها وإقامة دعاوى قضائية ضدها، دعا السيناريست “عمرو سمير عاطف” المؤلفين لعدم التعامل معها بسبب عدم حصوله على حقوقه المالية عن مسلسل “الصياد” الذي عرض حصرياً على شاشتها العام الماضي.

“الحياة” -فيما يخص الوكلاء الإعلانيين- تعامل معها السيد البدوي كما فعل مع “الوفد” وحلفائه السياسيين، كل عدة أشهر وكيل إعلاني جديد بما يوازي حليف سياسي مختلف، فظل يتراجع فيما منافسوه – الثلاثة الكبار في سوق الميديا- يتقدمون على القناة رقم 1 في مصر.

السؤال الذي يدور في كواليس الحزب الآن، متى يستقيل السيد البدوي؟، لكن حال الحزب أفضل بكثير من حال “الحياة”، ففي الحزب الكثير من القادة المستعدين لخلافة الرجل الذي لم يكن يعرف المصريون إسمه قبل “الحياة” و”الوفد”، لكن في شبكة التلفزيون التي كانت رقم 1 يبدو المستقبل مجهولاً، “الحياة” لم تحتفل بما ستعرض في 2016 عكس المنافسين، اكتفت ببيان صحفي غاب عنه المنطق، لأن المشروعات التلفزيونية المذكورة تحتاج لملايين من الجنيهات، لن يوفرها إلا شركاء جدد قد لا يقبلون استمرار سيطرة البدوي وعائلته على القناة إداريا وماليا.

المولد على وشك الإنفضاض إذن، لكن ما الذي سيحدث للحياة بعد إنتهاء العاصفة؟، سؤال يترقبه المتابعون والعاملون في الميديا المصرية، أما الجمهور فكالعادة يذهب بالريموت إلى حيث يشاء ولن يصبر كثيراً حتى تعود القناة رقم 1 كما كانت، هذه هي قواعد “لعبة الحياة”.

اقرأ أيضًا:

8 معلومات عن صاحب إعلان بيع الرئيس

10 معلومات عن الراقصة التي ظلمها أحمد شيبة

٢٣ دقيقة ساخنة لمرتضى منصور ضد عمرو أديب

5 أسباب تفسر النجاح السريع لنهار جديد

النهار وريهام سعيد ..شهور الفرص الضائعة

20 ألف جنيه وراء اعتزال تامر عبد المنعم

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا