محمد عبد الرحمن يكتب: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك

الخبر يقول إنه بعد أيام تحتفل قناة «روتانا سينما» بعيدها العاشر، القناة حسب الإحصاءات المتداولة لا تزال تتصدر قنوات الأفلام الأكثر مشاهدة فى مصر، لكن تلك الإحصاءات تتجاهل طبعا ما نطلق عليه «قنوات بير السلم»، التى حققت فعليا شعار «روتانا» الشهير «مش هتقدر تغمض عينيك».

ذكرنى خبر روتانا بأيام المنافسة الذهبية التى انفردت بها القناة السعودية لفترة قبل أن تدخل على الخط ميلودى أفلام و الحياة سينما، كانت السينما مزدهرة، النجوم يطلون على تلك القنوات، خصوصا روتانا طبعا فى عهد هالة سرحان من أجل الترويج لأفلامهم الجديدة، ثم بدأ كل شىء يتراجع، وانطلقت قنوات بير السلم لتدمر ما تبقى من رصيد، كان يلجأ إليه منتجو السينما لتعويض خسائر شباك التذاكر، ظهرت هذه القنوات عبر القمر الصناعي يوتيلسات الذي يحتل نفس المدار القابع فيه نايل سات، وكما تنتشر في الأسواق الشعبية بضائع مهربة ومقلدة ومسرطنة، لم يجد أصحاب تلك القنوات أزمة في سرقة الأفلام المصرية بعدة طرق مختلفة، وإطلاق شاشات بلا ميزانيات تقريبا، وبث تلك الأفلام عليها دون أدنى ملاحقة قانونية لتنتعش سوق موازية للإعلانات التليفزيونية لسلع ما أنزل الله بها من سلطان: شامبوهات وعقارات وشاليهات، ولا يوجد قانون أصلا ليحمي المغفلين من المستهلكين، في الوقت نفسه تعامل منتجو السينما وأصحاب القنوات الأصلية كـ روتانا مع الأمر باعتباره قضاءً وقدرا لا فكاك منه.

غلق هذه القنوات يحتاج -على المدى الطويل- إلى التدخل لدى إدارة القمر الصناعي يوتيلسات في فرنسا، ويحتاج إلى تحرك قانوني جماعي وضغوط على الشركات التى تؤجر الترددات من القمر الصناعي كشركة نور سات، لكن على أرض الواقع جميع المعلنين يعملون داخل مصر ويمكن الحيلولة دون تمويلهم هذه القنوات، بل إن بعض أصحاب قنوات بير السلم هم أنفسهم أصحاب مصانع الشامبوهات والصابون التي ترعى تلك القنوات إعلانيا، شبكة محكمة من المصالح تُدمر صناعة السينما في مصر، وتجعل السرقة والتعدى على الحقوق أمرا معتادا وشائعا بين الناس، بينما القائمون على حماية تلك الصناعة أغمضوا أعينهم بالفعل عكس ما يقول شعار روتانا الشهير.

نقلًا عن “التحرير”

يمكنكم متابعة الكاتب من هنا

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على الفيسبوك من هنا